كتب عماد مرمل في "الجمهورية": تؤكد مصادر تيار المستقبل انّ اي موقف او بيان لن يصدر عن الحريري قبل الأحد المقبل في شأن المشاركة او المقاطعة، مشيرة الى انه سيترك للناخبين السنّة حرية الخيار انطلاقاً من ثقته في وعيهم السياسي، «وهو لن يضع يده على توجهاتهم ولن يحدد لهم ما الذي يجب أن يفعلوه».
وتلفت المصادر إلى أنّ الحريري لم يدعُ عند الإعلان عن تعليق العمل السياسي الى المقاطعة، «الا انّ هناك فئة وازنة اختارت من تلقاء نفسها عدم المشاركة لأنها تشعر بأن الانتخابات لا تعنيها في ظل غياب الحريري عنها، وبأن لا أحد غيره يمكن أن يمثّلها، ونحن نحترم رأيها، كما نحترم ايضا خيار من يريد الاقتراع».
وتعتبر المصادر ان لا شيء يستدعي صدور توجيه رسمي عن الحريري قبل الأحد، «وقرار الاقتراع من عدمه يعود إلى الجمهور وحده».
وتستغرب المصادر كيف أن بعض الجهات تتصرّف كأنها تخوض الانتخابات ضد الحريري تحديداً في حين انه غير مرشّح اليها وغير مُنخرط فيها، لافتة إلى ان من المفارقات العجيبة ان «البعض كان يتهمه خلال وجوده في السلطة بخدمة «حزب الله»، وهذا البعض نفسه يتهمه اليوم ايضا بأنه يخدم الحزب وهو خارج السلطة والعمل السياسي». وتتابع: لقد حيّرتونا معكم، اعتمدوا معيارا واحدا حتى نعرف ماذا تريدون بالضبط.
وتشدد المصادر على أنّ التسويات التي أبرَمها الحريري، ومن بينها ربط النزاع مع «حزب الله»، كانت ترمي بالدرجة الأولى الى حماية الاستقرار الداخلي والسلم الاهلي، أما انتم فما هو بَديلكم الواقعي «شمّروا عن زنودكم وفرجونا شو فيكم تعملوا».
وتعتبر مصادر «المستقبل» ان القول إنّ امتناع الحريري عن دعوة جمهور تياره الى الاقتراع سيُفسح في المجال أمام فوز مرشحين سنّة مدعومين من الحزب، انما يندرج في إطار الدعاية الرخيصة التي تهدف الى المزايدة واللعب على الوتر السني الشيعي، مشيرة الى انّ هناك مرشحين كثراً آخرين في الوسط السني.
وتلفت المصادر إلى أنه توقف عن تقديم الهدايا المجانية، وهو لن يمنح أياً منها لأحد بعد الآن، مضيفة: «لقد سبق له ان اعطى حلفاءه ما يكفي من الهدايا السياسية، وفي المقابل لم يحصل منهم إلا على الجحود كما فعلت القوات اللبنانية عندما كان يحاول تشكيل الحكومة. وبناء عليه، لن نسمح لأي كان بأن يتسلّق مرة أخرى على أكتافنا»
اما موقف مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان الداعي الى المشاركة الكثيفة في الانتخابات، فإن مصادر «المستقبل» تؤكد احترامها وتفهمها له، لافتة الى ان دريان هو مفتي الجمهورية وليس تيار المستقبل حصراً، «وهناك تواصل وتنسيق معه».