ما إن حضرت حبيبته لتنظيف مكاتب الشركة في ذوق مصبح حتى تسلّل وراءها. كان هدف "شانتانا" إقناع مواطنته السريلنكية "راسيكا" بالعودة إليه. لحظات معدودة حتى أجبرها على دخول المطبخ وقام بمعاشرتها قبل أن يغرز السكين في رقبتها ويحاول الإنتحار أمام أعينها.
في 29 تموز 2019 تلقّت فصيلة جونية بلاغاً عن حصول جريمة داخل مكتب إحدى الشركات في محلّة ذوق مصبح. على الفور إنتقلت دورية من الفصيلة الى المكان حيث عثرت على المتهم "شانتانا.هـ" (مواليد (1976 والمدعوة "راسيكا.أ" وهما من الجنسية السريلنكيّة في الجزء الداخلي من المطبخ، مُضرجيَن بدمائهما كما عُثر على سكين تحت خزانة على الأرض وتمّ نقل المصابين الى المستشفى للمعالجة.
وبالكشف على "راسيكا" من قبل الطبيب الشرعي الدكتور إيلي سعادة، تبين أنها مصابة بجرح قطعي في الرقبة من الجهة اليمنى الخارجية يمتد الى الوراء ويصل الى العضل بطول 10 سنتم وعمق 5 سنتم وان حالتها تستوجب البقاء في المستشفى للمعالجة والمراقبة، كما أن المتهم مصاب بجرح قطعي عميق في الرقبة من الجهة اليسرى بقياس 5 سنتم وحالته تستوجب التعطيل عن العمل لمدة أسبوع.
وخلال التحقيق الأولي أفاد "شانتانا" أنه يعمل في شركة في الذوق منذ 24 سنة، وأن "راسيكا" كانت تقيم معه ويتعاشران كزوجين منذ 15 سنة تقريبا، لكن وعلى إثر خلاف بينهما قبل أشهر، غادرت الى سريلانكا لتعود بعدها للعمل في منزل ربّ عمله رافضة التحدّث معه، الأمر الذي أثار جنونه كونه متعلّقاً بها عاطفيّاً.
قرّر "شانتانا" أن يقتل نفسه أمام حبيبته، وتنفيذاً لمخطّطه، عمد (وفقا لاعترافاته)الى ترك نافذة مدخل البناء حيث تعمل "راسيكا" مفتوحة ليتمكن من الدخول عند نزولها لتنظيف غرف المكتب، تناول سكيناً من الغرفة التي يُقيم فيها، إحتسى المشروبات الروحيّة وتوجّه الى المكتب حيث كانت الفتاة تقوم بعملها. أغلق العشق الولهان الباب وراءه وشهر سكيناً وأعلمها بأنّه لا يستطيع العيش من دونها، فأعلمته برفضها العيش معه مجدّداً، عندها أجبرها على دخول غرفة صغيرة وطلب منها نزع ملابسها وأقدم على مجامعتها وأعلمها على الأثر بأنّه يجب أن يموتا سويّاً إن لم يعيشا معاً ووضع السكين على رقبتها وقام بشق رقبته ولم يعد يعي شيئاً.
أما "راسيكا" فأفادت بأنّها أقامت مع المتهم لسنوات عدّة، إلّا أنّه كان يُسيئ معاملتها ويضربها فتركته وغادرت الى بلادها، ثمّ عادت منذ فترة للعمل في منزل رب عملها. يوم الحادث، وخلال تنظيفها لغرفة المكتب (تروي راسيكا)، دخل المتهم وهو في حالة سكر كعادته وكان يحمل سكينا، فأدخلها المطبخ عنوة وطلب منها العودة إليه، ولمّا رفضت أجبرها تحت وطأة التهديد بالسكين على مجامعته ثمّ منعها من المغادرة وقام بطعنها في السكين في رقبتها ثمّ طعن نفسه في رقبته وفقدت الوعي على الأثر.
وأمام المحكمة أكد المتهم أقواله السابقة، وقال أنه كان بحالة السكر الشديد وأنه أقدم على فعله لأنه كان بحالة يأس، كونه كان يريد إرسال المال الى والديه في سريلانكا لشراء الأدوية وهو لا يملكه، وقال ان ما أقدم عليه لجهة طعن "راسيكا" كان وليد لحظته ولم يُخطط له.
محكمة الجنايات في جبل لبنان برئاسة القاضي عبد الرحيم حمود أنزلت عقوبة الأشغال الشاقة المؤقتة مدة خمس سنوات بالمتهم شانتانا هاكور على أن تحسب له مدة توقيفه.