Advertisement

لبنان

إنها لحظة الإرتطام الكبير... Sauve qui peut

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
28-05-2022 | 02:00
A-
A+
Doc-P-956764-637893234357153901.jpg
Doc-P-956764-637893234357153901.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
مع كل طلعة شمس مشكلة جديدة.هذه هي خلاصة معاناة الرئيس نجيب ميقاتي خلال فترة تلقّفه كرة النار الملتهبة. هي فترة من أصعب الفترات وأشدّها خطورة. وما يزيد من هذه الخطورة أن الوضعين الإقتصادي والمعيشي آيلان إلى مزيد من التدهور فيما المسؤولون، القدامى منهم والجدد، يتصرّفون وكأن لا أزمة في البلاد ولا من يحزنون. 
Advertisement
من يذكر كيف قامت القيامة ولم تقعد في ذاك اليوم التشريني، يوم زحف اللبنانيون، من كل الطوائف والمناطق إلى الساحات والطرقات والشوارع، ملأوها غضبًا ضد قرار لم يكن قد أبصر النور حتى. تظاهروا بالألآف إحتجاجًا على مجرد التلميح برفع تسعيرة "الواتس آب" بضعة سنتات؟ 
يومها، كانت الأحوال المعيشية لا تزال مقبولة نسبيًا. لم يكن سعر الدولار قد تخطّى مستوياته المعقولة. وسعر ربطة الخبز لم يكن قد وصل إلى ما لا قدرة على كثير من اللبنانيين، الذين أصبحوا تحت خطّ الفقر، على تحمّله. لم يكن سعر صفيحة البنزين أو المازوت قد لامس الحدّ الأدنى للإجور. لم تكن البطالة قد بلغت هذا المستوى المتدني حتى أصبح الشباب يرضون برواتب في الخارج لا ترضي طموحهم، وذلك هربًا من واقع لم يعد يُطاق. 
في المقابل، ومع إشتداد الخناق على رقاب اللبنانيين، لا نرى أي تحرّكات على الأرض كتلك التي شهدناها في 17 تشرين الأول من العام 2019. لا نسمع سوى "النق" والتذّمر. وهل يكفي في مثل هذه الحال المزرية أن نوصل 13 شخصًا من "الثورة" إلى الندوة البرلمانية، وهم قلّة من ضمن مجموعة أحزاب لا همّ لها سوى عدّ من يمتلك الأكثرية النيابية؟ 
فهل هذه الأكثرية، مع أي جهة كانت، هي التي ستعيد الوضع إلى ما كان عليه قبل إنفجار الأزمات الإقتصادية والمالية، وقبل الإنهيار الشامل والتام؟ 
هل هذه الأكثرية، سواء أكانت مع عمر أم مع زيد، ستتمكّن من لجم "جنون" الدولار، ومعه أسعار السلع الإستهلاكية؟ 
هل هذه الأكثرية ستُطعم جائعًا لا يستطيع سدّ جوعه بكسرة خبز؟ 
هل هذه الأكثرية ستؤّمن الدواء لمريض يعاني من مرض مستعصٍ؟ 
هل في إستطاعة هذه الأكثرية أن تحول دون إقفال المستشفيات أبوابها أمام مرضاها، وقد أصبحت فارغة من أطبائها وممرضيّها، الذين هاجروا إلى دول لم تكن لتخطرعلى البال؟ 
والأنكى من كل هذا أن ثمة مسؤولين لا يزالون يتصارعون على "مناصب كرتونية" في الوقت الذي يتهاوى فيه الوطن، قد لا تبقى فيه مؤسسات لترّؤسها. 
هل نبالغ حين نقول أن الوضع سائر بسرعة صاروخية نحو الإنهيار الشامل والتام؟ هل نكون بذلك كالبوم التي لا ترى سوى السواد؟ كم كنا نتمنى ألاّ نكون شاهدين، ولو بطريقة غير مباشرة، على هذا السقوط الحتمي؟ كم كنا نتمنى أن نرى المسؤولين في بلدنا مسؤولين بما لكلمة مسؤولية من معنى؟ كم نتمنى ونحلم في أن يأتي يوم نرى فيه أن هذه الشدّة قد زالت عن صدور اللبنانيين؟ 
لسنا في وارد إلقاء اللوم على جهة محدّدة ومعينة، لأنه كما كانت المسؤولية مشتركة بين الجميع عن هذا الخراب فمسؤولية الإنقاذ اليوم هي أيضًا مشتركة. فالحكومة، وهي حكومة تصريف أعمال، لا تستطيع وحدها أن تجترح المعجزات. حاولت و"باطحت" على كل الجبهات، لكنها كانت في كل محاولة تجد من يضع العصي في دواليب عربة الحلّ. 
فيا أيها السياسيون، سواء أكنتم "سياديين"أم "ممانعين" أم "ضرّاب طبول"، إسمعوا وعوا. إذا إستمرّت الأوضاع على هذا المنوال فإن الوطن آيل إلى الأسوأ. فعن أي كراسٍ تفتشّون، وعلى أي مراكز تتصارعون؟ 
لقد حوّلتم هذا البلد، الذي لن تعرفوا قيمته إلاّ بعد أن تخسروه، إلى بقايا تتناتشونها. سيأتي يوم تبكون فيه على أرث ضائع لم تحافظوا عليه. 
إنها لحظة الإرتطام الكبير... Sauve qui peut 
   
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك