كتب زياد عيتاني في" اللواء": زيارة نائب المبعوث الأميركي إلى
الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس في زيارتها الثانية الى
لبنان، إختلفت عن الزيارة الأولى وفسَّر المراقبون هذا الغيير في الأداء لجهة المحافظة على سرية المداولات، فإن مضمونها يجب أن يبقى خارج الإفصاح عنه، نظراً لما ينطوي عليه من حساسية، خصوصاً وأن الزيارة بما تحمله من «شروط» تزامنت في وقت تواصل فيه
إسرائيل فيه شن غارات على جنوب وشرق
لبنان رغم سريان اتفاق وقف إطلاق النار منذ 27 تشربن الثاني الماضي، حتى بلغت عمق الضاحية الجنوبية، وعودة مسلسل إغتيال قادة
حزب الله. وكشفت المصادر المواكبة أن أورتاغوس حذرت على طريقتها أركان السلطة من محاذير التلكؤ والتباطؤ في إنهاء وضعية سلاح
حزب الله، وكذلك الشروع في الاصلاحات البنيوية للدولة وللإقتصاد الوطني والمالية العامة، وضرورة المبادرة الفعلية والعملية للترتيبات الأمنية والإجرائية على امتداد الحدود بين لبنان وسوريا، لكن المطلب «الأصعب» على لبنان يتمثل في الحضّ على الانخراط في
مجموعات العمل الدبلوماسية الثلاث التي سبق أن أعلنت عنها بين بيروت وتل أبيب (بمشاركة أميركية) لبت المواضيع الخلافية بين الجانبين.
ولتجارز خلافات أهل الحكم تم الإتفاق في ما بينهم على وضع تصور مشترك، ابلاغه للموفدة الأميركية، يحدد آلية تراتبية لتنفيذ المطالب الأميركية لجهة معالجة
القضايا العالقة أمنياً بدءاً من انسحاب
إسرائيل وتسليم الأسرى وصولاً إلى تثبيت الحدود وتنفيذ مضامين اتفاق وقف اطلاق النار في ما خص حصرية السلاح، على قاعدة اطار توافقي لبناني من ضمن إستراتيجية دفاعية وطنية.
وفي المقابل أكدت الدبلوماسية الأميركية أن قرار تسليم نزع سلاح حزب الله نهائي وغير قابل للمساومة، مشددة على أن قرار الدول المانحة حاسم لجهة رفض تقديم المساعدات إذا لم يُنزع السلاح، ودعت المسؤولين إلى الاستفادة من الفرصة الحالية والدعم الدولي والعربي الذي لن يتكرر، كما نبهت المسؤولين اللبنانيين من عدم الرهان على التطورات الإقليمية وعدم ربط مصير السلاح بنتائج المفاوضات مع إيران التي يمكن أن تستغرق أشهراً، فيما لبنان لا يمكن أن ينتظر.