Advertisement

لبنان

هل تبصر "الحكومة الإنتحارية" النورَ قريبًا؟

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
25-08-2021 | 02:00
A-
A+
Doc-P-856648-637654759644565998.jpg
Doc-P-856648-637654759644565998.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
الوقت ليس لكثرة الحكي والتصريحات، التي لا تقدّم ولا تؤخرّ. في الأساس لم يعد أحد من الناس "الغلابة" والمغلوب على أمرهم يصدّق أي كلمة يقولها هذا المسؤول أو ذاك الزعيم. فالكلام لم يعد ينفع. المطلوب في هذه المرحلة الدقيقة والخطيرة التقليل من الكلام "البلا طعمي"، والإنصراف إلى العمل المجدي والفعال. وكل ما زاد عن هذا الحدّ فهو من عمل الشيطان الذي يتحيّن الفرص للدخول في لعبة التفاصيل. المطلوب من "مرتا" شيء واحد. لا أكثر ولا أقل، خصوصًا أن "المرتايات" ومن يشبههن في مثل هذه الأيام قد أصبحن كثيرات. أمّا "المريمات" فقليلات ونادرات.
Advertisement
المطلوب أولًا وأخيرًا تشكيل حكومة وبأسرع وقت. هذا الوقت لم يعد يسمح لبعض الذين تستهويهم "لعبة" فرض الشروط، وإنتظار ردود الفعل عليها، الإستمرار في "لعبتهم"، التي أصبحت مكشوفة، ولم تعد تنطلي على المواطن العادي، فكيف الحال مع من "كلخ ضراسو"، وهو يعرف "البير وغطاه"و"البيضة مين باضا".
لا حل منظورًا في الوقت الحاضر سوى بذهاب الجميع إلى حكومة بمواصفات "ميقاتية"، بعد أن تحظى بموافقة رئيس الجمهورية، الذي تعود إليه وحده صلاحية الموافقة أو الرفض. فإذا وافق، وفق ما يقتنع به، نكون قد دخلنا في مسيرة الألف ميل. أمّا إذا رفض فنكون من جديد أمام حائط مسدود. ونكون أمام خيارات قد يكون أحلاها أمرَّ من العلقم.
سؤال يطرحه أكثر من مراقب: هل يعتقد هؤلاء الذين يظّنون أنهم بفرض شروطهم، وهي تعجيزية، قد يصلون إلى مبتغاهم؟ وهل يعتقدون حقًّا أنهم لا يزالون قادرين على الإمساك بناصية السلطة بعدما كانوا السبب في الإخفاقات المتتالية، لأنهم لم يحسنوا القبض على العصى من وسطها، ولأنهم إعتقدوا، عن خطأ، أن الزمان زمانهم، وأنهم قادرون على أن يفرضوا ما يشاؤون وفق توقيتهم وحساباتهم الخاطئة؟
ما كان جائزًا بالأمس ربما لم يعد مسموحًا اليوم. وأقل ما يُمكن أن يُقال لهؤلاء الذين لا يزالون يظّنون أن الشمس لا تشرق إلاّ كرمىً لعيونهم إن نجوم السماء أقرب لهم من السماح لهم بتحقيق غاياتهم الجديدة – القديمة، والتي يبدو أنها قد أصبحت عملة من دون قيمة ولا مكان لها على مائدة الصيارفة الشرعيين، وليس الصيارفة الذين يعتمدون على السوق الموازية.
تكثر الاسئلة التي يطرحها الناس هذه الأيام العصيبة، والتي تمرّ بوقع متثاقل. ومن بين هذه الأسئلة: ماذا في إمكان الرئيس نجيب ميقاتي أن يفعل، وهل سيتركونه يعمل، مع أن هؤلاء الذين لن يتركوه يعمل كثر؟
قد تكون أسئلة المواطنين الذين يعانون الأمرّين محقّة، وهذا ما يدركه الرئيس المكّلف الذي قَبِل هذه المهمّة الصعبة والخطيرة، وقد أُطلق عليه لقب "الفدائي"، وهو يعرف أن مهمته ستكون أكثر من صعبة، ولكنه فضّل خوض هذا المعترك، رفضًا لمنطق الإستسلام ورفع العشرة أو التسليم بمنطق عدم وجود دولة، وأن يكون لكل فئة دولتها الخاصة، والسعي ولو بالسير على الجمر، لترميم مقومات الدولة اللبنانية الجامعة ومؤسساتها، والسعي بالحد الادنى الممكن لاعادة تفعيل حضورها في كل المجالات، بدءا بتشكيل حكومة فاعلة تطلق ورشة المعالجات المطلوبة.
ولذلك عقد الرئيس ميقاتي العزم وقرر خوض هذه "المغامرة الانتحارية" علّه يتمكّن من تشكيل حكومة تكوّن فريق عمل ينكب على معالجة الملفات الملحة ويؤمن الحد الادنى من المعالجات السريعة، لتحسين نمط العيش اليومي للبنانيين، ويطمئنهم الى بدء ورشة الخروج من النفق المظلم الذي يعيشونه، ويحد من لجوء شريحة كبيرة من اللبنانيين الى الهجرة.
فهل يكون لمسعاه الصدى الأيجابي؟ ومن يصبر إلى المنتهى يخلص.  
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك