Advertisement

لبنان

الدخانُ الأبيض لم يتصاعد

Lebanon 24
01-08-2019 | 17:58
A-
A+
Doc-P-612973-637003045109396264.jpg
Doc-P-612973-637003045109396264.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
لم يتصاعَد الدخانُ الأبيض من المَساعي الماراثونية والكثيفة التي وصلتْ الليل بالنهار في بيروت أول من أمس، لكسْر المأزق السياسي المُتمادي الناجم عن الاستمرار باحتجاز الحكومة وتعطيل جلساتها منذ أكثر من شهر بسبب الانقسام الحاد حول أي وُجهةٍ قضائية يفترض أن يسلكها ملف "حادثة البساتين" الدموية بين مرافقين للوزير صالح الغريب وبين مناصرين للحزب التقدمي الاشتراكي بزعامة وليد جنبلاط.
Advertisement

وليس عادياً ما يجري تداوُله في الكواليس عن وجود قرارٍ بكسْر جنبلاط وجعْله يخْرج من هذا الاختبار بخسائر أحلاها مُر وبينها رفْع الغطاء عن الوزير والنائب أكرم شهيب الذي يتّهمه أرسلان بالوقوف شخصياً وراء محاولة اغتيال الغريب ويجري الترويج لوجود تسجيلاتٍ صوتية ترْبطه بالتحركات الاحتجاجية ضدّ زيارة رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل لعاليه.

وكان لافتاً أن الرئيس ميشال عون باغَتَ الجميع بموقفٍ حدّد فيه المخَرج الوحيد الذي يراه للأزمة القائمة ويتمثّل في ما كان يجب اللجوء اليه منذ البدء، أي تكليف السلطة القضائية بالتحقيق والبتّ بالأمر وفقاً لما يؤول إليه هذا التحقيق، معتبراً خلال استقباله قائد الجيش العماد جوزف عون، لمناسبة العيد 74 للجيش، أن السياسيين يقومون بمعالجة حادثة قبرشمون فيما أنا مسؤولٌ عن القوانين والدستور، ولذلك أعطي مهلة للتخفيف من وطأة الخلاف القائم حولها عبر المحادثات التي نشهدها.

وإذ كان الترقب يسود للوقْع الذي سيتركه موقف عون، وتأثيراته الممكنة على مسار المعالجات، لم تهدأ عاصفة الهواجس من أبواب الرياح التي قد تفتحها الرسالةُ التي وجّهها الرئيس عون إلى البرلمان عبر رئيسه نبيه بري طالِباً تفسير المادة 95 من الدستور، وذلك من ضمن مسار اعتراضه على المادة 80 في قانون موازنة 2019 حول حفْظ حقوق الفائزين في مباريات الخدمة المدنية التي يعتبر عون وفريقه أنها لا تُراعي التوازن الطائفي.

ورغم التقديرات بأن سلوكَ الرسالة الرئاسية طريقَها إلى البرلمان تلاوةً ثم مناقشةً قد لا يحصل قبل الدورة العادية لمجلس النواب، فإن ذلك لم يقلّل من المَخاوِف من تداعياتِ وضْع اتفاق الطائف على الطاولة في هذا التوقيت، ولو من باب طلب تفسير أحد مواد الدستور، ولا سيما أن هذه المادة ليست تقنية بل جوهرية في بُعدها المتّصل بالنظام وتركيبته وتوازناته ويمكن لأي تفسير لها في اتجاه أو آخَر أن يفتح الشهية على مطالباتٍ لا مصلحة للمسيحيين بها، رغم تَوقُّف أوساط مراقبة عند حرْص عون في رسالته على الإشارة إلى ان المادة 95 تلحظ خطة مرحلية لإلغاء الطائفية وليس الطائفية السياسية فقط، في ما بدا محاولةً استباقية لرسْم معادلة قديمة - جديدة عنوانها "الدولة المدنية مقابل إلغاء الطائفية السياسية".
المصدر: الراي الكويتية
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك