اعتبر باحث إسرائيلي بارز أنّ عملية القصف التي نفذتها إسرائيل ضد مبنى في محيط القنصلية الإيرانية في دمشق، أدت إلى إصابة عدّة عصافير بحجرٍ واحد، وذلك في دلالة على مقتل عدد من المستشارين الإيرانيين خلال القصف بما فيهم القيادي الكبير في "الحرس الثوري الإيراني" محمد رضا زاهدي.
وفي تصريحٍ له نشرته صحيفة "معاريف" الإسرائيليّة وترجمه "لبنان24"، تحدّث الباحث الإسرائيلي في جامعة بن غوريون ومعهد "جفعات" عساف ريغيف عن عواقب تصفية القيادات الإيرانية في سوريا، وقال: "بالتأكيد هناك بدائل لهؤلاء الأشخاص، والذين يقومون بهذه التصفية لا يدّعون أنه بمجرد القضاء على القيادات، سيتم وقف نشاط هؤلاء".
ولفت إلى أنّ الأشخاص الذين سيأتون بعد أولئك الذين تعرضوا للإغتيال، سيعمدون إلى إجراء تغييرات كثيرة بما فيها تعديل التدابير الأمنية وغيرها. من الواضح ما هي الأثمان التي دفعتها إيران في السابق وما هي الأثمان التي تدفعها الآن".
وفي نهاية كلامه، قال ريغيف إن "الإغتيال الأخير أدى إلى اهتزاز مستوى الثقة التي يخلقها أمين عام "حزب الله" حسن نصرالله مع الناس"، معتبراً أن "التصفية التي حصلت في سوريا أثرت على رأس الهرم في حزب الله".
بدورها، توقفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عند صورة قديمة جرى تناقلها مؤخراً وتُظهر أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله بجانب عدد من القيادات الذين فارقوا الحياة وهم: عماد مغنية، محمد زاهدي، قاسم سليماني وأحمد الكاظمي.
ولفتت الصحيفة إلى أن نصرالله هو الوحيد الذي بقيَ حياً من بين هؤلاء، وقالت: "كاظمي توفي حادث تحطم طائرة غامض عام 2006، في حين أن مغنية قضى إثر انفجار قنبلة بسيارته في دمشق عام 2008 فيما نُسبت العملية إلى الموساد الإسرائيليّ. أما سليماني فقد تم القضاء عليه بعملية مشتركة نفذتها إسرائيل وأميركا عام 2020، بينما زاهدي توفي يوم الإثنين الماضي بقصف محيط القنصلية الإيرانية في دمشق".
وبشأن تلك الصورة، قال المحلل الإسرائيلي برونان بيرجمان إن "من بين هؤلاء الأشخاص، ما زال نصرالله على قيد الحياة فقط، بينما الباقون فارقوها في ظروف مختلفة".
وتابع: "إن إيران تلوم إسرائيل بشكل لا لبس فيه بشأن حادثة قصف محيط القنصلية، فيما يؤكد المسؤولون الأميركيون أن إسرائيل هي التي هاجمت المبنى".
مع ذلك، فقد اعتبر بيرجمان أنَّ "إسرائيل تستغل الفرصة وتلحق الضرر بالعديد من كبار المسؤولين والمرافق، التي كانت في مرمى النيران لفترة طويلة جداً"، وأضاف: "في هذا الوضع، فرضت علينا هذه الحرب، وهناك أيضاً فرص عديدة".
وختم: "الأمر الواضح هو أن الرسالة الموجهة إلى إيران هي: لقد جاء يوم الانتقام وستدفع طهران الثمن".
من جهتها، قالت صحيفة "جيروزاليم بوست" إن وفاة زاهدي إثر ضربة سوريا، تأتي في أعقاب سلسلة من الخسائر لإيران ووكلائها في المنطقة.
وبحسب الصحيفة، يمثل مقتل قائد الحرس الثوري الإسلامي محمد رضا زاهدي في غارة جوية في دمشق نهاية حقبة بالنسبة لإيران.
وتتلخص هذه الحقبة، بحسب الصحيفة، في صورة تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي، تظهر زاهدي، وقائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، والقيادي في حزب الله عماد مغنية، وأمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله، وقائد الحرس الثوري الإيراني أحمد كاظمي.
ووفقاً لـ"جيروزاليم بوست"، فقد مات 4 من هؤلاء الرجال الآن، ولم يتبق سوى نصرالله، وهذا أمر رمزي لأنه يوضح كيف قُتل جيل كامل من المسؤولين الرئيسيين وحلفاء إيران.