Advertisement

لبنان

هل ضاعت مفاعيل "الصدمة"؟

Lebanon 24
05-11-2022 | 23:18
A-
A+
Doc-P-1007905-638033124203564597.jpg
Doc-P-1007905-638033124203564597.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger

كتب طوني عيسى في" الجمهورية": قد يكون لبنان أضاع الفرصة مرّة أخرى بالمناكفات الداخلية. فالقوى المعنية باتفاق الترسيم قطفت الثمار التي تريدها، وانصرف كل منها إلى شؤونه: الإسرائيليون حصلوا على براءة الذمة للبدء في استخراج الغاز وتصديره، وهم باشروا ذلك فوراً. وأما الأميركيون فقد نجحوا في رعاية الاتفاق الذي يخدم حلفاءهم، وتكفّلوا بإبعاد روسيا عن الطبق اللبناني، فيما ارتاح الأوروبيون إلى تنويع مصادر الطاقة التي يحتاجون إليها في منأى عن موسكو.

 

في هذا المناخ، كان لبنان قادراً على قطف الثمار فوراً و»ضرب الحديد وهو حامٍ»، بتشكيل حكومة فاعلة وانتخاب رئيس للجمهورية وإقرار تشريعات مالية واقتصادية إصلاحية، ما يبدّل نظرة المجتمع الدولي تجاهه، وينهي نهج المقاطعة والحصار.

 

لكن أركان السلطة قرّروا إضاعة الفرصة. وعلى الأرجح، سيقود ذلك إلى المزيد من التدهور المالي والنقدي والاقتصادي والسياسي. وفيما الأميركيون ينهمكون بانتخاباتهم الفرعية ونتائجها، والفرنسيون وسائر الأوروبيين مستنفرون لإبعاد الأذى اللاحق بالقارة من بوابة أوكرانيا، سيجد اللبنانيون أنّهم ليسوا موضع اهتمام من أحد.

 

في اتفاق الترسيم، لبنان «أدّى قسطه للعلى» بالتوقيع، ومنح الأقربين والأبعدين ما يريدون، ثم تصرَّف وكأنّه في أحسن أحواله المالية والاقتصادية والسياسية. فهو لا يبدو مستعجلاً استثمار اللحظات الإيجابية وتطويرها للخروج من الهوة السحيقة. وقد يصرخ اللبنانيون من الألم، ولكن لا أحد في العالم سيسمعهم ولا يمتلك الوقت أو الرغبة في إنقاذهم، ما داموا هم أنفسهم يتنكرون لمحاولات الإنقاذ، المرة تلو الأخرى.

 

فقط، سيضظر المجتمع الدولي إلى التدخّل في لبنان، إذا سقطت الدولة تماماً وبدأت المجموعات الطائفية والمذهبية تتقاتل وتتآكل، واندفع النازحون نحو أوروبا هرباً من الجحيم. وما دون ذلك، ستبقى القوى الدولية متفرجة على انهيار لبنان، وستستثمر كل منها مناكفات اللبنانيين في خدمة مصالحها.

 

بعد انفجار المرفأ في 4 آب 2020، تحرَّك الرئيس إيمانويل ماكرون وموفدوه في لبنان بكثافة استثنائية، فتركوا شؤون فرنسا وجاؤوا لإنقاذ الصديق الصغير المنكوب. ومِن قهرهم وإحباطهم، رفع بعض اللبنانيين آنذاك شعار العودة إلى الانتداب الفرنسي، لفترة معينة، لعلّ ذلك يشكّل باباً للخلاص.

 

طبعاً، انتفض «الغيارى». فكرامتهم الوطنية تأبى عليهم ذلك، علماً أنّ لبنان واقع اليوم تحت «كوكتيل انتدابي واستعماري» يعترف به الجميع. وفي المرحلة المقبلة، قد لا يجد اللبنانيون مَن يلتفت إليهم، إلّا إذا كان الأمر يتعلق بمفاوضات جديدة على غرار الترسيم البحري وتقاسم الغاز.
Advertisement
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك