كتب سامر حدّاد في "لبنان24":
من حق رئيس الجمهورية ميشال عون ان يفرح بعد المصالحة التي تمت بين صهره رئيس "التيار الوطني الحر " النائب جبران باسيل ورئيس تيار " المردة" سليمان فرنجية …لكن عليه ان يحزن لان المصالحة لم تتم برعايته وفي قصر بعبدا كما هو مفروض ، بل في الضاحية الجنوبية . ومن حق البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي ان يبدي ارتياحاً لغسيل قلوب بين زعيمين مارونيين ، لكن من حقه ايضا ان يأسف لان دعواته لهذه المصالحة لم تستجب ، في حين استجيبت باشارة من اصبع سيد المقاومة الذي اثبت انه القادر على جمع الاضداد المسيحيين فيما بعبدا وبكركي عجزتا عن ذلك.
ما حصل يعطي حجة اضافية للذين يتحدثون - عن حق او عن غير حق - بان القرار الحاسم في لبنان بات في يد "السيد" ، صاحب الكلمة الاولى والاخيرة ، فهو يحل ويربط ، ليس فقط لدى ابناء طائفته ، بل لدى ابناء طوائف اخرى ، ما يعني انه سيكون الرقم الصعب في كل الاستحقاقات المصيرية والاقرب منها الانتخابات النيابية ثم الرئاسية.
وبصرف النظر عما ستؤدي اليه مصالحة زعيمين مارونيين يتنافسان على رئاسة الجمهورية في تشرين الاول المقبل ، فان الثابت ، بعد حدث المصالحة ، ان الكلمة الاخيرة في هذا الاستحقاق ستكون للسيد نصرالله، وقد يكون لقاء الامس و" المونة " الكبيرة لسيد المقاومة على فرنجيه وباسيل ، مقدمة ل"مونة " مماثلة في الاستحقاق الرئاسي على احد الزعيمين لاسيما وانهما يصوبان سوية على قصر بعبدا ليقيم احدهما فيه بعد 31 تشرين الاول المقبل.
وبين خطوة " السيد" الوفاقية" التي تزامنت مع خطوات مماثلة مع الامين العام الجديد لحزب البعث العربي الاشتراكي علي حجازي لركلجة لائحة بعلبك - الهرمل وابقاء اللواء السيد فيها ، ومع كمال الخير لمعالجة لائحة الضنية المنيه بالتي هي احسن ، تصبح المقارنة واحدة ، بين زعيمين مارونيين ، وسياسيين لا يتمتعان بالحيثية نفسها ، واحد شيعي وآخر سني …فهل سيسأل احد عن فارق يفترض ان يكون بين الاربعة؟
ترى أليس من حق قاعدة كل من باسيل وفرنجية ، ان تسأل عن فائدة الشحن النفسي والاعلامي ، الواحدة تلو الاخرى ، ضد بعضهما البعض ، اذا كانت مفاعيل هذا الشحن ستزول على مائدة افطار مع غروب يوم الجمعة الماضي!