يخوض حزب الله معركة انتخابية قاسية في مختلف الدوائر الانتخابية، ففي الدوائر التي يضمن فيها فوز المرشحين الشيعة يخوض معركة الفوز بجميع النواب، وفي الدوائر التي يضمن فيها فوز لائحته كاملة يخوض فيها معركة نسبة الاقتراع، وفي دوائر اخرى يخوض معركة دعم حلفائه وتعزيز حواصلهم الانتخابية.
بالنسبة للحزب، الانتخابات النيابية المقبلة لها اهمية استراتيجية اذ سيبنى على نتائجها الكثير من التبعات السياسية في لبنان وستكون مقدمة حقيقية لتحولات داخلية مهمة، لكن المهم ايضا بالنسبة للحزب هو اثباته لقدرته الشعبية واعادة تشريع حضوره بشكل لا يقبل الشك بعد الانهيار الحاصل والضغوط الاعلامية والسياسية التي يتعرض لها.
خلال الاسابيع الماضية قرر حزب الله اعادة تحفيز جمهوره لخوض الانتخابات النيابية من دون الشعور بحتمية الفوز بالاكثرية، وكانت كلمة الامين العام لـ"حزب الله السيد حسن نصرالله الذي اكد فيها ان الفوز ليس محسوما وهناك امكانية جدية للفريق الاخر للقيام بخطوات لقلب النتيجة.
بعيدا عن كل التسريبات تبدو معركة الجنوب بالنسبة لحزب الله شبه محسومة، في صور والزهراني احتمال الخرق شبه مستحيل، كما ان احتمال تحقيق رقم انتخابي للوائح المعارضة صعب، وحتى ان حققت لائحة المحامية بشرى الخليل رقما انتخابيا فهذا لا يزعج الحزب. اما في دائرة الجنوب الثالثة، فبالرغم من تأكيدات لائحة المجتمع المدني على امكانية الخرق غير ان حزب الله لا يجد ان هناك خطوة حقيقية في الدائرة.
المعارك الحقيقية لحزب الله في دوائر البقاع اولا، اذ يرغب في البقاع الشمالي بالفوز بالنواب العشرة وهي مهمة ليست سهلة بل تحتاج الى تحفيز الجمهور على الاقتراع لرفع نسبة الاقتراع ورفع الحاصل الانتخابي وجعل خرق لائحة "القوات اللبنانية" شبه مستحيل، لذلك فإن الجهود الفعلية للحزب توضع في هذه الدائرة، وهذا ينطبق نسبيا على البقاع الغربي اذ ان الحزب سيسعى الى الفَوز وحلفائه بأربعة مقاعد في الدائرة.
في زحلة يسعى حزب الله ايضا لتحقيق نتيجة جيدة، فبالرغم من محدودية تأثير قوته الناخبة رغم كبرها، الا انه سيستفيد من ضعف اللوائح المنافسة للائحته المشتركة مع الطاشناق والتيار الوطني الحر من اجل تعزيز حواصله ليحاول الفوز بأكثر من ثلاثة حواصل انتخابية.
في المقابل وفي جبل لبنان، فان التحدي الكبير لدى حزب الله يتمثل برفع نسبة الاقتراع الشيعية بشكل كبير جدا في دائرة بعبدا ليعوض الخسائر التي اصابت التيار الوطني الحر، اذ ان الحزب يريد الفوز بالنائبين الشيعيين اضافة الى دعم حليفه المسيحي لكي يفوز بحاصلين بمقعدين نيابيين مكررا نتيجة الانتخابات النيابية السابقة.