نقلت القناة السابعة الإسرائيلية عن البرفسور رافائيل بن ليفي، زميل معهد مشجاف للأمن القومي والاستراتيجية الصهيونية، أنه يجب استغلال الوقت الحالي لمهاجمة "حزب الله" سعياً لإنشاء منطقة أمنية في الجنوب اللبناني.
وفي حديث عبر القناة تحت عنوان "علينا استغلال مساوئ حزب الله ومهاجمته بقوة"، أوصى بن ليفي بأن تتبنى إسرائيل استراتيجية أكثر هجومية تجاه التنظيم اللبناني، وذلك في ضوء تحليله للوضع على الأرض.
بندقية ذات رصاصة واحدة
وشبه بن ليفي حزب الله بـ"البندقية ذات الرصاصة الواحدة" التي يمكنها إلحاق ضرر مرة واحدة، موضحاً أنه في سيناريو الحرب الشاملة سيهاجم حزب الله إسرائيل بكل قوته بالصواريخ الدقيقة العديدة التي يمتلكها، وستضطر إسرائيل إلى الرد بخطوة واسعة النطاق، ولكن في الوقت الحالي لا يريد حزب الله أن يضيع تلك الرصاصة.
استخدام إيراني
وقال إن إيران غير مهتمة حالياً بجر إسرائيل إلى صراع بواسطة حزب الله، لأن طهران تعتبر "التهديد" بهجوم حزب الله وسيلة لردع إسرائيل عن اتخاذ إجراء مباشر ضدها بشأن النووي، مشيراً إلى أن الجيش الإسرائيلي ربما لا يكون مستعداً لحرب شاملة على جبهتين، ولكن في إطار "حرب الاستنزاف" الحالية بين إسرائيل وحزب الله يمكن القيام بالمزيد.
التعلم من دروس الماضي
ويوضح بن ليفي أن تصوره يتعلق بدروس ماضي إسرائيل ولبنان، موضحاً أن الوضع الحالي هو نتيجة لخطأ الانسحاب الإسرائيلي الأحادي من جنوب لبنان عام 2000، لافتاً إلى انسحايين آخرين تسببا بضرر أيضاً لإسرائيل، الأول هو الذي تم إقامة السلطة الفلسطينية على أساسه، حيث تم تسليم السيطرة على المنطقة (أ)، أما الآخر فكان الانسحاب من غزة عام 2005 الذي تحاول إسرائيل تصحيحه الآن.
وأضاف أنه عندما انسحبت إسرائيل من جنوب لبنان، تركت المنطقة لتنظيم مسلح استخدمه لتعزيزنفسه وزيادة قوته لإلحاق الضرر بإسرائيل، حتى أصبح يمتلك ترسانة صواريخ طويلة المدى تهدد إسرائيل، وقوة عسكرية تستطيع المناورة، بالإضافة إلى ذلك، أصبح الأكثر هيمنة في السياسة اللبنانية.
ثمن باهظ مستقبلي
وبشأن الشريط الأمني الحدودي، قال إنه لم يكن "فظيعاً" كما وصفه البعض، ولكن نجح في منع تسلل المسلحين، ومنع تعزيز قوة حزب الله على نطاق واسع، ولكن القلق في المستقبل الذي قد تتكلف إسرائيل فيه ثمناً باهظاً، مستطرداً: "عندما نتصرف بشكل هجومي أكبر وننقل القتال إلى أراضي العدو، يمكننا آنذاك منع اشتداد الخطر مع مرور الوقت، وإيصال رسالة رادعة إلى كل من حول إسرائيل"، واصفاً هذا النهج أفضل من النهج السلبي والدفاعي الذي اتبعته إسرائيل في العقدين الماضيين، والذي يتمثل المظهر الرئيسي له في الانسحابات الأحادية الجانب.
حلول مقترحة
وعن الحلول، قال البروفسور الإسرائيلي إن البدائل اليوم هي الاحتلال وخلق نوع من الوجود الإسرائيلي الدائم في المستقبل القريب، على غرار الشريط الأمني الحدودي، أو إجراء المزيد من عمليات الغزو الإسرائيلية، أو عملية تستهدف تقليص قدرات حزب الله وتقليل التهديد المباشر بغزو المستوطنات في الشمال.
ووفقاً له، فإن المشكلة في شن إسرائيل لعملية محددة هي أنها لن تغير الوضع جذرياً، لأن حزب الله سوف يعيد تسليح نفسه في غضون سنوات قليلة، ولن يتمكن الجيش اللبناني أو قوات اليونيفيل من منعه من القيام بذلك، موضحاً أن نهج "قص العشب" الذي اتبعته إسرائيل في الجولات الماضية بمثابة فشل واضح للعيان منذ السابع من تشرين الأول الماضي.
وأشار الكاتب أن ذلك لا يعني عدم وجود تحديات كبيرة في الميدان، ولكن الثمن سيكون أقل سوءاً من الاستمرار في ظل منظمة مسلحة هدفها قتل الإسرائيليين وتدمير إسرائيل، بالإضافة إلى ذلك سيكون التخلص من حزب الله تغييراً إقليمياً استراتيجياً من خلال إلحاق أضرار قاتلة بأكبر وكلاء إيران.
نموذج مرتفعات الجولان
وأخيراً، يقول بن ليفي: "على المدى الطويل، أعتقد أنه من الضروري تطبيق نموذج مرتفعات الجولان في لبنان حتى نهر الليطاني. إن جبال الجولان منطقة جغرافية ألحقوا منها أضراراً جسيمة بالمستوطنات داخل إسرائيل، وبالتالي، كجزء من حرب عام 1967، قامت إسرائيل باحتلالها، واستغرق الأمر من إسرائيل حتى عام 1981 لإعلان سيادتها على المنطقة، واستغرق الأمر وقتاً حتى عام 2019 حتى تعترف الولايات المتحدة بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان، لكنها لم تعد تشكل تهديداً أمنيا للمستوطنات الإسرائيلية في الشمال عند الحدود مع لبنان". (24)