تتجه الأنظار إلى ما سيحصل غداً في الديمان على خلفية استمرار الحشد الداعم للبطريرك الماروني ما بشارة بطرس الراعي والرافض لما تعرض له المطران موسى الحاج نائبه على أبرشية القدس وراعي أبرشية حيفا والأراضي المقدسة. حيث من المتوقع أن يستمر موقف الراعي في التشدد نتيجة عدم البت بالمطالب التي أعلنها في البيان الذي صدر عن سينودس الأساقفة ومنها تنحية مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي فادي عقيقي وإعادة الأغراض التي تمت مصادرتها.
وكتبت" نداء الوطن": بحسب التوقعات سيكون موقف الراعي منسجماً مع المساعي لحل هذه المسألة وهو سيضمنه في عظته خلال القداس الذي سيترأسه وفي الكلمة التي من المتوقع أن يلقيها في الحشود التي ستتوجه إلى الديمان دعماً للبطريركية المارونية حيث كان يوم أمس حافلاً أيضا بالمواقف والزيارات ولعل أهمها في رمزيته زيارة السفير السعودي وليد البخاري متضامنا مع البطريرك الراعي.على عكس أجواء الديمان لم تخرج معلومات كثيرة عن اللقاء الذي جمع رئيس الجمهورية ميشال عون في قصر بعبدا قبل ظهر أمس مع المطرانين موسى الحاج وميشال عون. البيان الذي صدر عن مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية كان مقتضباً: "استقبل الرئيس ميشال عون، صباح اليوم الجمعة 22 تموز 2022، رئيس أساقفة أبرشية حيفا والنائب البطريركي في الأراضي المقدّسة للكنيسة المارونيّة المطران موسى الحاج، وراعي أبرشيّة جبيل المارونية المطران ميشال عون.وخلال اللقاء، اطّلع الرئيس عون من المطران الحاج على ملابسات ما حصل معه عند معبر الناقورة يوم الاثنين الماضي في أثناء انتقاله من الأراضي المقدّسة إلى لبنان. وأكد الرئيس عون للمطران الحاج أنه تابع هذه المسألة فور حصولها وهي الآن قيد المعالجة".أما كيف ستكون هذه المعالجة فهنا تكمن المسألة؟ ماذا يستطيع الرئيس عون أن يفعل لاحتواء تداعيات ما تعرض له المطران الحاج والذي يتعدى في انعكاساته مستواه الشخصي ليبلغ مستوى التعرض لمقام بكركي والكرسي الرسولي خصوصاً أن القضاء اللبناني تجاوز في هذه القضية ما يعود إلى الفاتيكان خصوصاً بعدما كان صدر قرار في 5 أيار الماضي عن القاضي فادي صوان يعتبر أن لا صلاحية للمحكمة العسكرية في محاكمة المطران الحاج. فما الذي تغير ولماذا هذا الإصرار على التعرض للمطران ولبكركي وما تمثله من مرجعية دينية ونحن على أبواب انتخاب رئيس جديد للجمهورية؟
وذكرت "نداء الوطن ان "المطران الحاج شرح لرئيس الجمهورية تفاصيل ما حصل معه واستوضحه الرئيس عن بعض النقاط، خصوصا وان رئيس الجمهورية لم يكن على اطلاع بمجريات ما حصل، أو كانت لديه معطيات تختلف كلياً عما سمعه من المطران الحاج. وكان تشديد على المعالجة الهادئة بما يبعد القضية عن اجواء المشاحنات والتوتر، وان عون يتابع هذا الامر شخصياً تمهيداً للمعالجة النهائية".وقال مصدر مطلع انه "من الخطأ تصوير القضية على أنها قضية استعادة الاموال والادوية المصادرة، وهذا الأمر ليس محل أخذ ورد والمخرج متوفر عبر وضعها في تصرف البطريركية المارونية، انما ما يبحث هو كيفية تجنب حصول هذا الامر في الفترات القادمة من خلال وضع ترتيبات واتخاذ اجراءات اضافية لتلك المعمول بها حاليا".وعلمت "نداء الوطن" أيضاً أن الرئيس عون كان مستمعاً أكثر مما كان متحدثاً وهز برأسه أكثر من مرة موافقاً على ما رواه له الحاج. دام اللقاء أكثر من نصف ساعة تقريباً وتم فيه التطرق إلى جوانب شخصية عندما قال له المطران إنه يعرفه منذ كان في دير مار شعيا في برمانا وأنه قرأ له كتابات روحية في بعض المسائل الدينية المسيحية. وعلمت "نداء الوطن" أن المطران تطرق في الحديث مع الرئيس إلى موضوع اللبنانيين المبعدين إلى إسرائيل وأن الرئيس أشار إلى تعثر بت هذه المسألة وإنهائها وهو أمر بات اليوم أصعب بعد مرور كل هذه المدة الزمنية. هل سيساهم لقاء بعبدا بين الرئيس والمطران في حلحلة المسائل الناتجة عن هذا الملف؟ كيف يمكن وضع حد لهذه الإشكالية؟ وكيف ستعاد أغراض المطران الشخصية والمصادرات؟ وهل سيكون بإمكانه العودة إلى أبرشيته؟ ومن يتحكم بهذا القرار؟ القاضي فادي عقيقي أم بكركي والبطريرك والكنيسة؟ وهل سيكون هذا اليوم السبت كافيا للبدء بمسار يؤدي إلى الحل؟ صدى الحل أو العرقلة سيتردد في الديمان غداً.
وكشفت مصادر سياسية ل " اللواء"النقاب عن سلسلة لقاءات واتصالات تجري لتطويق تداعيات مشكلة المطران موسى الحاج ومنع تفاعلها نحو الأسوأ، ومن بين مايتم التداول فيه ارسال موفد من بعبدا، الى الديمان للقاء البطريرك الماروني بشارة الراعي اليوم ، وقبل يوم غد الأحد،موعد العظة التي سيلقيها ويضمنها مواقف ،يتوقع ان تكون عالية السقف وبعبارات انتقادية حادة ويضع فيها النقاط على الحروف بما حصل،وذلك في محاولة لتطويق مضاعفات المشكلة، وإبلاغ البطريرك رسالة من عون، يبدي فيها استياءه الشديد مما حصل، واصراره على معالجة المشكلة ووضع حد لها بأسرع وقت ممكن.
وربطت أوساط سياسية لـ”البناء” بين هذه القضية وبين الاستحقاق الرئاسي وجملة عناوين قضائية – مالية في البلد، لا سيما مداهمة مصرف لبنان. وتلفت الى أن الهدف من تضخيم قضية التحقيق مع المطران الحاج هو تحريض المسيحيين على حزب الله واثارة العصب الطائفي وتحويلها الى قضية مسيحية مصيرية ووجودية.
وكتبت" الاخبار": استقبل عون المطران الحاج والمطران ميشال عون واستمع الى التفاصيل التي رواها الحاج عن توقيفه والتحقيقات التي أجريت معه على المعبر. وأبلغه أنه يتابع القضية منذ لحظة توقيفه، والأمور قيد المعالجة ومن ضمنها زيارة وزير العدل لبكركي والعمل على تهدئة الأجواء تمهيداً للوصول الى حل بعيداً عن الاستعراض، مع التركيز على عدم الانزلاق إلى التطبيع. وعلمت «الأخبار» أن ثمة مساعي لتنفيس الاحتقان تمهيداً لإقفال الموضوع، ولا سيما أن مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي فادي عقيقي أصدر توضيحاً يوم أمس واستغنى عن المواجهة أي الاستدعاء بالاكتفاء بمصادرة الأموال فقط. وقد وصلت رسالة الى الراعي بضرورة وضع حدّ لكل هذا الاستثمار السياسي كي لا تتحول بكركي الى قوة سياسية وتُدخل المقام في نزاعات لا تليق بقدسية البطريركية، بل مقابلة القانون بالقانون عبر تقديم دفوع شكلية وإثبات مصدر الأموال ووجهتها.
وقالت مصادر مطلعة على القضية عن كثب ل" الشرق الاوسط" إن مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي فادي عقيقي «يرفض إعادة الأموال المصادرة» التي كان يحملها المطران الحاج وتبلغ قيمتها 460 ألف دولار، ومعدة للتوزيع على عائلات لبنانية كمساعدات إنسانية أرسلتها عائلات لبنانية فرت إلى إسرائيل في عام 2000. وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إن القاضي يعتبر أن هذه الأموال «مصدرها عملاء للعدو حسب تصنيف القانون اللبناني، وليست أموالاً خاصة للكنيسة».