تبدلت الاهتمامات مساء امس، فبعدما توجهت الأنظار ظهرا إلى ساحة الشهداء حيث أحيا تيار المستقبل ذكرى اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، خطف طريق المطار الاهتمام، فعلى خلفيّة منع السّلطات اللّبنانيّة طائرة إيرانية مدنيّة كانت تقل ركابا لبنانيين عائدين من زيارة دينية في إيران من الهبوط في مطار بيروت، بعدما كانت واشنطن أبلغت بعبدا عن تهديد إسرائيلي لمطار بيروت في حال استقبلت الطائرة الإيرانية، عادت الاحتجاجات امس على طريق المطار ووصلت الى حدّ إحراق الإطارات ومستوعبات النفايات وإغلاق منافذ مطار رفيق الحريري الدوليّ، وتعرضت دورية من ثلاث آليات لقوات اليونيفيل على مدخل المطار للاعتداء ، وأصيب نائب القائد العام لليونيفيل المنتهية ولايته، والذي كان عائداً إلى منزله بعد انتهاء مهمته".
كما أعلنت قوات اليونيفيل أن الاعتداء على قوات حفظ السلام هو خرق فاضح للقانون الدولي وقد يرقى إلى جريمة حرب ونطالب السلطات اللبنانية بتوقيف المعتدين .
ودعت الأمم المتحدة موظفيها لتجنب سلوك طريق مطار بيروت بعد الاعتداء على موكب اليونيفيل.
وتدخّلت القوى الأمنيّة وقوّات من الجيش اللّبنانيّ لفضّ الاحتجاجات ومنع تصعيدها، إلّا أن التعزيزات الأمنيّة والعسكريّة لاقت تصعيدًا من قبل المحتجين.
وحذرت قيادة الجيش المواطنين من مواصلة هذه الممارسات التي من شأنها خلق توتر داخلي لا تحمد عقباه خلال المرحلة الدقيقة التي تمر بها البلاد". وأعلنت أن وحداتها ستعمل بكل حزم على منع أي مساس بالسلم الأهلي وتوقيف المخلين بالأمن".
واعتبرت قيادة حركة أمل ان الإعتداء على اليونيفل إعتداء على جنوب لبنان وقطع الطرقات في أي مكان كان هو طعنة للسلم الاهلي .
ودعت الحركة الجيش اللبناني والقوى الامنية إلى ملاحقة الفاعلين والضرب بيد من حديد على أيدي العابثين
واتصل رئيس الحكومة نواف سلام بالمنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس-بلاسخارت ، ورئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام الجنرال أرولدو لازارو ، مستنكراً بأشد العبارات الإعتداء الإجرامي على آليات وعناصر اليونيفيل، ومعرباً عن تقدير لبنان للدور الذي قامت وتقوم به القوات الدولية في الجنوب. وأكّد لهما أنه طلب من وزير الداخلية اتخاذ الإجراءات العاجلة لتحديد هوية المعتدين ، والعمل على توقيفهم وتحويلهم إلى القضاء المختص لإجراء المقتضى.
واتصل وزير العدل عادل نصار بالنائب العام التمييزي القاضي جمال الحجار وطلب منه التحرك للتحقيق في أحداث طريق المطار واتخاذ الاجراءات القانونية اللازمة. وعاود الحجار الاتصال بالوزير نصار بعد التواصل مع مفوض الحكومة ومخابرات الجيش للمباشرة بإجراءاتها".
في هذا الوقت اعتبرت أوساط سياسية أن الدولة اللبنانية تتحمل المسؤولية فلو بادرت إلى معالجة ملف اللبنانيين العالقين في طهران يوم الأربعاء لما وصلت الأمور إلى حد التحركات الشعبية في الشارع أمس وأول أمس.
وكان قد صرّح وزير الخارجيّة، يوسف رجي، أنّ الوزارة تجري اتصالات حثيثة مع الجهات الإيرانية عبر السفير اللبناني في طهران، وذلك لتأمين عودة المواطنين اللبنانيين من إيران "في أسرع وقت ممكن". وأضاف أنّ "التفاوض جارٍ مع الخارجية الإيرانية للوصول إلى النتيجة المطلوبة".
في المقابل، منعت السلطات الإيرانية طائرتين تابعتين لشركة طيران الشرق الأوسط اللبنانية من الهبوط في طهران، مشترطةً السماح لطائراتها المدنيّة بالتوجّه إلى بيروت في مقابل السماح للطائرات اللبنانية بالهبوط على أراضيها. وأوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، أنّ ما وصفه بـ"تهديد الاحتلال" لطائرة مدنيّة تقلّ ركّابًا لبنانيين عطّل الرحلات الجويّة الإيرانيّة المعتادة إلى مطار بيروت، معتبرًا أنّ هذا التهديد "انتهاك للقانون الدوليّ".وشدّد سفير إيران في بيروت، مجتبى أماني، على أنّ بلاده لن تسمح للطائرات اللبنانية بالهبوط في مطاراتها ما لم يسمح الجانب اللبناني باستقبال الطائرات الإيرانيّة في بيروت.
ومن ميونيخ، كانت اطلالة دولية للرئيس نجيب ميقاتي أمام "مؤتمر ميونخ للأمن" المنعقد في دورته الواحدة والستين في المانيا، حيث ابدى تفاؤله"أنه بقيادة الرئيس جوزاف عون، سيصار الى احراز تقدم على صعيد تعزيز دور القضاء والجيش والقوى الامنية والادارات العامة لاستعادة ثقة اللبنانيين بمؤسساتهم".
وشدد في كلمته على "أننا سنراقب عمل الحكومة الجديدة عن كثب، ونأمل أن تواصل العمل وفق الأسس التي أرسيناها".واعتبر" ان لبنان قادر بدعم المجتمع الدولي المستمر، على الخروج من الأزمات التي يعاني منها أقوى وأكثر اتحاداً، وأن المستقبل سيكون أكثر إشراقاً".
الى ذلك أعلن الرئيس سعد الحريري عودة تيار المستقبل إلى العمل السّياسيّ. ومن ساحة الشهداء شدّد الحريري في ذكرى استشهاد والده الرئيس رفيق الحريري على "دعم العهد والحكومة ولكلّ مجهود لنبني دولةً طبيعيّة وعلاقاتٍ طبيعيّة مع عائلتنا العربيّة والمجتمع الدوليّ ولنستعيد دور لبنان في المنطقة والعالم"، مؤكدًا "نحن مع الدولة وجيشنا الوطني، ومع كل مجهود يقومون به لفرض تطبيق وقف إطلاق النار والقرار 1701 كاملًا، أي خروج الاحتلال الإسرائيليّ من كلّ القرى الّتي لا يزال موجودًا فيها.