نشرت صحيفة "يسرائيل هيوم" الإسرائيلية تقريراً قالت فيه إن "الحوثيين في اليمن يشكلون تهديداً استراتيجياً وليسوا مصدر إزعاجٍ فقط لإسرائيل".
ويقول التقرير إنه "عقب الهجوم الذي نفذته حركة حماس يوم 7 تشرين الأول عام 2023 ضد إسرائيل، سارعت أذرع إيران في مختلف أنحاء الشرق الأوسط إلى الانضمام إلى حرب حماس ضد إسرائيل"، وأضاف: "هذا ما فعله حزب الله في لبنان والجماعات لشيعية الموالية لإيران في العراق وحتى في سوريا، وانضم إلى كل هؤلاء الحوثيون في اليمن البعيد، الذين بدأوا في مهاجمة السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر، وفي إطلاق المسيّرات والصواريخ في اتجاه إسرائيل".
وأكمل: "في البداية، بدا التهديد من اليمن أمراً غريباً، وفي أقصى الحالات مزعجاً، وذلك مقارنة بالتهديد الذي تقف في مواجهته إسرائيل في غزة وفي مواجهة حزب الله في لبنان. لكن من الواضح اليوم أن الجبهة السابعة ضدنا تحولت إلى ساحة تهديد مركزي يتعين على إسرائيل أن تحقق فيها الحسم إذا كانت تريد ترميم قدرتها على الردع في المنطقة المحيطة بها، وإزالة سيف التهديد الإيراني المسلط على رقبتها".
وتابع: "أصبحت الساحة اليمينة مهمة، ليس فقط لأن إسرائيل هزمت أو ردعت أعداءها في ساحات المواجهة الأُخرى، وبالتالي، باتت تستطيع التركيز على الساحة اليمنية، بل أيضاً تكمن الأهمية التي يجب أن نولي الحوثيين إياها في أنهم أصبحوا يشكلون تهديداً حقيقياً يزداد خطورة على حياة المواطنين في إسرائيل، وأيضاً على الاستقرار الإقليمي".
وأردف: "لقد أدى شل حركة الملاحة في البحر الأحمر إلى إغلاق ميناء إيلات، وألحق ضرراً كبيراً أيضاً بالاقتصاد المصري الذي يعتمد على مداخيل الملاحة في قناة السويس، وهذا الضرر اللاحق بمصر ستكون له تداعياته على استقرار حكم الجنرال السيسي، وعلى الاستقرار الإقليمي. ومن المفيد الإشارة إلى أن الحوثيين لن يتوقفوا عند مصر، بل أيضاً ستكون السعودية والإمارات وحتى الأردن في دائرة استهدافهم".
وتابع: "سُمي الحوثيون باسم المؤسس للحركة حسين بدر الدين الحوثي، وهم معروفون باسم أنصار الله، وهو تنظيم إرهابي نما وسط الأقلية الشيعية – الزيدية في اليمن التي تشكّل قرابة 30% من سكان الدولة (كما شيعة لبنان الذين يشكلون ثلث السكان)".
وأردف: "لقد استغل الحوثيون سقوط الحكومة المركزية في اليمن في ظل ثورة الربيع العربي التي اجتاحت العالم العربي في العقد الماضي، وسيطروا على الجزء الشمالي من اليمن، وبرعاية إيرانية تحولت الميليشيات المسلحة إلى جيش قوي يملك صواريخ متطورة ومسيّرات. وحينها، شعرت السعودية بالخطر، وشنت منذ سنة 2015 حرباً ضدهم".
وأكمل: "لا تهم القضية الفلسطينية فعلاً الحوثيين، إنما يستخدمونها من أجل أن يصبحوا قوة إقليمية لها نفوذ خارج حدود اليمن، ومن أجل تجنيد التأييد في العالم العربي، وحتى السنّي. ومع ذلك، فمن المهم التذكير بأن الهدف المعلَن للحوثيين هو القتال حتى الموت ضد أعدائهم في العالم العربي وفي الغرب ومحاربة إسرائيل واليهود أيضاً".
وتابع: "لقد وعدت الولايات المتحدة بمعالجة الإزعاج الحوثي، لكن الهجمات الأميركية محدودة وعديمة التأثير، ويبدو أن واشنطن تتخوف من التورط في قتال إقليمي واسع النطاق. كما نفذت إسرائيل أيضاً عدة هجمات ضد أهداف وبنى تحتية في اليمن على أمل أن يوقف الحوثيون هجماتهم ضدها، لكن هذا لم يكن كافياً. للحوثيين منطقهم الخاص، والهجمات المحدودة ضدهم تزيدهم قوة؛ فاليمن دولة ضعيفة أساساً، وبالتالي، فإن الهجمات على شبكة الكهرباء التي لا تعمل لا تقدم ولا تؤخر بالنسبة إلى الحوثيين".
وقال: "إن طريقة معالجة موضوع الحوثيين هو عن طريق زيادة الضغط العسكري ضدهم وتصعيده. لكن إلى جانب ذلك، كما في الحرب ضد تنظيم داعش، فإنه يجب تجنيد ائتلاف محلي يعتمد على 70% من سكان اليمن الذين هم ضد الحوثيين، من أجل السيطرة على شمال اليمن والإطاحة بحكمهم".
وختم: "يوجد في جنوب اليمن حكومة تعتبر الحوثيين أعداء لها، وإلى جانب ذلك، يجب أن تتولى الولايات المتحدة قيادة تحرك إقليمي ودولي بمساعدة إسرائيل، والمطلوب ليس ضرب الحوثيين فقط، بل أيضاً يجب الإطاحة بحكمهم".
(يسرائيل هيوم- مؤسسة الدراسات الفلسطينية)