Advertisement

لبنان

الحرب تسقط البيوت والذكريات: منزل آل بعلبكي ضحية العدوان في العديسة (صور وفيديو)

زينة كرم - Zeina Karam

|
Lebanon 24
28-10-2024 | 09:01
A-
A+
Doc-P-1269473-638657044556538020.jpg
Doc-P-1269473-638657044556538020.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
 
تموت في الحروب أجزاء من أحشاء الناس. فبكسبة إجرام واحدة وبأقل من ثانية، قد يخسر المرء بيته الذي كبر فيه، ومع كل حجارة تدمّرت منه، يسقط وجه ضحك في هذه الزاوية وآخر بكي هناك، وتصبح الذكريات ممزوجة برائحة العدوان والإجرام. نعم، هذه قدرة العدوّ الكبرى، أن يحوّل الأمكنة الدافئة إلى غبار.

كثيرون في لبنان خسروا منازلهم وذكرياتهم، ومنهم عائلة بعلبكي الفنية العريقة، التي تدمّر منزلها في بلدة العديسة الحدودية إزاء غارة إسرائيلية على البلدة.
 
Advertisement
 



المايسترو لبنان بعلبكي عبّر عن هذه الخسارة الكبرى من خلال منشور له، كتب فيه: "هنا كان لنا بيت ترعرعنا فيه، بناه والديّ بأحلامهم وبحب كثير. هنا بقيت كل ذكرياتنا وعطر من أحببنا. هنا دفنّا والدينا لكي يناما نوماً أبدياً هانئاً. لا، ليس بيتنا فدىً لأحد سوى هذا الوطن "الحلم". ونعم، نعرف الفاعل ونعرف إجرامه".

وفي حديث خاص لـ"لبنان 24" عبّر بعلبكي عن مرارة المصاب التي مرّت بها العائلة ومنها شقيقته الفنانة سميّة بعلبكي، فأكّد أن هذا المنزل هو فعلياً أكثر من بيت، بل كان حلماً اختصر مسيرة تربية أهله له ولأخوانه وأخواته.
 
 
وكشف عن حلم والده الراحل، الفنان عبد المجيد بعلبكي، الذي كان يرغب بتشييد متحف يجمع فيه أعماله ومقتنياته الأثرية والفنية، موضحاً أن الطابق الأول من المنزل سكني أمّا الثاني فكان مفتوحاً وتتم فيه الأعمال بشكل حثيث لتحقيق هذا الحلم.
 


وقال إن البيت كان يحتوي على مجموعة تضمّ أكثر من 1500 كتاب نادر بالإضافة إلى آثارات وتحف جمعها الفنان الراحل، لافتاً إلى أهمية الطابع العمراني لهذا البيت الذي صممه والده شخصياً وأشرف على بنائه.
 
وأضاف أن والده كان أستاذاً جامعياً، وعمّر هذا البيت من خلال مدخوله الخاص سنوياً لذلك طالت مدّة العمل على بنائه، وبعد وفاته أكملت العائلة بعض التفاصيل.

ووصف بعبلكي هذا البيت بأنه "حلم وإشعاع نور في الجنوب، وفكرة نادرة في تلك البلدة الحدودية مع إسرائيل من خلال بناء ما هو أكثر من مجرّد بيت، فهو مشروع ورؤية تنموية بالنهوض بالثقافة والفنون للمدى البعيد"، معتبراً أنه خسارة وطنية وشخصية لكل الذكريات العائلية.
 
 
وأشار إلى أن والديه مدفونان في حديقة المنزل بناءً على المجهود اللذين وضعاه فيه وكان محور أحلامهما.

عمق الخسارة التي يشعر بها من خسر بيته تفوق الوصف، ولا تستطيع الكلمات مهما بلغت من سموّ أن تلامس ولو طرف الألم. إنّه ألم من النوع المخالف للطبيعة والمنطق، من النوع الذي لا يندمل مع الزمن. فكيف يهدأ من شهد أحلامه تسقط دفعة واحدة وهو يعلم أنها لن تعود كما كانت بتفاصيلها مهما بلغ حجم الترميم؟

فعلاً، خسارة ما بعدها خسارة نعيشها وألم ما بعده ألم يعيش فينا.
 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك

زينة كرم - Zeina Karam