Advertisement

لبنان

باريس تنتظر نضوج التسوية داخليا

علي منتش Ali Mantash

|
Lebanon 24
01-09-2023 | 03:00
A-
A+
Doc-P-1103023-638291580078704913.jpg
Doc-P-1103023-638291580078704913.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
حظي الحراك الفرنسي بدعم علني من الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله من خلال دفاعه عن الرسالة الفرنسية وانتقاده للموقف الذي اتخذه النواب المعارضون بشأنها، وهذا الامر يعطي مؤشرا واضحا عن حقيقة الموقف الفرنسي بعد الإجتماع الخماسي الذي حصل في الدوحة والذي ادى الى تعديل استراتيجية بعض الدول المهتمة بالشان اللبناني.
Advertisement

لا يزال الموقف الفرنسي من الأزمة اللبنانية واضحاً، اذ ان باريس تقف حتما في صف الولايات المتحدة الاميركية، غير أنها ترى أن التعامل بواقعية هو السبيل الوحيد للوصول الى افضل نتيجة ممكنة، أما التصادم والذهاب بعيدا في التصعيد فسيؤدي حتماً الى تقليص النفوذ الغربي في بيروت الى حدوده القصوى، وهذا ما حصل منذ بداية الحراك الشعبي عام ٢٠١٩ حتى اليوم.

تقتضي الواقعية الفرنسية، بفتح باب الحوار والتنسيق مع "حزب الله" الذي لا يمكن تجاوزه لبنانياً، خصوصا أنه يمتلك دستوريا وسياسيا قدرة تعطيل هائلة، تجعل الذهاب من دونه الى أي تسوية او صيغة لا ترضيه، مسارا يوصل البلاد الى تصادم لا تريده حتى الولايات المتحدة الاميركية، لذلك فإن الاستراتيجية الفرنسية تجعل من التنسيق مع الحزب وتقسيم النفوذ معه أولوية قصوى.

في نهاية ايلول، او بداية تشرين الأول قد يعود المبعوث الفرنسي ووزير الخارجية السابق جان إيف لودريان الى بيروت للبدء بمسار الحوار الذي ترى فيه باريس مدخلا ضروريا للوصول الى حل رئاسي، لكن في الوقت نفسه لا تنتظر فرنسا أن يؤدي الحوار بحد ذاته الى التسوية، لكنه سيظهر بما لا يقبل الشك مواقف القوى السياسية وخطوطها الحمراء.

عمليا يتمحور الرهان الفرنسي اليوم على الحوار القائم بين "التيار الوطني الحر" و"حزب الله" اكثر من الرهان على طاولة الحوار الفرنسية، على اعتبار ان التسوية بين الطرفين ستوصل مرشح الحزب المدعوم فرنسيا الى قصر بعبدا، وستحرج القوى الغربية وبعض دول الخليج وتجعلهم يدعمون التسوية للحفاظ على حضورهم ونفوذهم السياسي في المرحلة المقبلة وهو أمر لا يزعج الحزب، لا بل يحرص عليه. 

تعطي التسويات الداخلية دفعاً جديا للمبادرة الفرنسية خصوصا اذا كانت تسوية توصل فرنجية الى قصر بعبدا، لكن حتى لو جاءت التسوية بين "التيار" وقوى المعارضة فإن باريس قد تسير بها وتدعمها ولعل نسج علاقات جيدة بينها وبين مختلف المرشحين الرئاسيين دليل على كون هدفها الاساسي هو الوصول الى تسوية واستقرار في لبنان يواكب مرحلة التنقيب عن النفط والغاز في البلوكات البحرية. 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك