Advertisement

لبنان

هل يخلع نواف سلام ثوب القضاء ويرتدي ثوب المحاماة؟!

المحامية ميرفت ملحم Mirvat Melhem

|
Lebanon 24
17-02-2025 | 06:00
A-
A+
Doc-P-1321635-638753848472025592.jpeg
Doc-P-1321635-638753848472025592.jpeg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
الازمة في لبنان يبدو انها تتجه نحو مزيد من التصعيد مع الاحداث الامنية التي حصلت على خلفية منع هبوط الطائرة الايرانية في مطار رفيق الحريري في بيروت، فيما القوى السياسية مازالت على انقسامها بين الادانة والشجب والتأييد دون ان ترتقي الى مرحلة البحث في الحلول الجدية لصلب المشكلة التي ما زال لبنان غارقا فيها اقله منذ استشهاد الرئيس رفيق الحريري وحتى تاريخه ، حيث مرت المراحل السياسية الداخلية بنوع من التوازن الهش دون التوصل الى حلول جذرية على طاولة حوار جدية تبدد هواجس الخصوم من بعضهم البعض.
Advertisement
فحزب الله اصيب بنشوة انتصار العام 2000 وذهب بفائض قوته حتى خارج الحدود جارا بـ لبنان في لعبة المحور والمحاور مولدا في ذلك نقمة على نقمة لدى معارضيه بشكل خاص. والتيار الوطني الحر مارس اقصى درجات التعطيل والخروج عن الدستور في فترة "عهد الصهر" وخارجها مستقويا حينا بورقة التفاهم مع حزب الله وحينا آخر باعراف عطلت عمل كل الحكومات. اما القوات اللبنانية فقد مارست دور المعارضة بعدم المشاركة في الحكومات الا باقل الممكن والمعروف ان من يعمل كثيرا يخطىء ومن لا يعمل فهو الناجح .فيما السنّة بكافة مكوناتهم وُضعوا في المواجهة تارة مع الشيعة وتارة عبر الاتهام بالتطرف والارهاب، والموقوفون الاسلاميون خير دليل حيث مازالوا ينتظرون اجراء محاكمات عادلة بحقهم. هذا عدا عن استخدام مناطق السنّة صندوق بريد للداخل والخارج . كل ذلك حصل على حساب الاولويات الاقتصادية والانمائية والحياتية للبلد الامر الذي ولّد ثورة 17 تشرين وكانت النتيجة نواب تغييريين على صورة ومثال من سبقوهم. ومن الملاحظ ان في كل هذا المشهد خيوط رفيعة ربطتها تلك القوى بينها وبين رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي كان يضبط خيوط النزاع بين المتخاصمين حيث لم نجد ايا من تلك الاحزاب المعارضة تحديدا طيلة الفترات السابقة وحتى تاريخه تجرأت على مواجهته مباشرة او وجهت الاتهام اليه او لحركة امل وانما كانت دائما تتلطى خلف ما يسمى بـعبارة "الثنائي الشيعي".
اذا هي تراكمات لم تعالج حتى الساعة بالرغم من دخولنا عهدا جديدا وتشكيل حكومة جديدة، فانطلاقة الحكومة يبدو ان تعثرت قبل ان تنهض والسبب انها ترى الواقع بعين القوى السياسية التي اوصلتها. لا شك ان حزب الله اخطأ بدخوله الحرب ليس بحق لبنان فحسب وانما ربما بحق نفسه لانه قدم وفاءه لحلفائه على وفائه لأمن بلده وهو العالم والخابر لمدى قدرته الذاتية ولكن على ذلك فقد قيادته وخسر من البشر والحجر الكثير. وهو اليوم بحاجة لملمة نفسه في كل اتجاه. لذلك فان مواقف رئيس الحكومة نواف سلام المرتبكة تجاهه قوبلت بعدم الثقة من هذا الفريق وبالاتهام بالانحياز للمواقف الاميركية والاسرائيلة وهنا "خذوا اسراركم من انصاركم". فما حصل بالامس قد لا يقف عند هذا الحد خاصة في ظل التهديدات الاسرائيلية بالبقاء في عدة نقاط في جنوب لبنان والضغوط الخارجية على نزع السلاح وربط اي دعم بذلك، وقطع اي منفذ لاي دعم ايراني اقله لناحية اعادة الاعمار.
من هنا يبدو ان لا حلول واضحة على طاولة نواف سلام. وهو مازال يمارس دور المتلقي حتى الساعة . في حين ان الامر يتطلب قبل اي شي اتخاذ قرارات جدية سريعة وعاجلة على المستوى الداخلي من خلال فتح حوار مباشر مع القاعدة الشيعية بكل مكوانتها لتطمينهم وتأكيد شراكتهم -وليس اشراكهم - تحت سقف الدولة والجيش اللبناني وحده وان توضع خطة واضحة لدعم الجيش وكيفية معالجة سلاح حزب الله برعاية رئيس الجمهورية. اما على المستوى الخارجي فيقتضي السعي عبر الاطر الدبلوماسية للضغط من خلال الشركاء على ايران لوقف تدخلاتها المباشرة او غير المباشرة في لبنان. لذلك فان اي خطوة ناقصة ستعرض الحكومة لسناريوهات عدة حيث اما الصمود في ظل صفر عمل كما هي حالة حكومة السنيورة في العام 2006 او الاستقالة السريعة لعدم القدرة على مواجهة التحديات. لذلك قد يكون الاجدى ان يبادر رئيس الحكومة نواف سلام الى خلع ثوبه كقاضي يصدر احكامه بناء على حيثيات وضعها البعض وان يرتدي ثوب المحاماة ويلعب دور الدفاع عن جميع حقوق اللبنانيين من منطلق الهوية والشراكة وليس من منطلق الانتماء فموقع رئاسة الحكومة ليس آداة للمواجهة وانما للجمع .
 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك

المحامية ميرفت ملحم Mirvat Melhem