Advertisement

لبنان

زراعة الذُرة في عكار: الحصاد اقترب...والمزارع أمام أزمة كبيرة!

Lebanon 24
28-06-2022 | 23:17
A-
A+
Doc-P-966718-637920807934483750.jpg
Doc-P-966718-637920807934483750.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
كتب مايز عبيد في نداء الوطن:
 
يوماً بعد يوم يتكشّف حجم المعاناة التي يرزح تحتها مزارعو عكار، سواء بزراعة المواسم التقليدية كالبطاطا والحمضيات أو التي لجأ إليها المزارعون كتعويض عن الزراعات التقليدية لأنها أسرع وأقل كلفة، ومنها زراعة الذُرة العلفية التي يصنع منها علف الحيوانات كما تدخل أيضاً في صناعة الخبز، وتستخدم أيضاً للأكل لا سيما مشوية.
Advertisement

زرع المزارعون أراضيهم قبل نحو شهر ونصف وهي تحتاج أيضاً إلى ما يقارب المدة نفسها لكي تبدأ بالإنتاج. في هذه الأثناء تبدو المعاناة كبيرة جداً لا سيما في موضوع تأمين المياه بسبب غلاء المازوت وعدم قدرة المزارعين على شراء هذه المادة لتشغيل مولداتهم، لذلك تراهم يسهرون الليالي الطوال على السواقي لتأمين جر مياه النهر إلى أراضيهم، هذا بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الأسمدة والبذور، وارتفاع أجرة اليد العاملة. ففي السابق كان سعر كيس السماد 10 دولارات وبات الآن بسعر 53 $، والدولار كان 1500 ليرة والآن 30 ألف ليرة، والأسعار إلى ازدياد من موسم لآخر. أما يومية العامل السوري الذي يعمل في قطاف الموسم فارتفعت بشكل كبير. كما يعاني المزارعون من تحكّم التجار بهم وبالأسعار ومن المنافسة الخارجية حيث تدخل كميات كبيرة من هذه الذُرة من تركيا ومن سوريا، حتى قبل أن يبدأ الموسم العكاري بالإنتاج، فيلجأ الكثير منهم إلى تضمين الأرض للسوريين حتى يرتاحوا من عبئها.

يتحسّر المزارعون في عكار على أحوالهم وهم يشيرون الى أن النازحين السوريين يستأجرون منهم أراضيهم لأنهم عاجزون عن استكمال العناية بمواسمهم، في حين أن الدولة والوزارة المعنية لا تكترث لأوضاعهم البتة. فالمسؤولون في وزارة الزراعة كما يشير المزارعون «يكررون زياراتهم وجولاتهم في عكار من دون أي دعم أو تعويض، ونحن نريد أسمدة مجانية وبذوراً وشتولاً وأدوية بما يساعدنا على الإستمرار، ونريد مسؤولين يتطلّعون إلى أوضاعنا وإلا فإننا في السنوات المقبلة لن نزرع أي شيء».

بين الفينة والأخرى وقبل موعد القطاف يقوم المزارعون بتعشيب أراضيهم وتنظيفها من الحشائش والطفيليات الضارّة، لكنّ أعينهم في نفس الوقت شاخصة إلى الأسابيع القليلة المقبلة، أي موعد القطاف. هنا يتساءل المزارعون: من أين نأتي بتكاليف اليد العاملة وكيف سيتم تصريف الإنتاج بالأسعار التي تحقق لهم ربحهم، دون اللجوء إلى التاجر المحتكر الذي يفرض عليهم أسعاره مما سيجعل الموسم لا يأتي حتى بتكاليفه.

في سهل عكار وحده مئات العائلات تعتاش من القطاع الزراعي بشكل أساسي، وأمام ما يعانيه هذا القطاع من مشاكل وخروجه عن دائرة تأمين احتياجات العائلات فإن هناك ضياعاً كبيراً لدى مئات المزارعين، وتساؤل كبير أين يذهبون وماذا يفعلون بعدما باتت الزراعة عبئاً عليهم وهي كانت مصدر الدخل والوفر معاً.
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك