تتجه الانظار الى الموقف الجديد الذي قد يتخذه الرئيس سعد الحريري من موضوع الانتخابات النيابية، في ضوء المعطيات والمستجدات.
وفي هذا السياق كتبت "النهار" أن الجانب الشديد الحساسية والمفصلي من الاستحقاق الانتخابي يتعلق بالواقع السنيّ الذي ظهر امس على ارباكه التصاعدي بما يزيد الغموض ويفاقمه . ذلك انه في مقابل الدعوات التي اطلقت في اول أيام عيد الفطر على لسان مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان ومفتي المناطق الى المشاركة في الانتخابات وعدم مقاطعتها برز في المقابل من جانب "تيار المستقبل" موقف شديد الحزم والوضوح في اعتبار المشاركة تغطية وتشريعا ل"حزب الله" عبر صناديق الاقتراع .
وبرزت تغريدة لمُنسّق عام الإعلام في "تيار المستقبل" عبد السلام موسى على حسابه عبر "تويتر" علق فيها على "قيادات وشخصيات عدة ترى أن عدم المشاركة في الإنتخابات تؤدي الى تسليم "حزب الله" زمام الامور في البلاد" وقال "نحن نرى مع قطاع واسع من المواطنين في كل المناطق أن المشاركة ستؤدي الى تأمين غطاء شرعي لـ "حزب الله" يبحث عنه في صناديق الاقتراع". وأضاف: "هذه انتخابات ستقدم الى "حزب الله" شرعية ينتظرها منذ سنوات، وجمهور "تيار المستقبل" لن يشارك في ذلك، ولن يكون جسراً يعبر فوقه الحزب فوق انقاض الشرعية. "تيار المستقبل" يلتزم قرار الرئيس سعد الحريري تعليق العمل السياسي والخروج من دوامة الصراع على سلطة اغرقت البلاد بالويلات السياسية والاقتصادية وجعلتها رهينة لاشتباكات اهلية حوّلت المواقع الدستورية الى متاريس طائفية. سنحتفظ بحق الاعتراض والمواجهة من خارج السلطة، وجمهور الرئيس سعد الحريري في كل لبنان لن يقبل في لحظة مفصلية أن يتحول الى مكتب انتخابي لقوى حزبية وسياسية فقدت ثقتنا بها من سنوات".
ونقلت "الديار" عمن اسمتها "مصادر موثوقة على الساحة السنية" بأن كل ما يخرج من مواقف داعية للمشاركة بكثافة هدفه الضغط على الرئيس الحريري الذي يتعرض اصلا لضغوطات كبيرة لكي يخرج بموقف يدعو فيه الناس والناخبين السنة لعدم المقاطعة لا بل للمشاركة الكثيفة.
وتضيف المصادر : واضح ان البعض مأزوم سنيّا ومدرك تماما انه لن يضمن ولو حاصلا ، غامزة من قناة الرئيس فؤاد السنيورة، ومن يدعمه ، وبالتالي تكمل المصادر بان المحاولات لا تزال جارية من قبل مرجعيات سنية بدفع خليجي سعودي لاستخدام الورقة الاخيرة والمتمثلة بالضغط على الرئيس الحريري لاصدار، اما بيان واما الخروج بموقف يدعو لكثافة المشاركة باستحقاق 15 ايار.
وتعليقا على كلام المصادر المستقبلية بان السنيورة مازوم، اكتفت مصادر مطلعة على جو السنيورة بالقول ل"الديار" :" المفتي دريان ضد المقاطعة من بداية الطريق وكلامه اتى ليؤكد مرة جديدة انه في حال فسر البعض قرار المستقبل بمثابة دعوة لمقاطعة الانتخابات فهو لا يعني ذلك.
وردا على سؤال عما اذا كان السنيورة مازوما ومحاصرا سنيّا يبحث عن حاصل ولو وحيد في بيروت، قالت المصادر : على كل حال الانتخابات عالابواب و"المي بتكذب الغطاس"! اما عن مستوى المشاركة السنية المتوقعة فجزمت المصادر المطلعة على جو السنيورة بان المشاركة ستكون جيدة ولو انها اقل من انتخابات 2018!
في المقابل علقت اوساط مطلعة على الجو السنّي الشمالي عبر "الديار" بالقول:"نداء المفتي ودعوته للمشاركة الكثيفة، هدف لعدم تغييب صوت الناس واهل الشمال وبيروت ولاسيما ان الحريري لم يدع سابقا لمقاطعة الانتخابات بل طلب من كل من رغب بالترشح بتقديم استقالته من التيار الازرق وعدم زج اسم التيار باي شعار او حملة انتخابية.
ولفتت مصادر كانت ضمن "كتلة المستقبل" وترشحت الى الانتخابات ، عبر "الديار" الى ان المزاج السني بدأ يتغير لصالح المشاركة بالاستحقاق النيابي وقالت : عندما بدأنا نشرح خطورة عدم المشاركة وترك البلد بيد حزب الله وطارئين على المشهد بحسب تعبيرها، بدأ الجو يميل لوجوب المشاركة.