لن يكون حريق محمية أرز تنورين، اول الحرائق في هذا الموسم "الملتهب" ولن يكون الأخير. فالتحذيرات من الحرائق ترتفع يوماً بعد يوم مع ارتفاع درجات الحرارة. فما هي استعدادات وزارة البيئة لهذا الموسم؟ وهل من خطط تم وضعها للتخفيف من تداعياتها السلبية؟ ولماذا تجدد الحريق اليوم في تنورين بعد ان تمت السيطرة عليه أمس؟
في هذا الاطار، يشرح وزير البيئة ناصر ياسين ل" لبنان 24"ما يجري في تنورين، مشيراً الى ان الحريق اندلع في رقعة على الحدود مع اشجار الارز وتمت السيطرة عليها او حصرها أمس الا انها لم تبرد بالشكل اللازم لأنها في بقعة منحدرة، وبالتالي فان صعوبة الوصول اليها أدى الى تجدد الحريق اليوم.
ولفت ياسين الى ان وزارة البيئة أجرت سلسلة اتصالات مع قيادة الجيش، أسفرت عن ارسال طوافة للمساعدة على اخماد النيران، الا ان الظروف البيئية وصعوبة الرؤية حالا دون الوصول الى مكان الحريق، مشدداً على ان الطوافات باتت حاضرة للتدخل في أي وقت بالتنسيق مع المعنيين والفاعليات في المنطقة.
وعما اذا كانت لديه شكوك بأن الحريق مفتعل، قال:" هذا الأمر متروك للتحقيق الذي يقوم به الدفاع المدني والقوى الأمنية، لمعرفة اذا ما كان الحريق مفتعلاً أو لا" مشدداً على انه في غالب الأحيان يكون الانسان سبباً لحرائق الغابات في لبنان، ان بطريقة مباشرة عبر اضرام النيران فيها أو عن طريق الخطأ او الاهمال .
وفي هذا الاطار، أكد الوزير ياسين ان الوزارة تعمل على خطة عمل للوقاية والحد من حرائق الغابات وهي تقوم على التالي:
1- الوقاية ورفع الوعي من خلال الاعلام المباشر ووسائل التواصل الاجتماعي لشرح أهمية حماية الغابات، إضافة الى متابعة الندوات التي تقوم بها الوزارة للتوعية، والعمل مع الوزارات والبلديات لرفع الاسباب التي تفاقم حرائق الغابات، من النفايات والى ما هناك من أمور.
2- اهمية أن يكون هناك "فريق مستجيب أول" اي ان يكون هناك فريق في كل منطقة جاهز للوصول الى الحريق أولاً، لا سيما في المناطق التي فيها مساحات حرجية كبيرة، وعليه تم تقسيم لبنان الى 15 منطقة وتحديد فرق للرصد والمراقبة والتدخل السريع، حيث يتم تجهيز بعض المناطق بآليات صغيرة للوصول الى اماكن الحريق، أو تطوير الاليات الموجودة لدى المناطق المجهزة، الى حين وصول عناصر الدفاع المدني لاخماد النيران، بالتعاون مع الجيش وطوافاته.
ورداً على سؤال عن المشكلات التي يعاني منها الدفاع المدني والتي تحول دون تمكنه من اتمام عمله قال : "نحاول قدر الامكان دعم الدفاع المدني عبر المؤسسات والجمعيات وبعض التبرعات، الا ان هذا الأمر يكون بشكل متواضع خصوصاً وان الميزانيات الموضوعة للدفاع المدني قليلة."