نشر موقع "longwarjournal" التابع لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات الأميركية تقريراً جديداً تحدث فيه عن المواطنة اللبنانية رشا علوية التي تم ترحيلها من الولايات المتحدة بسبب تأييدها لـ"حزب الله" في لبنان.
ويقولُ التقرير الذي ترجمهُ
"لبنان24" إنهُ "في 13 آذار الجاري، مُنعت الدكتورة رشا علوية، أستاذة الطب المساعدة في جامعة براون، من دخول
الولايات المتحدة وأُمرت بترحيلها إلى موطنها لبنان"، وأضاف: "لقد منعت سلطات الهجرة الأميركية طبيبة الكلى، البالغة من العمر 34 عاماً، والتي درست وعملت في
الولايات المتحدة لمدة 6 سنوات، من دخول
الولايات المتحدة بتأشيرة H-1B، بسبب دعمها المزعوم لحزب الله".
وأكمل: "لقد استشهد المحامون الذين يمثلون الجمارك وحماية الحدود الأميركية بالسلطة التقديرية القوية الممنوحة لضابط الحدود للسماح بالدخول إلى
الولايات المتحدة، وفقاً لملخص موجز قانوني نشرته صحيفة بروفيدنس جورنال، والذي اقتبس من الوثيقة: إذا قرر ضابط الجمارك وحماية الحدود أن الأجنبي الذي يصل إلى
الولايات المتحدة غير مقبول - كما جاء في موجزهم، نقلاً عن قانون الهجرة - يجب على الضابط أن يأمر بإبعاد الأجنبي من
الولايات المتحدة دون مزيد من الاستماع أو المراجعة ما لم يشر الأجنبي إما إلى نيته في التقدم بطلب اللجوء... أو الخوف من الاضطهاد".
وأردف: "القضية الآن قيد المراجعة القضائية، ولها تداعيات واسعة النطاق. إذا أيدت المحاكم قرار سلطات الهجرة بترحيل علوية، فستكون لدى إدارة الرئيس الأميركي دونالد
ترامب أداة قوية لتعطيل عمليات
حزب الله في
الولايات المتحدة، التي اعتمدت لعقود على مؤيدين ومتعاطفين من أصول لبنانية مقيمين في الولايات المتحدة".
وأكمل: "في الماضي، اعتمدت
الولايات المتحدة إلى حد كبير على الملاحقات القضائية والإدانات لملاحقة عملاء
حزب الله وأنصاره، وخاصة المتورطين في مخططات مالية غير مشروعة. ومع ذلك، وفي حين أن سجن أنصار
حزب الله بدلاً من ترحيلهم قد يبدو تكتيكًا أقوى ضد الجماعة، لكن الأمور قد لا تستمر كما يجب. لقد أدت معظم الحالات إلى إدانات مخففة، وفي إحدى الحالات البارزة، أفرجت السلطات الأميركية عن المدعو قاسم تاج الدين في منتصف مدة عقوبته البالغة 5 سنوات لأسباب إنسانية".
وتابع: "لم تردع الأحكام القصيرة بشكل كبير العديد من أعضاء
حزب الله عن العمل في
الولايات المتحدة. ومع ذلك، فإن خطر الترحيل يمكن أن يوفر رادعاً، مع الفائدة الإضافية المتمثلة في أن إزالة عملاء النفوذ والميسّرين لن يكون مدمراً للجماعة فحسب، بل سيثني الآخرين أيضاً عن المخاطرة بحياة مريحة في الولايات المتحدة".
وأضاف: "لقد سعى مؤيدو رشا علوية، على غرار مؤيدي محمود خليل، الطالب الجزائري في جامعة كولومبيا المولود في سوريا لأبوين فلسطينيين، إلى تحويل قضيتها إلى قضية حرية تعبير. ويزعم هؤلاء المؤيدون أنها تُعاقب فقط على آرائها السياسية. مع ذلك، تنحدر رشا من عائلة مرموقة في
حزب الله. إضافةً إلى ذلك، أفاد موظفو الهجرة أنهم عثروا على مواد متعاطفة ومؤيدة لحزب الله على هاتفها، تتوافق مع الانتماء السياسي لعائلتها، والتي لو كشفتها للسلطات، لكانت قد عرضت طلب تأشيرتها للخطر".
وأضاف: "لقد ركزت التغطية الإعلامية لقضية علوية حتى الآن على الأدلة التي عثر عليها عناصر مكتب الجمارك وحماية الحدود على هاتفها. أثناء وجودها في
لبنان، حيث كانت تنتظر معالجة تأشيرة H1-B الخاصة بها، حضرت علوية جنازة أمين عام
حزب الله الشهيد حسن نصرالله، الذي تم اغتياله في غارة إسرائيلية في 28 أيلول 2024. وبحسب ما ورد، احتوى هاتف علوية أيضاً على مواد مؤيدة لحزب الله وصور لشهداء الحزب. وبحسب ما ورد، أوضحت علوية لعناصر مكتب الجمارك وحماية الحدود أنها اتبعت تعاليم نصرالله من منظور ديني، وليس سياسياً".
واستكمل: "الأهم من ذلك، أن تحالف علوية السياسي مع
حزب الله أمرٌ مُحتمل، بالنظر إلى روابط عائلتها بالجماعة. عمها من جهة الأب، ياسر عباس علوية، الشقيق الأصغر لوالدها مصطفى، هو مدير فرع صور في مؤسسة القرض الحسن، المؤسسة المالية الرئيسية لحزب الله، والتي تُعدّ، وفقًا لوزارة الخزانة الأميركية، التي فرضت عقوبات على المؤسسة عام 2007 ، قناةً رئيسيةً للأنشطة المالية غير المشروعة لحزب الله. وفي الواقع، فإنّ صور، مدينةٌ كبيرةٌ ومركزٌ تجاريٌّ في جنوب
لبنان، تضمّ أغلبيةً شيعيةً كبيرة، ويدلّ منصب ياسر عباس علوية على مكانته البارزة في الذراع المالية لحزب الله".
وتابع: "بحسب سجلات مصرفية للقرض الحسن تم تسريبها إلى المجال العام في كانون الأول 2020، يمتلك ياسر علوية 20 حساباً لدى المؤسسة، وهو مؤشر آخر على أهميته داخل المؤسسة المالية، حيث عمل مديرو البنوك كقنوات، من خلال حساباتهم الشخصية، للعمليات المالية غير المشروعة لحزب الله".
وأردف التقرير: "عمّ رشا، ياسر، ليس الوحيد من أفراد العائلة الذي يتعامل مع القرض الحسن التابع لحزب الله. كذلك يفعل شقيقاها، هادي وعلي علوية، اللذان يملكان حسابين (أحدهما بالدولار) في فرع البنك في حارة حريك، بيروت، معقل
حزب الله. كذلك، تحتوي حسابات أفراد من عائلة رشا الممتدة على مواقع التواصل الاجتماعي على دلائل على التوجه الأيديولوجي للعائلة، بما في ذلك مقاطع فيديو لشهداء
حزب الله تحمل اسم عائلة علوية، ورسائل تذكارية وصور دينية لنصرالله".
واستكمل التقرير: "رشا علوية ليست المواطنة
اللبنانية الوحيدة المرتبطة بحزب الله والتي جاءت إلى
الولايات المتحدة. بين عامي 2017 و2019، وجهت السلطات الأميركية اتهامات إلى سامر الدبق وعلي كوراني وعلي حسن صعب، وجميعهم عملاء لحزب الله من
لبنان وأصبحوا مواطنين أميركيين. تضمنت قضيتهم التخطيط لهجمات إرهابية، لكن لوائح الاتهام الخاصة بهم تضمنت الاحتيال في الهجرة من بين التهم، وقد كذبوا جميعاً بشأن انتمائهم إلى
حزب الله عندما سعوا إلى دخول البلاد بشكل قانوني".
وأضاف: "مع خضوع قضية رشا علوية للمراجعة القضائية، سيُظهر الزمن ما إذا كانت الأدلة التي جمعتها سلطات الهجرة تتجاوز مجرد التعاطف مع
حزب الله والمشاركة في جنازة أمينه العام الراحل. ومع ذلك، فإن الكذب على سلطات الهجرة بشأن الروابط العائلية والتعاطف السياسي والانتماء إلى جماعة مصنفة إرهابية من قبل
الولايات المتحدة، هي مسألة منفصلة عن حرية التعبير. إذا كانت هذه الروابط وتحريفها أساس سحب تأشيرة الدكتورة علوية H-1B، فإن هذا التبرير القانوني يمكن أن يُصبح نموذجاً يُحتذى به من قِبَل الحكومة الاميركية لملاحقة شبكة الدعم الواسعة التي اكتسبها
حزب الله في
الولايات المتحدة على مدى أربعة عقود من العمل بين الجاليات المهاجرة".
وختم: "في الماضي، استغرقت محاكمة مؤيدي
حزب الله وداعميه سنواتٍ طويلةً، واستنفدت مواردَ عامةً ضخمة، وكانت تُسفر في كثيرٍ من الأحيان عن أحكامٍ مخففة. إذا أصبح ترحيل رشا علوية سابقةً، فقد تستخدمه إدارة
ترامب لتعطيل نفوذ
حزب الله وعملياته المالية غير المشروعة في
الولايات المتحدة بشكلٍ كبير".