تحت عنوان الحريري يشكو عون الى البطريرك!، كتب غسان ريفي في "سفير الشمال": فقد الرئيس المكلف سعد الحريري الأمل في أن يصل الى أي نتيجة إيجابية مع رئيس الجمهورية ميشال عون حيال تشكيل الحكومة، خصوصا مع إستمرار ″التعطيل الرئاسي″ الذي تُرجم بتقديم عون تشكيلة حكومية الى الحريري تحاكي تطلعات جبران باسيل وتمنحه الثلث المعطل، وما تلا ذلك من رسائل سلبية من مستشار الرئيس ومن صهره الى الحريري تحمله مسؤولية المراوحة في عملية التأليف.
أُغلقت الأبواب أمام الرئيس المكلف، فلجأ الى “الروح القدس” علّ عجائب القديسين تساهم في “العقد العونية”، وقصد بكركي حاملا الشكوى الى البطريرك بشارة الراعي الذي سبق وإنتقد رئيس الجمهورية على التعطيل، ثم إلتقاه في قصر بعبدا، وإنتقل الى إنتقاد الحريري على التأليف بالتقسيط متبنيا وجهة نظر عون.
تشير المعلومات الى أن الحريري كشف للراعي مضامين الجلسات الـ 12 التي عقدها مع رئيس الجمهورية وما تم خلالها من توافقات وما شهدته من إنقلابات على المواقف، مؤكدا أنه لا يسعى الى رئاسة الحكومة، ولو كان كذلك لرضي بتشكيل حكومة تقليدية، بل هو يطمح الى تشكيل حكومة إختصاصيين تكون قادرة على الانقاذ وفقا للمبادرة الفرنسية، لافتا الى أن التشكيلة الأخيرة التي قدمها الى رئيس الجمهورية تضم أربعة أسماء وزراء مسيحيين من اللائحة التي سبق وإقترحها عون وكانت تضم تسعة مرشحين للتوزير.
وتقول المعلومات إن الراعي كان متفهما جدا لكلام الحريري، وقد وعده بأن يقوم بمسعى جديد يهدف الى تقريب وجهات النظر والوصول الى قواسم مشتركة تثمر عن ولادة الحكومة، خصوصا أننا في موقف لا نُحسد عليه أمام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي سيزور لبنان الاسبوع المقبل للمرة الثالثة من دون الوصول الى أي حلول.
في الوقت الذي يفتش فيه الحريري عن ثغرة يستطيع النفاذ منها الى تشكيل الحكومة، تشير المعلومات الى أن الفريق الفرنسي كثف إتصالاته مع الحريري ومع باسيل عله يفلح في رأب الصدع السياسي بينهما وذلك في محاولة أخيرة لتذليل العقبات أمام تشكيل الحكومة قبل أن تكون زيارة ماكرون بمثابة إعلان دفن المبادرة الفرنسية، والبدء بالتعاطي مع لبنان من الناحية الانسانية فقط.
تشير مصادر سياسية مطلعة الى أن الرئيس عون رسم خطوطا حمراء أمام طروحات الحريري، وهو بالأساس يعتبر تكليفه هزيمة له لا سيما بعد النداءات الشهيرة التي أطلقها للنواب عشية الاستشارات لحسن الاختيار، ثم جاءت العقوبات الأميركية لتشل الذراع العوني المتمثل بباسيل، ما حشر عون وباسيل على حد سواء في “خانة اليك”، وباتت الحكومة المقبلة وحصتهما من “الثلث المعطل” فيها مسألة حياة أو موت.
وتؤكد هذه المصادر أن الثلث المعطل بات مطلبا أساسيا للرئيس عون، خصوصا أن الحكومة في حال تشكلت سيكون عمرها طويل وسيمتد الى نهاية العهد، وهي قد تتسلم مهام رئاسة الجمهورية في حال إنتهت ولاية الرئيس عون ولم يتم التوافق على رئيس جديد، لذلك فإن عون يريد أن يضمن لباسيل نفوذا في الحكومة للتأثير على كل القرارات وصولا الى تعطيل جلساتها أو إمكانية إقالتها باستقالة ثلث وزرائها، وذلك مهما كانت النتائج، ولو أدت الى خراب البلد أو إختفائه عن الخريطة، على قاعدة الملك الفرنسي لويس الخامس عشر “أنا ومن بعدي الطوفان”!.