لم يكن تصريح رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل الاخير لصحيفة "الجمهورية" خارجا عن سياق الاشتباك السياسي والاعلامي الذي يخوضه باسيل وتياره ضد مختلف القوى السياسية وعلى رأسهم حزب الله، لكن الجديد ان باسيل استأنف التصويب على حليفه السابق بعد ان كان قد اوقفه في السابق لتجنب قطع شعرة معاوية مع حارة حريك.
اعاد باسيل فتح النار على الحزب، مستخدما اسلوبا اعلاميا يستفز حليفه، اذ نقل باسيل ما يدور في الكواليس بينه وبين الحزب معتبرا انه لن يكون تابعا لأحد ولن يسير بما يريده الحزب مهما كلفه الامر، كما استهزء باسيل بموقف الحزب منه قائلا انه يحب ان يُعاقب دفاعا عن مواقفه واستقلاليته.
من الواضح ان باسيل اراد القول انه بات خصما جديا للحزب وان المرحلة السابقة شهدت تصعيداً سياسيا معه، اذ انها لم تكن تحمل مؤشرات جدية لتقدم مرشح حارة حريك لرئاسة الجمهورية، اما وقد بات فرنجية الاوفر حظاً، فهذا ينقل الخلاف الى مستوى مختلف، ويوصل العلاقة الثنائية الى الطلاق النهائي.
اوحى باسيل بشكل شبه علني ان اصل مشكلته مع حزب الله مرتبط بإسم رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، اذ اكد انه ليس مهتما بالضمانات ولا بالإلتزام بترشيحه لرئاسة الجمهورية بعد ست سنوات، ما يربط بشكل حاسم تصعيده الحالي بأجوبة الحزب الاخيرة على المبادرات السياسية والرئاسية التي طرحت عليه والتي كانت تتمحور حول رفض التنازل عن تسمية فرنجية.
وبحسب مصادر مطلعة فإن حزب الله ينظر بسلبية الى تصريحات باسيل وهو في الاصل يحاول الحد من عملية التراشق الاعلامي معه، لكن الرجل يجد ان تصعيده ضد الحزب قد يفتح له باب تحالفات جديدة، مع القوات اللبنانية على سبيل المثال، خصوصا ان خطوط عودة حزب الله عن دعم فرنجية ليست موجودة.
وتقول المصادر ان التيار يتجه بشكل جدي الى اظهار الخصام الكامل مع الحزب في حال وصول فرنجية الى بعبدا، وهذا يعني ان باسيل جاهز للبقاء خارج السلطة كليا خلال عهد رئيس المردة، وهذا يعني اشتباكاً سياسياً واعلامياً مع حارة حريك في كل الملفات وانهاء اي تقاطع معها حتى في القضايا الاستراتيجية التي سيرعاها الاتفاق والتسوية المقبلة.
نقل باسيل الاشتباك السياسي مع حزب الله في مقابلته الى مستوى تصعيدي جديد، وضع خلاله كل الاعتبارات جانباً، محررا نفسه من قيد رغبته بالعودة الى تصحيح علاقته بحليفه، اذ ان الرجل يعلم جيدا ان مقاطعة الحزب له ليست في اطار تحسين شروط التفاوض معه بل موقف حاد من اسلوبه الاعلامي والسياسي..