نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية تقريراً جديداً قالت فيه إنَّ تهديد إسرائيل لـ"حزب الله" لم ينتهِ بعد.
وفي تقريرها الذي ترجمهُ "لبنان24"، قالت الصحيفة إنّ "إسرائيل قلّصت قدرات حزب الله القتاليّة"، موضحة أنَّ "اتفاق وقف إطلاق النار الحالي بين إسرائيل ولبنان يُشكل إطاراً لوقف إطلاق نارٍ طويل الأمد، حيث يُصبح الجيش اللبناني إلى جانب قوات اليونيفيل، المجموعتين المسلحتين الوحيدتين جنوب نهر الليطاني، ومن شأن ذلك أن يؤدي فعلياً إلى إنشاء منطقة عازلة لمنع حزب الله والمجموعات المسلحة الأخرى من مُهاجمة إسرائيل".
وأكمل: "إنَّ أي مراقب عاقل يدرك أن إسرائيل لا تستطيع أن تثق في حزب الله أو أي هيئة دولية أخرى للسيطرة على تصرفات الحزب. فما هو المنطق وراء إتفاق وقف إطلاق النار الأخير، ولماذا تعتقد إسرائيل أن هذا هو التحرك الصحيح لأمنها؟".
وتابع: "السبب بسيط وراء ذلك، فالهدف الأساسي لإسرائيل كان تحييد حزب الله باعتباره تهديداً استراتيجياً، وهو ما نجحت في تحقيقه إلى حد كبير. كذلك، فإن المطالبة بأن تنهي إسرائيل المهمة بالقضاء على الحزب بالكامل، من شأنها أن تتطلب من إسرائيل الاستيلاء على لبنان وهي النتيجة التي لا ترغب فيها تل أبيب".
وأردف: "كان التهديد الأكثر خطورة الذي واجهته إسرائيل هو احتمال خرق الحدود والتسلل الجماعي من جانب حزب الله. كان الحزب قادراً على حشد ما يصل إلى 15 ألف مقاتل بالقرب من الحدود، وهؤلاء على استعداد لاختراق المنطقة في هجوم مفاجئ مماثل لما فعلته حماس في السابع من تشرين الأول 2023".
ووفقاً لـ"جيروزاليم بوست"، تشير التقارير إلى أن "حزب الله كان يخطط لغزو الكيبوتسات الشمالية واختطاف الرهائن الإسرائيليين، وهو ما كان من الممكن أن يؤدي إلى مقتل عشرات الآلاف من المدنيين"، وتابعت: "وفقاً لإسرائيل، فقد تم القضاء على هذا التهديد تماماً، ولن تتاح لحزب الله الفرصة لإعادة بناء هذه القدرة في ظل المراقبة المناسبة".
وتُضيف الصحيفة: "تُقدِّر إسرائيل أنها نجحت في إضعاف حزب الله بنسبة 80%. وحتى لو كانت هذه التقديرات دقيقة، فإنها تعني أن حزب الله لا يزال أقوى بـ3 مرات من حماس. يُعتقد أن حزب الله يمتلك نحو مائة ألف صاروخ قصير المدى قادر على سحق دفاعات شمال إسرائيل. ومع ذلك، تعتقد إسرائيل أن أغلب هذه الصواريخ ـ والأفراد المدربين على تشغيلها ـ قد تم تحييدهم".
كذلك، قال التقرير إنّ "ترسانة حزب الله أيضًا نحو 20 ألف صاروخ بعيد المدى وطائرات من دون طيار، وقد تم تدمير أغلبها. وعلى الرغم من هذه الانتكاسات، لا يزال حزب الله يمتلك آلاف الطائرات من دون طيار وعشرات الآلاف من الصواريخ، بما في ذلك الصواريخ الموجهة بدقة القادرة على الوصول إلى أي مكان في إسرائيل. وبالتالي، لا يمكن اعتبار هذا الاتفاق نهاية قاطعة لتهديد حزب الله".
وأردف: "إن كثيرين يدركون أنه حتى لو تمكنت إسرائيل من السيطرة على لبنان للقضاء على حزب الله، فإن هذا لن يعالج المشكلة الحقيقية، فممولي حزب الله في طهران، وهذا هو السبب الرئيسي لوجود حزب الله".
وأوضح التقرير أن "حزب الله يحاول تهريب الأسلحة إلى لبنان عبر المعابر الحدودية المدنية مع سوريا"، مشيراً إلى أنه رغم تحييد إسرائيل عناصر مهمة من البنية الأساسية والقدرات الإستراتيجية لحزب الله، فإنَّ التهديدات الكامنة وراء ذلك لا تزال دون حل.