مأساةٌ كبيرة شهدها الحيّ الغربي لمخيّم شاتيلا - بيروت، حيثُ أقدمَ أحدُ الشبان ويدعى "م.إ" (فلسطيني الجنسية)، على تعنيف بناتهِ وتعذبيهنّ بأدوات حادّة والسكاكين، ما أسفر عن إصابتهنّ بجروحٍ خطيرة.
تقولُ معلومات "لبنان24" من المخيم إن "م.إ" من أصحاب السّمعة السيئة، وقد وردت شكاوى كثيرة سابقاً تفيدُ بإقدامه على تعذيب أطفاله بشكلٍ دائم، فيما يُرجّح أيضاً أن يكون من المُدمنين على تعاطي الحبوب المُخدّرة.
ماذا حصل يوم أمس؟
تكشفُ مصادر اللجنة الأمنيّة الفلسطينية في مخيّم شاتيلا لـ"لبنان24" أنّ عدداً من أفراد عائلة "م.إ" تقدموا بشكوى عاجلة يوم أمس لدى أحد مكاتب اللجنة، مفادها أنّ الرجل المذكور يعذب بناتهُ بشدّة داخل منزله في الحي الغربي. وعلى الفور، توجّهت قوّة أمنية إلى المكان وتمت مداهمة المنزل وضبط "م.إ" بـ"الجُرم المشهود".
بحسب المصادر، فإنّ "المشهد كان فظيعاً، إذ ظهر "م.إ" مُمسكاً بآلة حادة فيما الدماء تسيلُ على الأرض من بناته"، وتضيف: "حينها، حاول "م.إ" مقاومة عناصر القوة الأمنية، لكنه تمّ ضبطه فوراً وتطويق حركته قبل إقتياده إلى أحد المراكز الأمنية التابعة للقوة في المُخيّم".
وأشارت المصادر إلى أنّه وخلال سوقِ "م.إ" إلى التوقيف، تجمهر سكان الحي الغربي للمخيم على جوانب الطرقات، وقد حاول الكثير من الأشخاص سحبه من القوة الأمنية نظراً لسخطهم الكبير مما كان يفعله بعائلتهِ.
المصادرُ عينها كشفت أيضاً أنّ "م.إ" كان شبه فاقدٍ لوعيه خلال التوقيف، وحينما استعادَ وضعه الطبيعي، تمّت مواجهتهُ بصور بناته أثناء تعذبيهن، فبدأ بالبكاء داخل الزنزانة. هنا، تضيف المصادر: "أحد المسؤولين الأمنيين أكد لـ" "م.إ" أنه لن يخرج من التوقيف لأنه مُجرم، ويجب أن يلقى عقابه وحسابه على ما كان يفعله".
على صعيد الأطفال، فقد علم "لبنان24" أنه جرى نقلُهنّ في بادئ الأمر إلى مستشفى حيفا في شاتيلا، ثم تم أخذهن إلى مستشفى المقاصد في بيروت، وهناك تكفّلت الإدارة بتكاليف علاج الفتيات على نفقتها. وخلال ذلك، حضرت القوى الأمنية اللبنانية إلى المكان وباشرت تحقيقاتها بما حصل، وقد تمّت مطالبة والدة الأطفال (زوجة م.إ) بتقديم شكوى قضائيّة ضد الأخير من أجل أن تستلمهُ السلطات اللبنانيّة.
مصادر مسؤولة في مخيم شاتيلا طالبت عبر "لبنان24" بضرورة متابعة الأجهزة الأمنية الرسمية هذا الملف والإسراع ببت أمر توقيف "م.إ" باعتبار أنه يُشكل خطراً على أفراد عائلته، وقالت: "ما حصل إجرامٌ لا يوصف، والأدلة كثيرة على ذلك، ويجب اتخاذ إجراءات فورية لكي يكون عبرة لكل الناس".