برز امس انعقاد
لقاء سياسي موسّع في دارة
الرئيس نجيب ميقاتي في
مدينة الميناء للبحث في التطورات الراهنة في لبنان وتداعيات الاحداث الجارية في
سوريا على الواقع اللبناني لا سيما على صعيد شمال لبنان. وشارك فيه رؤساء
الحكومة السابقون
نجيب ميقاتي، تمام سلام وفؤاد السنيورة،والسيدة بهية الحريري ونواب ووزراء سابقون وشخصيات روحية .وصدر عن المجتمعين بيان اشار الى ان" الاجتماع بحث في مخاطر وأبعاد ما جرى في منطقة الساحل السوري وتداعياته على منطقة الشمال اللبناني ومناطق أخرى من لبنان. واستنكر المجتمعون وادانوا أشدّ الإدانة الأحداث الدامية التي شهدتها مناطق وقرى الساحل السوري، وما ادت اليه من تجاوزات يجب ضبطها فورا. واثنوا على توجّهات
الحكومة السورية واجراءاتها، مع التشديد على جمع واحتضان مختلف مكونات
سوريا الوطنية، والحفاظ على
وحدة وكامل التراب السوري، والعمل على استتباب
الامن واحلال الأمان وبسط سلطة
الدولة السورية الحصرية والكاملة على كل أراضيها ومرافقها. كما ثمنوا اعلان
الحكومة السورية العمل على انجاز التحقيق المستقل في ما جرى ومحاسبة المسؤولين والمتورطين في أعمال قتل المدنيين الأبرياء والعزل واتخاذ الإجراءات الصارمة لمنع هكذا أعمال إجرامية مشينة وحماية المدنيين من كل اطياف الشعب السوري وتوجهاته، وتسهيل عودة النازحين، بعد ان سقط مفهوم اللجوء المعرّف باعلان جنيف. فاللاجئ هو الذي لا يرغب او لا يستطيع العودة الى بلاده، وهذا يعني انه لم يعد في لبنان لاجئون بحسب المفهوم الدولي. وتوجه المجتمعون إلى الأشقاء السوريين، والى جميع اللبنانيين منبّهين ومحذّرين من مغبة وخطورة التورط من جديد في مواجهات أهلية عنفية، ودعوا
الدولة اللبنانية الى التواصل مع الهيئات والمنظمات الدولية المعنية الى متابعة الأوضاع المستجدة في مناطق شمال لبنان الحدودية بفعل التدفق المستجد للنازحين السوريين بسبب الأحداث الجارية في
سوريا.واذ رفضوا فرض التطبيع، شددوا على وجوب الاهتمام امنيا بطرابلس.
وقال ميقاتي إن الأهم هو «استنكار الأحداث الدموية التي حصلت في
سوريا والتشديد على أهمية المصارحة والمصالحة ودعوة
الحكومة اللبنانية للسعي مع الهيئات الدولية من أجل إيواء وتعزيز الإغاثة السريعة للنازحين الذين حضروا، ومن ثم السعي مع
الحكومة السورية من أجل عودة النازحين السوريين إلى
سوريا، ولا توجد كلمة لجوء في لبنان بأي شكل من الأشكال».
وكتبت «نداء الوطن» أن هذه المبادرة لها أبعاد سياسية «عميقة» تتجاوز التفاصيل الداخلية، وبأن المجتمعين بالأمس هم من لديهم ناصية القرار الاستراتيجي للشارع السنّي والتأثير عليه وليس
الرئيس نواف سلام.
وكتبت" الاخبار": استضافت
مدينة طرابلس أمس اجتماعاً موسّعاً حضره رؤساء
الحكومة السابقون ورؤساء الطوائف الروحية والنواب الحاليون والسابقون لطرابلس وعكار والضنية والمنية ونقباء المهن الحرة، وعلى جدول أعماله بند وحيد يدعو للتنبه مما يحصل في
سوريا، وتأثيره على لبنان تحديداً بشأن موجة النزوح السوري إلى سهل عكار وعاصمة الشمال وجوارها، من جراء المواجهة التي شهدها الساحل السوري وضرورة احتضان النازحين، والحفاظ على الاستقرار والوحدة
الوطنية بين المكوّنات الطائفية في الشمال.
الاجتماع أتى بناءً على فكرة طرحها
الرئيس فؤاد السنيورة، وتبنّاها
الرئيس نجيب ميقاتي الذي تولّى الدعوة إلى دارته، بعد أن عزّزت الأحداث الأخيرة في
سوريا القلق. فالتوتر في المدينة شبه يومي، ويستدعي تعزيزات من قبل الجيش خصوصاً على مداخل جبل محسن بعد وصول عائلات نازحة من الساحل السوري. وتقول مصادر شاركت في الاجتماع، إن «التفلت الأمني الذي تشهده طرابلس سابِق لأحداث
سوريا، لكن منسوب التوتر ارتفع منذ شهرين، خصوصاً بعد حصول عمليات نزوح لآلاف السوريين الفارّين من الحكم الجديد، فيما تنشط في الشمال قوى سياسية وتجمعات شعبية موالية لحكومة أحمد الشرع».
ويبدو أن ما حصل أخيراً في الساحل «يستوجب الاستنفار خوفاً من من استثمار بعض الطوابير الخامسة لهذا التفلّت، فطرابلس كانت دائماً صندوق بريد، والأمور ليست مرتبطة وحسب بمناطق العلويين بل بكل الشمال»، على ما يقول مشاركون في اللقاء، سيما أنه قبل أيام، خرج متظاهرون غاضبون في أحياء طرابلس إثر انتشار معلومات عن تعرّض فتى سوري قاصر يتحدّر من
مدينة إدلب، لطعنات بالسكين، تبيّن في ما بعد أنه من «العرب الرحّل»، لكنّ الحادث دفع إلى تكثيف الاتصالات السياسية والأمنية بين فعاليات المدينة، ثم توسّعت لتطاول شخصيات من خارج المدينة، ليتقرر عقد الاجتماع.
وكتبت" الشرق الاوسط":عقد سياسيون ورجال دين لبنانيون
لقاء سياسياً موسّعاً في دارة
الرئيس السابق للحكومة،
نجيب ميقاتي، في
مدينة الميناء بشمال لبنان؛ للبحث في «التطورات الراهنة في لبنان وتداعيات الأحداث الجارية في
سوريا على الواقع اللبناني لا سيما على صعيد شمال لبنان»، وانتهى بإعلان ما سموه «إعلان طرابلس» اللبنانية، الذي يدعم «
وحدة سوريا» وحكومتها المركزية، ويؤيد توجّهاتها وإجراءاتها، ويطالب بإعادة النازحين السوريين إلى بلادهم، كما يحذر اللبنانيين والسوريين من «خطورة التورط من جديد في مواجهات أهلية عنيفة».
وجاء اللقاء بعد أيام على توترات أمنية في
مدينة طرابلس، بين السُّنة والعلويين، أخمدها الجيش اللبناني بانتشاره السريع والواسع، وكانت قد اندلعت على خلفية التطورات الأمنية في غرب
سوريا التي انعكست ببعض جوانبها على الوضع اللبناني، لا سيما لجهة الاحتقان في طرابلس، أو تدفق النازحين السوريين إلى الشمال، الذين فاق عددهم الـ10 آلاف نازح.
وكتب احمد الغز في" اللواء":
الرئيس ميقاتي نجح في الابتعاد عن الاعلام والسياسة طيلة الشهرين الماضيين ليعود الى الحضور بقوة عبر الدعوة الى اجتماع في دارته الطرابلسية لرؤساء حكومة سابقين وقامات روحية ووزراء ونواب حاليين وسابقين والشخصيات العامة القطاعية والبلدية والمهنية والهيئات الأهلية، الجمعة في ١٤ اذار ٢٠٢٥ واصدار (اعلان طرابلس) الذي يحاكي تطورات الساحل السوري وتداعياتها على طرابلس و عكار والشمال والمتطابقة مع تحديات كل البقاع.
تداخل التحولات
السورية مع الواقع اللبناني ليست قضية طارئة منذ عشرات السنوات، من الوحدة إلى الانفصال إلى الانقلابات إلى الوصايات وشعب واحد في دولتين وإدارة الأزمات واعادة تكوين السلطات ورئاسيات وإنتخابات برلمانية وبلدية وحكومات وتسويات وإسقاط قصور بالطائرات ونفي واعتقالات واغتيالات وربيع وثورات ونزاعات أهلية ومئات آلاف النازحين إلى لبنان، وتحولات ما بعد سقوط النظام كان لها تاثيرها المباشر على البقاع والشمال، والتي كانت تحتم علينا الشروع في وضع نظام مخاطر وطنية طارئة قبل البيان الوزاري وقبل (إعلان طرابلس) من منزل
الرئيس ميقاتي..
وكتبت" اللواء": نتيجة المداولات والمداخلات، اتفق على اجتماع آخر يعقد قريباً في طرابلس، يحضره فعاليات المدينة والنواب.
وتضمن الاعلان الذي عرف باسم «اعلان طرابلس» إدانة للاحداث الدرامية في الساحل السوري، ودعا إلى ضبط التجاوزات فوراً، وثمن الاعلان قرار
الحكومة السورية إجراء تحقيق مستقل ومحاسبة المسؤولين والمتورطين في أعمال قتل المدنيين الابرياء.