بعدما كانت الإيجابية هي المسيطر على الأجواء الحكومية في لبنان تغير المسار الحكومي من دون أي مقدمات واضحة ومن دون أسباب مقنعة، وساد في الساعات الماضية التوتر السياسي الكبير بين الرئيس ميشال عون وبين الرئيس سعد الحريري، اذ أن الحديث اليوم هو عن إمكانية إصلاح ما تم إفساده في مفاوضات التأليف.
وبحسب مصادر شديدة الاطلاع فإن المشكلة الأساسية التي أدت إلى تدحرج أحجار الدومينو هي أصرار رئيس "التيار الوطني الحر" على الحصول على وزارة الطاقة وإسنادها إلى أحد وزراء تكتل "لبنان القوي"، الأمر الذي احدث ما يشبه ردة الفعل السياسية التفاوضية مع قبل الحريري.
وترى المصادر ان الحريري بات مصراً على اعادة توزيع الحقائب الاساسية والسياسية، وانه يرى بما ان احداً من القوى السياسية لم يلتزم بالمداورة، وبما ان المداورة باتت استنسابية وعلى القطعة، فقد عاد للمطالبة بوزارة الداخلية.
واشارت المصادر الى ان مطالبة الحريري بالداخلية اثارت غضب عون، الذي رأى انها محاولة إلتفافية على اتفاق سابق بينهما، وهي ستؤدي الى ضرب كل الاتفاقات السابقة من توزيع الحقائب الى شكل الحكومة.
ولفتت المصادر الى ان رد بعبدا المتوقع على طلب الحريري قد يكون التراجع عن الموافقة على حكومة الـ١٨ وزيراً، وهذا سيؤدي الى ضرب كل عملية التأليف واعادتها الى نقطة الصفر.
وتعتقد المصادر ان التوتر السياسي بات سيد الموقف، وقد يجر هذا الامر الى مقاطعة جديدة بين الحريري وعون ان لم يتم تداركه بسرعة من كل الاطراف المعنية.
وتقول المصادر ان "التيار الوطني الحر" قد يسعى الى استغلال هذا التوتر لتبني عرقلة الحكومة اللبنانية، لأن الحريري يرغب بتسمية الوزراء المسيحيين، والتذكير بمرحلة الوجود السوري في لبنان والسعي للربح الشعبي في هذا المجال.
وترى الاوساط ان الازمة الحكومية الحالية قد يكون احد اسبابها رغبة بعض القوى السياسية انتظار التطورات في الساحة الاميركية الداخلية لكي يبنى على الشيء مقتضاه.