انشغلت الساحة اللبنانية بالترقب لجهة إمكان حصول رد عسكري من "حزب الله" على إسرائيل، انتقاما لاغتيال مسؤوله العسكري الأرفع فؤاد شكر، وكذلك بالرد الإيراني المتوقع على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية طهران بعد ساعات من الضربة الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت التي أودت بشكر مساء الثلاثاء الماضي، وأسفرت عن سقوط مدنيين بين شهداء وجرحى.
وكتبت "النهار": بلغ ضرب طبول الحرب والاستعدادات والاستنفارات والتحذيرات من اقتراب الساعة الصفر للرد الانتقامي لكل من إيران و"حزب الله" على إسرائيل ذروته في الساعات الأخيرة الى حدود باتت معها التقديرات ترجح إمكان أن يبدأ هذا الرد في الساعات الطالعة وسط وصول منسوب الخطر من انفجار إقليمي واسع الى مستوى غير مسبوق تجاوز بكثير الوضع الذي نشأ في نيسان الماضي لدى تبادل إسرائيل وايران القصف البعيد المدى من دون ان يتطور الامر الى حرب مباشرة بينهما.
وبدا لبنان في قلب إعصار المخاوف الذي اشتدّت رياح مؤشراته بقوة بعد ظهر أمس حين راحت سفارات الدول الكبرى تتسابق على تجديد وتحديث تحذيراتها الى رعاياها لمغادرة لبنان فوراً بما شكل مؤشراً شديد الإلحاح في خطورته الى أن الساعة الصفر للرد وما قد يستتبع الرد صارت مسالة ساعات لا اكثر. حتى أن المسؤولين اللبنانيين، كما علمت "النهار"، بدأوا يتصرفون وكأنهم في أجواء توقّع الرد على إسرائيل في عطلة نهاية الأسبوع، أي ربما في الساعات الطالعة من الفجر وبعده في أي لحظة، وتكثفت بإزاء ذلك أمس الاستعدادات الجارية على الصعيد التمويني والصحي والطبي والخدماتي تحسباً لأسوأ السيناريوهات الحربية التي قد تنشأ عن الرد والرد على الرد.
كذلك، فإنّ كل السيناريوهات هذه أخذت في الحسابات وعبر الإجراءات الاحترازية في مطار رفيق الحريري الدولي علما ان معظم شركات الطيران العربية والعالمية أوقفت حركة الملاحة والرحلات إلى إسرائيل ولبنان في اليومين الأخيرين.
وافاد إعلام "حزب الله" أن الأمين العام لـلحزب السيّد حسن نصرالله سيتحدث نهار الثلاثاء الساعة الخامسة عصراً في ذكرى أسبوع فؤاد شُكر.
وفي هذا السياق تدافعت الدول في اصدار التحذيرات العاجلة فقامت الخارجية الأميركية بتحديث توصياتها إلى رعاياها، وأكّدت أن "من يختار عدم مغادرة لبنان من رعايانا، عليه إعداد خطط طوارئ للإحتماء في أماكن سكنهم".
وأشارت إلى أن هناك شركات طيران ألغت أو علقت رحلاتها للبنان، فيما خيارات الطيران التجاري ما تزال متوفرة. ودعت مواطنيها الراغبين في مغادرة لبنان إلى حجز "أي تذكرة متاحة لهم". كذلك، حثّت الحكومة البريطانية مواطنيها في لبنان على مغادرة البلاد فورا. وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي في بيان “التوترات مرتفعة والوضع مرشح للتدهور السريع. وبينما نعمل على مدار الساعة لتعزيز وجودنا القنصلي في لبنان فإن رسالتي للمواطنين البريطانيين هناك واضحة وهي: غادروا في الحال".
مع هذا، فإن روسيا بدورها اوصت مواطنيها بالامتناع عن السفر إلى لبنان.
وأهابت وزارة الخارجية الاردنية بـ"المواطنين الأردنيين المقيمين والموجودين في لبنان مغادرة الأراضي اللبنانية بأقرب وقت ممكن".
وجددت دعوتها إلى" أخذ أقصى درجات الحيطة والحذر، والتزام التعليمات الصادرة عن الجهات اللبنانية المختصة".
كما دعت الاردنيين في لبنان إلى التسجيل الفوري على الموقع الإلكتروني للسفارة الأردنية في بيروت والتواصل مع الوزارة لطلب المساعدة على مدار الساعة.