امام هول المصائب التي يعيشها اللبنانيون هذه الايام يصبح الكلام في أي أمر آخر عديم الجدوى. وجاءت كارثة انفجار صهريج المازوت في عكار ليلا وسقوط عشرات الضحايا والجرحى لتدمي قلوب اللبنانيين جميعا وتستصرخ ضمائر المسؤولين النائمة ليخرجوا من انانياتهم ويتعاونوا لحل ازمة سياسية واقتصادية واجتماعية لم يشهد لها لبنان مثيلا حتى في عز الحروب.
ويكاد اللبناني لا يصدق البيانات الصادرة عن المستشفيات التي تنذر بالتوقف عن العمل ما يهدد حياة مئات المرضى، فاي نكبة حلّت بهذا الوطن وحولته بين ليلة ضحايا الى وطن منكوب بكل معنى الكلمة؟ وكيف السبيل للخروج من هذا النفق في ظل استمرار التعاطي مع التطورات الكارثية بمنطق "المنفصل عن الواقع" والساعي الى "مراكمة نجاحات وبطولات" لاستخدامها لاحقا في معارك سياسية لن يكون لها وقع وفائدة اذا استمر التدهور الحاصل ووصل الوطن الى نقطة اللاعودة.
حكوميا، ضج الوسط السياسي والاعلامي خلال الساعات الماضية باخبار وتوقعات عن الملف الحكومي هي اقرب الى التمنيات منها الى الوقائع،
كما اطلق احدهم " تغريدة دخانية" تشبه تسالي البصّارين، ولكن مفعولها انتهى سريعا بعدما كشف "لبنان ٢٤" عن اجتماع عقد بعيدا من الاعلام بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي لاستكمال البحث في الملف الحكومي.
وبدا لافتا ان ميقاتي يتسلح بالصمت التام حيال مسار الاتصالات الحكومية، وتكتفي مصادره بقول الحد الادنى المطلوب من المعلومات، في مقابل تسريبات "على مد عينك والنظر" هدفها الواضح الايحاء بوجود تعقيدات وعراقيل ، رغم ان الرئيس المكلف يصر على تأكيد استمرار التعاون مع رئيس الجمهورية لتشكيل الحكومة.
وازاء اصرار المقربين على فهم الجو الفعلي للاتصالات يكتفي ميقاتي بجملة مقتضبة" لن اشكّل الا حكومة اكون مقتنعا بها وبقدرتها على العمل في الظرف الذي نمر به".