اعتبرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، أن قرار رئيس الأركان الإسرائيلي الجنرال هرتسي هاليفي بعودة مستوطني الشمال يُنذر بأزمة جديدة في الداخل الإسرائيلي.
وحدد رئيس هاليفي موعداً لعودة مستوطني الشمال لمستوطناتهم لأول مرة، بعد أكثر من عام من طردهم من المستوطنات، التي تحولت لمدن أشباح منذ أكثر من عام.
واجتمع هاليفي مع قيادات المستوطنات، برفقة كبار مسؤولي الجيش الإسرائيلي، وأبلغهم أنه يجب عليهم الاستعداد لعودة المستوطنين خلال الشهر أو الشهرين المقبلين.
وأبلغ هاليفي قيادات المستوطنات، الذين يسمّونهم في إسرائيل رؤساء السلطات بالشمال، خلال لقائه بهم سراً، بحسب "معاريف"، التي بيّنت أن الاجتماع جاء على خلفية العمليات العسكرية في الشمال، والتعامل مع تهديد حزب الله.
وبدورهم تحدث رؤساء المستوطنات عن أهمية ضمان الأمن الكامل وطويل الأمد للمستوطنين قبل عودتهم إلى منازلهم القريبة من الحدود.
وأصر رئيس مستوطنة كريات شمونة أفيحاي شتيرن، على أن عودة المستوطنين لن تتم إلا بعد إزالة التهديد، داعيًا إلى اتخاذ إجراءات حاسمة ضد البنية التحتية لحزب الله في جنوب لبنان لمنع جولة أخرى من العنف.
وقال شتيرن لـ"معاريف" إنه "لن نعيد المستوطنين إلا بعد زوال التهديد بشكل كامل"، في إشارة واضحة لرفض حديث رئيس الأركان، معرباً عن مخاوفه بشأن عودة المستوطنين، الذين تم إجلاؤهم من المنازل القريبة من الحدود.
كذلك، أعرب عن شكوكه بشأن إمكانية توفير الأمن للمستوطنين في اليوم التالي للتوصل إلى اتفاق سياسي محتمل، لافتاً إلى أن "رئيس الأركان بين خلال اللقاء أن العمل في جنوب لبنان لم يكتمل بعد، ويجب علينا الاستعداد لحقيقة أنه قريبًا، في شهر أو شهرين مقبلين، وفقًا لقرار المستوى السياسي الإسرائيلي، ستتم عملية تدريجية لعودة المستوطنين".
وشدد شتيرن على أنه "لن نتمكن من قبول هذه العودة طالما لم تتم إزالة التهديد الأمني بشكل كامل، فمن المهم التأكد من أن العودة مبنية على أمن كامل وطويل الأمد، وإلا فإن المستوطنين سيكونون خائفين من العودة إلى حياتهم الروتينية".
مع هذا، فقد أعرب عن قلقه الكبير من أن سكان قرى جنوب لبنان سيتمكنون من العودة إلى منازلهم، في حين يتم استخدام بعضها كأماكن اختباء العناصر المسلحة والمهاجرين غير الشرعيين.
ومضى قائلًا: "لا يوجد سكان في هذه القرى، بل مسلحون، وهذه هي المساكن التي تديرها وتحافظ عليها القوات الإيرانية عمدًا استعدادًا للغارات، وذلك على وجه التحديد تحت ستار الإقامة المدنية".
وتابع: "سكان هذه القرى يعودون، وكل منهم لديه معدات قتالية جاهزة للعمل تنتظره في المنزل".
واقترح شتيرن إنشاء ما أسماه "منطقة موت"، ويقصد بها منطقة عازلة بطول كيلومتر أو كيلومترين على طول الحدود، حيث سيواجه أي شخص يحاول الاختراق نيرانًا مباشرة.
وأوضح أنه "من شأن هذه الإستراتيجية أن تساعد في ردع أي محاولة تسلل أو حركة مشبوهة بالقرب من الحدود، تمامًا كما تفعل الولايات المتحدة على الحدود مع المكسيك".
وأعرب شتيرن أيضاً عن شكوكه بشأن وقف التهديد طويل الأمد ومعنى التوصل إلى اتفاق سياسي مستقبلي، مضيفًا أن "حزب الله، مثل أي منظمة مسلحة، يتعافى بسرعة"، وأضاف: في غزة أيضًا، بعد العمليات، شهدنا تصعيدًا متكررًا.
وقال إن "مستوطني الشمال يحتاجون إلى عملية شاملة ومتكاملة من شأنها تدمير البنية التحتية الإرهابية لمنع وقوع 7 تشرين الأول آخر، ودون ذلك، لن أتمكن من إعادة المستوطنين إلى منازلهم بكل إخلاص، والقول إنهم آمنون".