نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية تقريراً جديداً قالت فيه إنّ الحقيقة المؤلمة حالياً هي أن منطقة الجليل المحاذية للبنان لم تعد منطقة مزدهرة كما السابق، بل باتت منطقة حرب، وليس معروفاً من الذي يسيطر عليها حقاً الآن.
وأشار التقرير الذي ترجمه "لبنان24" إن كل من قاتل مع الجيش الإسرائيلي في تسعينيات القرن الماضي، سيتذكر تلك الأيام في ثوانٍ عندما يرى كيف تحرّك الجيش على منحدر خلفي في منطقة صفد، من أجل تقليص خطر الإصابة بصاروخ مُضاد للدبابات من "حزب الله".
ولفتت الصحيفة إلى أنه "كان من المفترض أن تستهدف صواريخ الحزب أهدافاً عسكرية فقط، لكن من الناحية العملية، تبين أن الأمور لم تعد تسير كذلك الآن"، في إشارة إلى أن الحزب بات يستهدف المدنيين وآخر إستهداف في هذا الإطار طال مستوطنة كفار يوفال، حيث قتلت مستوطنة إسرائيلية مع نجلها.
وأضاف التقرير: "في ردّه على ما حصل في كفار يوفال، لم يختَر الجيش الإسرائيلي أهدافاً مدنية مفيدة في لبنان، كما أنه لم يُنفذ هجمات قوية في لبنان من أجل توضيح أن الخطوط الحمراء قد تم تجاوزها. هنا يبرز عرض آخر لتآكل الردع الذي تضرر بشدة في كل الأحوال اعتباراً من يوم 7 تشرين الأول 2023".
وتحدثت الصحيفة عن إجراءات يعتمدها من يتحرك ضمن المناطق القريبة من لبنان، من بينها إطفاء المصابيح الأمامية للمركبات خلال الليل، والتأكد من إيقاف السيارات في مكان خفي ومنخفض، وسط إرتداء سترة وخوذة وإلصاق شريط أسود اللون على المصابيح الأمامية للسيارة وارتداء أجهزة رؤية ليلية.
بحسب الصحيفة، فإن هذه الإجراءات في المنطقة الناشطة سياحياً، تعني أن هناك شريطاً أمنياً جديداً في إسرائيل، مشيرة إلى أنه "تم استبدال مركبات السياح في منطقة الجليل بالدبابات وسيارات الجيب العسكرية، كما تم وضع مواقع محصنة في الأودية للمقاتلين".
وذكرت الصحيفة أنّ هناك مخاوف من أن يقوم "حزب الله" بشنّ هجوم مماثل لعملية حركة "حماس" في غزة ضد المستوطنات الإسرائيلية يوم 7 تشرين الأول الماضي، مشيرة إلى أن الحزب أكثر استعداداً ومهارة وفتكاً.
كذلك، تطرق التقرير الإسرائيلي إلى قوة الرضوان التابعة للحزب والتي قيل إنَّ مهمتها هي "الهجوم فقط"، في حين أن كتائب الحزب الأخرى مسؤولة عن الدفاع ضد تسلل الجنود والطائرات من دون طيار.
الصحيفة الإسرائيلية قالت أيضاً إنّ معظم التقارير الواردة من لبنان، تفيد بعدم حدوث تقدّم في مفاوضات إبعاد "حزب الله" عن الحدود، وقالت: "الحقيقة هي أن هناك عدداً غير قليل من كبار الضباط في الجيش الإسرائيلي لا يؤمنون بمثل هذا الإتفاق على أي حال، حتى لو تم التوصل إليه".
بدوره، يقول لواء احتياط إسرائيلي يدعي معيان فليدمان إنّ مقاتلي الجيش الإسرائيلي على استعداد للاستمرار في القتال حتى وإن اضطر بهم الأمر لدخول لبنان، وقال: "الكلام هنا ليس لأننا مستعدون للحرب بل لإعادة سكان المستوطنات إلى منازلهم.. هناك بقعة جغرافية لدينا ليست في أيدينا، ويجب إزالة التهديد"، في إشارة إلى "حزب الله".