"اسمعوني الجمعة".. عبارتان أطلقهما الرئيس سعد الحريري خلال يومه الطويل، الأربعاء، إبان زيارته المكوكية لرئيس الجمهورية جوزاف عون ورؤساء الحكومات السابقين.
ها قد حان يوم الجمعة، وما ينتظرهُ جمهور الحريري، ليس عابراً، فالأخير سيحسم توجهاته وسبيله نحو ما يسمى بـ"العودة السياسية".. فماذا سيسمعُ "الحريريون"؟ وماذا الذي يسعى الحريري فعله هذا العام بعد تعليق للعمل السياسي استمرّ 3 سنوات؟
تقول مصادر تيار "المستقبل" لـ"لبنان24" إنَّ عودة الحريري هذا العام ستشكل انعطافة مهمة لدوره السياسيّ لاحقاً، مشيرة إلى أنَّ الحريري سيضع أسس عودة "تيار المستقبل" السياسية ليبقى "المراقب" الأول و "ضابط الإيقاع" لأداء التيار من الآن ولغاية الانتخابات النيابية عام 2026.
وفق المصادر، فإنَّ الحريري حسمَ مسألة عودة "التيار"، ما يعني بالتالي "عودته المباشرة" إلى الحياة السياسية ولكن ليس من بوابة "الترشح للانتخابات"، بل من خلال الإنضمام إلى "نادي صانعي الرؤساء والوزراء والنواب"، أسوة بالآخرين الذين يمارسون الدور ذاته.
يعي الحريري تماماً، بحسب المصادر، آفاق العودة السياسية وتأثيرها عليه، ولهذا السبب قد لا يكون هذه المرة "شريكاً" مباشراً في الحكم بقدر ما سيكون "شاهداً" على مرحلة جديدة ومساهماً في تأسيسها انطلاقاً من عودة "باتت مطلوبة" من الأفرقاء كافة.
هنا، يمكن القول إن الحريري "نجح" في تفكيك الألغام عن "المستقبل" من خلال تعليقه العمل السياسي، والدليل على ذلك هو أن كافة الأطراف لاسيما في الشارع السني تنتظر العودة لكي يُبنى عليها، وكأن الغياب الذي كان قائماً شكل فرصة لتعويض خسائر مُني بها "التيار" سابقاً وجعله يبقى بعيداً عن "ملوثات" المرحلة الإنتقالية التي شهدها لبنان بين عام 2022 و 2025 فيما أصيبت قوى سياسية أخرى بها وتضررت شعبياً وسياسياً بشدّة.
كل ذلك يشكل ما يسعى إليه الحريري، والأساس هو إعادة تثبيت قيمة "تيار المستقبل" سياسياً، وما ذكرى 14 شباط هذا العام سوى اختبار أوليّ لانتخابات الـ2026 وبمثابة إطلاق "الماكينة الانتخابية" لذاك الاختصاص المُنتظر.
وسط ذلك، لا تُعارض أوساط "المستقبل" وصف ما قد يشهده "التيار" بـ"التسونامي"، فـ"الحزب الأزرق" سيُحدث تبدلات كبيرة تكون جارفة، وبالتالي سيستعيد "وزناً سياسياً" كان اكتسبه في الماضي ولكن هذه المرة عبر "وجوه جديدة" يسعى الحريري لاغتنام فرصة وصولها من صميم الناس ومن أجل "مجاراة المرحلة الجديدة".
كل هذه الأمور وأكثر هي ما تنتظرُ "المُستقبل" والحريري، وما يبقى الآن سوى انتظار ما سيعلنه الأخير.. و"الجميع عالسمع" لاكتشاف ما ينتظر المرحلة المقبلة "مستقبلياً وحريرياً".