يُتابع مسؤولو "حزب الله" بشكلٍ مستمر آخر المُعطيات المُرتبطة بملف ترسيم الحدود البحريّة بين لبنان وإسرائيل، وقد سيطرت مؤخراً أجواءٌ داخلية في الحزب تشيرُ إلى أنّ الأمور اقتربت من "لحظة الصفر" مع اقتراب شهر أيلول.
وما يبدو حالياً هو أن "حزب الله" يتجهُ بشكل تدريجي نحو الإستنفار العسكري "غير المسبوق" في ظل التوترات الحاصلة بين لبنان وإسرائيل، وقالت مصادر مطلعة إن "الحزب لم يبدأ استنفاراً عسكرياً استثنائياً حتى الآن"، لكنه في الوقت نفسه وضع عناصره في جهوزية تامة تحسّباً لأي تطوّر "غير محسوب" في الأيام المقبلة.
وأشارت المصادر إلى أنّ "الحزب سيزيدُ نسبة استنفاره العسكريّ بشكل كبيرٍ مع مرور الأيام، لأنّ احتمالات التصعيد العسكري ستتزايد تدريجياً في حال عدم حصول اي تطور ايجابي في ملف الترسيم".
وفي السياق،قالت مصادر مقربة من الحزب لـ"لبنان24" إن "هناك فترة أيام ستفصلنا عن تبلور المشهد. أمامنا نحو 14 يوماً تقريباً لمعرفة ما سيجري، وكل السيناريوهات قائمة ومفتوحة".
وأشارت المصادر إلى أن "الاستنفار يتزايد تدريجياً في قطاعات الحزب"، موضحة أن "الفريق المخصص لمواكبة ملف الحدود البحرية يُكثف عمله بشكل مستمرّ خلال الفترة الأخيرة، في حين أن الفصائل المُقاتلة ضمن حزب الله باتت على جهوزية 100% لخوض أي معركة".
ماذا سيجري يوم 11 أيلول؟
على صعيد الخبراء، فإنّ التوقعات بشأن احتمالية وقوع معركة عسكرية واردة بشكل كبير، وهناك حديثٌ عن أنّ لجوء إسرائيل إلى خيار حرب مع لبنان قد يكون يُشكل هروباً من الانقسام الذي يسيطر على الأروقة السياسية الإسرائيلية بشأن ملف الترسيم.
مع هذا، فإن التوقعات الأخرى تتحدث عن مدّة المعركة، وتشيرُ إلى أنها قد تكون لأيام معدودة من شأنها أن تضغط على الاتفاق النووي الإيراني الجديد الذي شهد تقدماً بارزاً وبات أقرب إلى التوقيع.
وهنا، ترى أطراف عديدة أن إسرائيل قد تسعى من خلال أي معركةٍ للضغط على الاتفاق الذي لا تريده، لكنها بذلكَ ستزيد من الضغط على الأميركيين في لحظة مفصليّة دولياً.
إلا أنه حالياً، فإنّ هناك توقعات أخرى تشير إلى إمكانية إرجاء استخراج الغاز من حقل "كاريش" خلال شهر أيلول، وهو سيناريو يكشف عن أن تل أبيب تسعى لتجنب المواجهة مع "حزب الله" إلى حين الوصول لتسويةٍ تضمن تجنّب التصعيد المسلح.
في غضون ذلك، فإنّ لا جديد على صعيد حركة الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين، في حين أن الأمر الأهم يرتبط بالصمت الإسرائيلي الكبير حيال ملف الترسيم، فالمواقف غير واضحة أبداً بشأن أي محادثات أو مفاوضات.
وفي ظل كل ذلك، فقد اتجهت الأنظار إلى التقارير الإسرائيلية التي تحدّثت عن أحداث يمكن أن تشكل معطيات واضحة حول وجود إمكانية لاندلاعِ حرب بين لبنان وإسرائيل.
ووفقاً للتقارير، فإنّه يوم 11 أيلول المقبل، سيتم استبدال قائد القيادة الشمالية في الجيش الإسرائيلي أمير برعام. وعملياً، إن حصل هذا الأمر، فإنه يمكن أن يشير إلى أنّ الأمورَ غير "مُحتدمة"، باعتبار أن إجراء مُناقلات يشير إلى وجود أجواء مُريحة داخل الجيش وتحديداً عند جبهة حسّاسة. أما في حال تم تأجيل استبدال برعام، فإن ذلك يعدّ مؤشراً لإمكانية حدوث معركة في المنطقة الشمالية.
الأمرُ هذا ارتبط بأمثلة حصلت سابقاً ومنها أنه قبل تنفيذ إسرائيل ضربة ضد المفاعل النووية في سوريا عام 2007، تم إرجاء المناقلات العسكرية حينها. ولهذا، فإن الأمر يستحق المتابعة بشكل كبير، ويمكن أن يحدد ما إذا كانت هناك احتمالية لنشوب صراعٍ ما بنظر الجيش. ففي حال حصلت المناقلات، الأمور قد تتسم ببعض الإيجابية. أما في حال لم يحصل ذلك، فإن الترقب سيكون كبيراً وسيناريو العام 2007 سيبرز من جديد.