تُعتبر إطلالة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله محطة ينتظرها الجميع، إن كان في لبنان أو في مناطق أخرى من العالم العربي، خاصة عندما يتناول التطورات الكبرى في المنطقة.
وبحسب موقع "Middle East Eye" البريطاني، "يحاول المراقبون توقع القرارات التي قد يتخذها نصرالله، سواء أكانت تتعلق بلبنان أو سوريا أو أي مكان آخر. ولكن، في الوقت الذي يرد فيه مقاتلو الحزب على ضربات الجيش الإسرائيلي على طول الحدود الجنوبية، فإن نصرالله غائب وليس من المتوقع أن يُطل في أي وقت قريب، الأمر الذي أثار فضول الناس كثيراً، هم الذين يخشون أن تتطور هذه الاشتباكات إلى حرب إقليمية قد تكون أكثر تدميراً من الصراع الذي خاضه حزب الله ضد إسرائيل في عام 2006. وفي المقابل، نظم حزب الله مسيرات، وأقام جنازات لمقاتليه الذين استشهدوا، كما وهدد كبار المسؤولين بالتصعيد إذا تطلب الوضع الحالي ذلك".
ورأى الموقع أن "صمت نصرالله لم يؤد إلا إلى زيادة حالة عدم اليقين، حيث يعتقد الخبراء أن الغزو البري الإسرائيلي المتوقع لغزة يمكن أن يؤدي إلى رد فعل عام من زعيم حزب الله. وقال الأكاديمي جوزيف ضاهر للموقع: "المسألة تتعلق بطبيعة الغزو البري"، كما ويعتقد ضاهر أن حجم العنف، ومدى قدرة إسرائيل على إلحاق الضرر بحماس، سيكونان من العوامل الحاسمة".
وبحسب الموقع، "قال النائب في كتلة الوفاء للمقاومة حسن فضل الله، في مقابلة مع قناة الميادين، إن نصرالله كان يُشرف على معارك الحزب من وراء الكواليس، وأن غيابه عن أعين الجمهور هو جزء من هذه الاستراتيجية. وأضاف: "كما أنها تربك العدو أكثر". وقال متحدث باسم حزب الله للموقع إن الجماعة لا تُصدر بيانات حول هذا الموضوع في الوقت الحالي، لكن يوم الثلاثاء، نشر صحفي في قناة المنار التابعة لحزب الله ما بدا أنه إعلان تشويقي لخطاب لنصر الله، مع تعليق "انتظروه". من جانبه، قال المحلل السياسي قاسم قصير للموقع إن مسؤولي حزب الله "يواكبون" التطورات على الساحة السياسية والإعلامية، ولم يجدوا بعد ضرورة لظهور نصرالله. وتابع قصير قائلاً: "سيظهر عند الضرورة"، زاعماً أن قرار وقف إطلاق النار أو إعلان "الحرب الشاملة" قد يكون العامل المحفز".
وتابع الموقع، "يمكن تفسير صمت نصرالله أيضاً على أنه علامة على المفاجأة التي تعرض لها حزب الله من حجم هجوم حماس، وفقاً لمهند الحاج علي، زميل بارز في مركز كارنيغي للشرق الأوسط. وقال الحاج علي: "رسائل نصر الله دائما قوية، ودائماً ما تفرض خطوطاً حمراء ضد الإسرائيليين وتهددهم"، مشيراً على أنه و"بالنظر إلى أن المنظمة لم تستعد لهذا المستوى الجديد من التصعيد، أعتقد أنها تحاول إبقاء كافة الخيارات مفتوحة"."