Advertisement

لبنان

عون: نحن لا نرتبط إلّا بلبنان لكنّنا نعم مع الفرنكوفونية

Lebanon 24
20-03-2025 | 04:29
A-
A+
Doc-P-1335921-638780638353177209.png
Doc-P-1335921-638780638353177209.png photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
شهد قصر بعبدا قبل ظهر اليوم، احتفالًا مميزًا باليوم الدولي للفرنكوفونية، أراده رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون أن يكون شاهداً على تعلق لبنان بهذه المنظمة ورغبته في توطيد وتعزيز العلاقة معها على الأصعدة كافة. وشددت الكلمات التي القيت على قيم ومبادئ الفرنكوفونية وضرورة نشرها وتعزيزها والعمل بوحيها.
Advertisement

وكان الاحتفال قد بدأ في العاشرة صباحًا، حيث صافح الرئيس عون واللبنانية الأولى السيدة نعمت عون المدعوين تقدمتهم السيدة منى هراوي، ووزراء: الثقافة غسان سلامة، الإعلام بول مرقص، الشباب والرياضة نورا بيرقداريان، البيئة تمارا الزين، والوزير السابق زياد مكاري، وسفراء الدول الفرنكوفونية المعتمدين في لبنان: فرنسا، تونس، أرمينيا، كندا، بلجيكا، سويسرا، الأرجنتين، قبرص، اليونان، المغرب، رومانيا، الأوروغواي، كما حضر أيضًا رئيس جمعية أعضاء جوقة الشرف في لبنان السفير خليل كرم، ورئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي شارل عربيد، وشخصيات ورؤساء منظمات وجمعيات فرنكوفونية، وعدد من رؤساء الجامعات اللبنانية. وشارك في الاحتافال المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقير، وعدد من مستشاري رئيس الجمهورية، فيما تولت السيدة ستيفاني رزق تقديم الاحتفال.

ممثل المنظمة الفرنكوفونية في الشرق الأوسط

بدأ الاحتفال بالنشيد الوطني اللبناني، ثم ألقى ممثل المنظمة الفرنكوفونية في الشرق الأوسط ليفون أميرجانيان كلمة جاء فيها:

"السيد رئيس الجمهورية، السيدات والسادة الوزراء، السيدات والسادة السفراء والسفيرات، أصدقاؤنا الأعزاء في الفرنكوفونية،

إنه لشرف لي أن أُلقي كلمة اليوم لمناسبة اليوم العال ي للفرنكوفونية، الذي يُقام تحت رعايتكم، السيد رئيس الجمهورية. اسمحوا لي أن أعبر عن امتناني العميق لالتزامكم بهذا الاحتفال في القصر الجمهوري، وهو بالتالي يشهد على تعلق لبنان بقيم الفرنكوفونية وبدوره القيّم في إطار مساحتنا المشتركة. إن التجديد المؤسساتي الأخير في المشهد السياسي اللبناني يحمل أملاً ويفتح مساراً جديدًا نحو الاستقرار والسلام. وعلى الرغم من أن الوضع الأمني لا يزال هشًا، فإن هذه الخطوات الديمقراطية تُظهر إرادة لإعادة بناء لبنان أقوى وأكثر وحدة. إن الإصلاحات الجذرية المتعلقة بتحديث الإدارة، وتعزيز دولة القانون، وإعادة إطلاق الدورة الاقتصادية، واستعادة الثقة في المؤسسات العامة، هي مشاريع أساسية لضمان مستقبل مستدام ومزدهر. وفي هذا السياق، فإن المنظمة الدولية للفرنكوفونية مستعدة لدعم جهود هذا التحول، وتحريك ومشاركة خبراتها، ومواكبة أي مبادرة تهدف إلى تعزيز أسس دولة حديثة وفعّالة. يمكن للبنان أن يعتمد على تضامن الأسرة الفرنكوفونية لتخطي هذه التحديات.  مع هذه الروح من التجديد، نحتفل اليوم بالفرنكوفونية التي، وبعيدًا عن كونها مجرد لغة مشتركة، هي مساحة حوار، ومسؤولية جماعية.

"أنا أتعلم إذًا أتصرف" هو شعار هذا العام. إنه يُبرز الدور الأساسي للتعليم في بناء مجتمعات رائدة وقادرة على مواجهة التحديات المعاصرة. ولهذا السبب، تقدم المنظمة الدولية للفرنكوفونية، بشكل خاص، دعمها للموارد التعليمية والبرامج المدرسية اللبنانية. لكن التعليم لا يقتصر على التعلم المدرسي، فهو يساهم في بناء مواطنين واعين، قادرين على المشاركة في اتخاذ القرارات المناسبة والمساهمة بشكل فعّال في الحياة الديمقراطية. فالتعليم، إلى جانب المعرفة، هو أيضًا محرك للانخراط والعمل. ستستمر الفرنكوفونية، من خلال قيمها التي تدعو للانفتاح والتنوع والتضامن، في الوقوف إلى جانب لبنان. وستظل شريكًا ملتزمًا، مستعدًا لدعم البلاد في طموحاتها نحو التجديد والازدهار. ليكن هذا اليوم العالمي للفرنكوفونية لحظة من المشاركة والتفكير والإلهام من أجل المستقبل."

رئيس جمعية السفراء الفرنكوفونيين

ثم ألقى رئيس جمعية السفراء الفرنكوفونيين السفير التونسي في لبنان بوراوي الإمام الكلمة التالية:
"السيد رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزاف عون، معالي وزير الثقافة الدكتور غسان سلامة، السيدات والسادة الوزراء، المسؤولون والأصدقاء أعضاء الأسرة الفرنكوفونية، يسعدني بشكل خاص أن أوجه إليكم هذه الكلمة باسم زملائي السفراء وممثلي ورؤساء البعثات الدبلوماسية للدول الأعضاء في المنظمة الدولية للفرنكوفونية المعتمدين في لبنان. واسمحوا لي أولاً، وباسمنا جميعًا، أن أتوجه بالتحية والشكر الجزيل إلى السيد رئيس الجمهورية على قبوله استضافة هذا الحفل في اليوم العالمي للفرنكوفونية في قصر بعبدا في هذا اليوم بالذات، التاريخ الذي يرمز إلى تأسيس المنظمة قبل 55 عامًا من قبل شعوب ودول تشترك في تحدث اللغة الفرنسية.

زملائي الأعزاء، هذا الاستقبال الكريم يدل على أهمية البُعد الفرنكوفوني الذي يوليه لبنان اهتمامًا كبيرًا، وعلى أعلى المستويات. إن التعددية الثقافية المتجذرة في لبنان، والقيمة التي تعطى للفرنكوفونية في بلدنا المضيف، تتعزز بشكل أكبر في هذه المناسبة. اليوم العالمي للفرنكوفونية ليس فقط فرصة للاحتفال بتأسيس المنظمة الدولية للفرنكوفونية عام 1970، بل أيضًا فرصة للاحتفال برموزها وقيمها المتمثلة في الصداقة، والمشاركة، والتسامح، والتضامن، والتعاون في التنمية، إضافة إلى التنوع. ولذلك، اعتزّ بأن أوجه التحية إلى الرؤساء المؤسسين للفرنكوفونية الذين، من خلال اجتماعهم قبل نصف قرن، فتحوا المجال أمام الفرنكوفونيين ومؤيدي الفرنكوفونية في العالم للاجتماع سنويًا حول القيم نفسها. الراحل الحبيب بورقيبة، الذي كان أحد مؤسسي الفرنكوفونية، والذي وصف المساحة الفرنكوفونية بأنها "إمبراطورية العقل"، شدد على أنه وزملاءه، كانوا يرغبون في تأسيس "مجتمع يحترم سيادة وخصوصيات كل طرف ويعمل على تنسيق جهود الجميع".

وفي هذا السياق، نبذل جهودنا اليوم من أجل تعزيز العمل الفرنكوفوني في جوانبه العديدة وثقافته المتعددة، وتعزيز المساواة بين النساء والرجال، وإعطاء الأولوية للشباب، إضافة إلى تطوير الشراكة في المجالات الاقتصادية والتكنولوجية والعلمية لصالح جميع أعضاء وممثلي المساحة الفرنكوفونية.

السيدات والسادة، إن تعلقنا الثابت بقيم الفرنكوفونية يدعونا اليوم ودائمًا، للعمل من أجل السلام والعدالة والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وفي أنحاء العالم. وأود، في هذا المجال، أن أشدد على عزمنا كسفراء فرنكوفونيين على العمل معًا، وعلى جميع الأصعدة الثنائية والمتعددة الأطراف، مع أصدقائنا اللبنانيين من أجل لبنان قوي بمؤسساته، مستقر ومزدهر، لبنان رائد في المساحة الفرنكوفونية، لبنان الذي نأمل بشدة أن يستعيد قريبًا دوره كدولة نموذجية للتنوع والتعايش، وكعاصمة للعلم والثقافة في المنطقة."

الوزير سلامة

ثم ألقى وزير الثقافة غسان سلامة كلمة شكر فيها الرئيس عون على رعايته هذا الاحتفال، وقال:
"أشكر لفتتكم الصباحية الكريمة لدعوتنا إلى هذا الصرح لنعيد معًا اليوم الدولي للفرنكوفونية. بين لبنان والفرنكوفونية علاقة حب قديمة، لقد أعطيناها الكثير وأقمنا في هذا المكان بالذات القمة التاسعة للفرنكوفونية التي يجمع عليها حتى الآن، كل الدول الأعضاء، بأنها كانت الأفضل تنظيمًا والأعظم في تاريخ المنظمة. ولقد أجرينا في لبنان الألعاب الفرنكوفونية للرياضة والثقافة، وكانت أنجح ألعاب قامت بها المنظمة.

في المقابل، أعطت المنظمة لبنان الكثير في المجال التربوي وفي مجال التعاون بين الجامعات، كما تمكنا من خلال التعاون مع هذه المنظمة، من إنشاء العديد من المكتبات في الريف اللبناني، لذلك، أشكر مجددًا لفتتكم الكريمة وهي مستحقة لهذه المنظمة.

 ولشرح سبب تعلق لبنان بالفرنكوفونية، يهمنا أن نشير إلى أننا متعلقون بالأخوّة في عالم يؤثر فيه العنف في العلاقات الدولية، ونحن متعلقون أيضًا بالفرنكوفونية لأنها تحمل قيمة المدنية، في عالم وصلت فيه الشعبوية إلى مستوى قياسي. كما أننا متعلقون بها كونها تحمل قيم التضامن في عالم أصبح فيه الفرد ملكًا إلى درجة التقديس، ولهذا السبب كان لبنان عضوًا ناشطًا في منظمة الفرنكوفونية وسيبقى كذلك، إن شاء الله."

كلمة الرئيس عون

بعدها، تم عرض فيديو قصير عن نشاطات المنظمة الفرنكوفونية في منطقة الشرق الأوسط، قبل أن يلقي الرئيس عون الكلمة التالية:

"أيها الحضور الكريم،

يوم وجهتم إليّ الدعوة لرعايةِ هذا النهار، قفزَ إلى ذهني سؤالان اثنان:  لماذا وبماذا نحتفل؟  والاهم فماذا يعني أن نكونَ فرنكوفونيين؟!  وسرعان ما جاءتني الأجوبة، من حياتنا، وكلِ لفظةٍ من كلامنا. أن نكونَ فرنكوفونيين، ليست مسألةَ لغة.  ونحن كشعبٍ وجماعاتٍ في هذه الأرض، تنقّلنا بين لغاتٍ عدة عبر تاريخِنا. من اللغات الكنعانية الآرامية إلى اللغة العربية، عبر قرون طويلة. وفي حقباتٍ مختلفة، كانت لنا لغةٌ أم،  أو لغةٌ محكية، ولغةٌ أخرى للتدوين أو الكتابة، ولغة ثالثة للعلم أو الثقافة أو البحث... كما ليست الفرنكوفونية قطعاً، مسألةَ ارتباطٍ ببلدٍ آخر. فنحنُ لا نرتبطُ إلا بلبنان. منذُ ذكرتْه الكتبُ المقدسة، وحتى نهايةِ الكون...   لكننا نعم فرنكوفونيون. وهذه قضيةٌ أبعدُ وأعمقُ وأسمى.

هي مسألةُ انتماءٍ إلى ثقافةٍ وحضارة. إلى منظومةِ قيم. بل منظومة فكرية كاملة.  أن تكونَ فرنكوفونياً، يعني أن تكونَ مع العقلِ بمواجهةِ كلِ جنون.  مثل ديكارت.  ومع الجمالياتِ، ضد البشاعة. مثل بول فاليري. وأن تكونَ مع المواطنِ لا مع الحاكم، كما في "شرعةِ حقوقِه" الأولى... أن تكونَ فرنكوفونياً، يعني أن تكونَ ملتزماً بمبادئِ "الحرية والمساواة والأخوة"، وأن تكون منفتحاً على كل العالم. أن تجمعَ وتسمعَ في لغة موليير الواحدة، كلَ معاناةِ معذّبي الأرض وكلَ مشاعر البشر. من شاعريةِ ليوبولد سنغور، الى اصالة  إيميه سيزير ( Aimé Césaire ) ومن نسوية  آسيا جبار Assia Djebar)) ، إلى موسيقية ناديا التويني، إلى عشراتٍ وعشراتٍ  من الكبار الذين أعجزُ عن حصرِهم وذِكرِ أسمائهم...  ثم أن تكون فرنكوفونياً، فهذا يعني كمواطنٍ، أن تكونَ مع سيادةِ دولتِك المطلقة الدائمة وغيرِ القابلة للتجزئة، وفق مبدأ بودين  Bodin)) ومع "روحِ القوانين" أو الشرائع، لمكافحةِ استبدادِ أيِ سلطة، كما مونتسكيو.  وأن تكونَ مع إرادةِ الشعبِ المؤسِسة للعقد الاجتماعي، كما روسو. وأن تكونَ مع حريةِ التفكيرِ والتعبيرِ مثل فولتير... أن نكونَ فرنكوفونيين، يعني أن نكونَ مؤمنين ... وعلمانيين ... في الوقتِ نفسِه. فنُعطيَ ما لله لله ... وما لقيصر لقيصر، على قاعدةِ أنْ "من شاءَ فليؤمن ومن شاءَ فليكفُر". وأنّ لنا كلَ الحقِ في أن نكونَ مختلفين في كلِ شيء. لكن أن نظلَّ متساوين في كلِ شيء.  أما عربياً، فأن تكون فرنكوفونياً، يعني أن تكونَ مع حقوقِ العرب وقضايا العرب. كما جاهر الكبير ديغول عام 1967. وكما استمرَّ عالمُه مؤمناً بحقوقِنا وقضايانا.  يبقى أخيراً: ماذا يعني أن تكونَ فرنكوفونياً حيالَ لبنان؟! بكل بساطة، يعني أن تؤمنَ مع لامارتين، بأنّ لبنانَ ليس مجردَ بلد. بل "معبدٌ، حيثُ الأرزُ أعمدةٌ حية تسنُدُ سماءَه".  والأهم، ألاّ تنسى، أياً كانت كلماتُك، أنْ تظلَّ تتحدثَ بلغةٍ واحدة. لغةُ المحبة لكلِ إنسان... ولكلِ ما هو إنساني. هذا ما نؤمنُ أنه الفرنكوفونية. ولهذا ... وبهذا نحتفلُ اليوم.  فأهلاً وسهلاً بكم. "

وبعد الاحتفال، أقيم كوكتيل للمناسبة.

 
مواضيع ذات صلة
تابع

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك