صدق رئيس مستشفى الحريري الجامعي الدكتور فراس أبيض حين حذر اللبنانيين بأن "عطلة الصيف انتهت باكرًا"، فأعداد الإصابات والوفيات بوباء كورونا تتزايد بوتيرة سريعة، وتتضاعف الحالات بشكل أسبوعي تقريبا.
فقد اعلنت وزارة الصحة في تقريرها اليومي الصادر مساء أمس السبت، تسجيل 1593 إصابة جديدة بفيروس كورونا خلال الـ24 ساعة الماضية، بالاضافة إلى 6 حالات وفاة.
منذ 16 شهرا، خضنا جولات من المعركة ضد كورونا واليوم يجب أن نتحضر إلى جولة جديدة. يقول الاخصائيون أن السبب الأساسي وراء ارتفاع أعداد الإصابات في الفترة الأخيرة، يعود لاستهتار الناس والدولة في السبل الوقائية، وسرعة انتشار متحوّر "دلتا" حيث أنه وبحسب المطلعين 80% من الأعداد المسجلة هي من المتحور "دلتا" لأنه سريع الانتشار والعدوى.
في هذا الاطار، يربط مصدر ارتفاع أعداد الإصابات في لبنان أيضاً بقدوم المغتربين والسياح، وتجاهلهم لإجراءات السلامة، وغياب الرقابة من الجهات المختصة وعدم اجبار القادمين الى لبنان على الخضوع الى حجر صحي للتأكد من نتائج فحوص الـ PCR التي قاموا بها في المطار. وسُجلّت العديد من الحوادث في هذا الإطار، أدّت الى انتشار "دلتا" بشكل واسع، فاللقاح يخفف من احتمال التقاط العدوى، كما أنه يجنب المتلقي خطر الوفاة ودخول المستشفى بنسبة كبيرة لكّنه لا يمنع الإصابة ولا نقلها الى الآخرين.
التهديد جديّ وقد يحصل لأي شخص منّا، وقصة جهاد شاهدة على ذلك.
جهاد مغترب لبناني في أبيدجان قرّر اللحاق بزوجته وطفله الرضيع اللذين سبقاه الى لبنان لزيارة العائلة بعد سنتين تقريباً من الغياب القسري بسبب الاقفال.
جهاد أخذ الاحتياطات كافة وتلقى جرعتيْن من اللقاح قبل القدوم الى لبنان، كما خضع لفحص PCR في أبيدجان وكانت نتيجته سلبية.
مرّ جهاد في بتركيا وأمضى في مطار "صبيحة" 8 ساعات ثمّ وصل الى لبنان حيث خضع لفحص PCR كانت أيضاً نتيجته سلبية. لكن بعد مرور 3 أيام اضطرّ للخضوع لفحص PCR كي يرافق زوجته في المستشفى حيث ستخضع لعملية عاجلة فكانت المأساة وأتت النتيجة إيجابية. ولتأكيد النتيجة خضع للفحص في اليوم التالي وكانت مطابقة. جهاد أصيب بـ"دلتا" حسب ما أفاد الأطباء والأغلب أن المتحوّر انتقل اليه في احد المطارات أو على متن الطائرة.
لم يشعر جهاد بأي عارض قبل خضوعه للـ PCR في المستشفى. وفي هذا الوقت وبعد اختلاطه، انتشر الفيروس بين أفراد العائلة فأصيب كلّ من زوجته وطفله الرضيع، ووالدته، ووالده وشقيقه.
مع متحور جديد شديد العدوى، على الدولة والمعنيين تطبيق الاجراءات بصرامة كما انه على القادمين الى لبنان عدم تجاهل إجراءات السلامة لحماية أحبائهم.
لقد مررنا بهذه التجربة من قبل لكن الناس ينسون. مؤسف ما تفعله دولتنا بنا وما نفعله بأنفسنا!