يقترب حزب الله وإسرائيل من "حرب واسعة النطاق" بعد أشهر من تصاعد الأعمال العدائية مع الجماعة المسلحة اللبنانية، مما يزيد الضغط على الحكومة الإسرائيلية لتأمين حدودها الشمالية، وفق تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال".
وتعمل الولايات المتحدة وفرنسا على وضع الخطوط العريضة لحل دبلوماسي للصراع، من خلال رحلات مكوكية بين لبنان وإسرائيل منذ أشهر.
وتهدف المحادثات إلى نقل قوات حزب الله لمسافة تزيد عن ستة أميال شمال إسرائيل، عبر نهر الليطاني، ويمكن أن يؤدي تدفق الجيش أو القوات الدولية للمنطقة إلى طرد المسلحين من المنطقة الحدودية، وفقا لما نقلته "وول ستريت جورنال" عن دبلوماسيين مطلعين على المحادثات.
وسوف يتفاوض لبنان وإسرائيل أيضا بشأن النزاعات الحدودية القائمة مسبقا.
مخاوف بشأن "التزام حزب الله"
يقول العديد من الإسرائيليين من الجزء الشمالي من البلاد إنهم لا يثقون في التزام حزب الله بأي اتفاق، ويريدون بدلا من ذلك أن تقوم إسرائيل بإزالة القرى اللبنانية القريبة من الحدود، حيث يعيش مقاتلو الحزب ويمكن أن يعودوا تحت ستار المدنيين.
وقال نيسان زئيفي، أحد سكان المنطقة الحدودية الإسرائيلية: "لقد أعطينا فرصتنا للنهج الدبلوماسي في عام 2006.. لقد أصبح فشلا ذريعا."
وأكد أن "الحل العسكري" وحده هو الذي سيجعل أسرته تشعر بالأمان الكافي للعودة إلى ديارهم.
وكان من المفترض أن يقوم الحزب بنزع سلاحه والابتعاد عن الحدود الإسرائيلية بموجب شروط قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701، الذي صدر بعد حرب الصيف بين حزب الله وإسرائيل في عام 2006.
لكن المسؤولين الإسرائيليين يقولون إن حزب الله، بدلا من الانسحاب، قام بتجميع ترسانة تضم أكثر من 150 ألف صاروخ وقذيفة هناك، إلى جانب الآلاف من جنود المشاة المتمرسين في القتال.
وقال مسؤول في حزب الله إن إسرائيل تنتهك بشكل مستمر قرار الأمم المتحدة رقم 1701 من خلال التوغلات الجوية والبحرية والبرية داخل الأراضي اللبنانية.
ماذا بعد؟
قال تشاك فريليتش، النائب السابق لمستشار الأمن القومي في إسرائيل، إن بلاده يمكن أن تختار الهدف الأصغر المتمثل في دفع حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني، أو اغتنام الفرصة لنزع سلاح الحزب وإزالة التهديد الذي تشكله ترسانته الصاروخية القصيرة المدى على الدفاعات الجوية الإسرائيلية.
وأكد أن أيا من الخيارين "من المرجح أن يشعل حربا واسعة النطاق.. حربا من شأنها أن تؤدي إلى مستوى من الدمار سيكون غير مسبوق في تاريخ إسرائيل".
وبعد حوالي ثمانية أشهر من القتال، "لا يزال حزب الله قادرا على تحريك قواته أقرب وأبعد عن حدود إسرائيل حسب الحاجة"، وفقا لما نقلته "وول ستريت جورنال" عن ضابط في مخابرات القوات الجوية الإسرائيلية.
وقال الضابط إن كل جانب علم بنقاط ضعف الطرف الآخر، بينما يحاول تجنب القيام بأي تحركات يمكن أن تثير حربا واسعة النطاق.
وأضاف الضابط: "كلا الجانبين يستعدان إذا حدث شيء ما". (الحرة)