أكّد حاكم مصرف لبنان في حديث عبر قناة "فرانس 24" أنّ "الوضع صعب في لبنان ويمكن أن يتفاقم"، مشيراً إلى أنه "بإمكان اللبنانيين سحب أموالهم من المصارف".
وأشار سلامة إلى أنّ هناك "3 ركائز لاستعادة الثقة بلبنان، وهي إعداد ميزانية مع عجز أقل، والتفاوض مع الجهات المقرضة، وإصلاح النظام المصرفي، وكل هذا بحاجة لحكومة".
وأوضح سلامة أنه "لم يكن ضد عملية المراجعة المحاسبية القضائية"، لافتاً إلى أنه "قدَّم حسابات المصرف المركزي لكن كان هناك عائق قانوني يتعلق بحسابات الغير، أي الحكومة والمصارف. وهنا كان ينبغي أن تتم عملية مبادرة قانونية لتعليق أو إلغاء السرية المصرفية، وقام مجلس النواب بذلك".
وأضاف سلامة: "المصرف المركزي ومن خلال الأرقام منذ العام 2017 إلى أيلول 2020، في كل معاملاته من المصارف، عادت إلى المصارف كل الودائع المصرفية من العملات الأجنبية. كما قام المصرف بضخ 13 ملياراً في القطاع المصرفي".
وأوضح حاكم مصرف لبنان أن "الكثير يخطئ في ما يتعلق بالأموال والسيولة بالعملات الأجنبية التي كانت في المصارف، والتي تم استهلاكها بشكل أساسي عبر الاستيراد، فمنذ عام 2017 حتى عام 2019 استوردنا بـ65 ملياراً. وهذا رقم ضخم بالنسبة للبنان، وهذا سبب أساسي لنقص السيولة وعملية المراجعة المحسابية ستبيّن ذلك".
وأشار سلامة إلى أن "أسعار الفوائد كان أقل من تلك المعتمدة في تركيا ومصر وليست مرتفعة جداً"، كما أوضح أنّ "المصارف التي استثمرت أموالها في المصرف المركزي قامت بذلك عن قصد، ولم تكن ملزمة بذلك من خلال تعميمات، وهي لم تقم بكل استثماراتها بالمركزي. فالمصارف التجارية اشترت سندات الدين اللبناني مباشرة من الحكومة. وعندما حدث عجز الدفع، كان لدى المصارف اللبنانية 14 مليار دولار على شكل سندات خزينة، تلاشت بعد ذلك".
ورفض سلامة تحميله مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع في البلاد، معتبراً أن "كل البلاد تعيش من أموال المصرف المركزي، وهذه الأموال تقدر بـ17 ونصف مليار دولار بالإضافة إلى الذهب"، وأضاف: "لو قام المصرف المركزي بسوء إدارة، ما كنا لنستطيع ان نصمد سنة و3 أشهر. وليس هناك أي مصرف مفلس لأن المصرف المركزي قدم السيولة للتظام المصرفي. وكل عمليات الاستيراد كان من شأنها أن تكون صعبة جداً".
وقال سلامة: "اللبنانيون هم من سحبوا الأموال، وهناك 2.6 مليار من الدولارات تم إخراجها، منها 1.6 مليار لصالح المصارف المراسلة ومليار للبنانيين، كما جرى سحب حوالى 30 ملياراً من ودائعهم في المصارف خلال السنة الماضية، استخدموا 20 ملياراً منها لتغطية القروض، و10 مليارات على شكل سيولة نقدية".
ورأى سلامة أنه "من غير الصحيح أن نقول أن اللبنانيين لم يحصلوا على ودائعهم وأموالهم، وبإمكانهم سحب أموالهم من المصارف".
إلى ذلك، وصف سلامة نفسه بأنه "كبش فداء"، معتبراً أن "الطبقة السياسية لديها مصلحة في ذلك بطبيعة الحال، ويمكن أن تكون هناك دوافع أيديولوجية سياسية أو بعض الاشخاص الطموحين"، وأضاف: "لن أستقيل تحت الضغط".
ومع هذا، أكد سلامة أنه "لا يتأسف على إجراء تثبيت سعر صرف الليرة"، معتبراً أن "هذا الاستقرار سمح للبنان بأن يتطور".