كتب المحرر القضائي:
بعد التدقيق والمذاكرة والإطلاع على تقرير النيابة العامة الإستئنافية في بيروت الذي تطلب بموجبه إتهام المدعى عليه هشام.و (لبناني الجنسية) والظنّ بالمدعى عليها شيرين.م (لبنانية الجنسية)، وبعد الإطلاع على القرار الظني الصادر عن قاضي التحقيق وعلى أوراق الملف كافة، وبنتيجة التحقيق تبيّن الآتي:
يقول المدعى عليه هشام عن نفسه، وهو من أصحاب السوابق، بأنه ارتكب جميع أنواع الجرائم "وعمل السبعة وذمتها"، وقد أمضى في السجن قرابة ٢٢ عاماً، وبعد خروجه في المرة الأخيرة، إلتقى بالمدعى عليها شيرين.م، فأعجبته وأراد استغلالها في أعمال الدعارة، وراح يتودد اليها ويتقرّب منها الى أن وقعت في حبه، ولطمأنتها وضمان قيامها بالأعمال التي سيطلبها منها، إصطحبها الى أحد رجال الدين وعقد قرانه عليها من دون أن يقوم بتسجيل هذا الزواج أو حتى الإعتراف به أمام الناس.
وبعد زواجه منها بقرابة الشهرين، راح يخبرها عن حالهما السيء ومدى حاجتهما الى المال، ثم بدأ يطلب منها ممارسة الجنس مع آخرين مقابل بدل كان يحدده لها، ويأخذه منها ولا يترك لها إلا القليل لشراء حاجياتها وحاجيات المنزل. وتبيّن أنه كان يصطحبها الى المقاهي في محلتي الروشة والحمرا لاصطياد الزبائن، حتى أنه أجبرها على السفر الى إحدى الدول العربية حيث تقيم صديقته(صاحبته) القديمة المدعوة سامية.ص التي أقدمت على تشغيلها بالدعارة مدة شهرين، كان خلالها يستحصل على المال الذي يدفعه الزبائن لها من خلال التحويلات المالية التي تقوم بها.
وتبيّن أن المدعى عليه كان يعمد الى تعنيف زوجته عندما لا تستجيب لأوامره بحيث يصعقها بآلة كهربائية وأحياناً يهددها بمسدس حربي مترافقاً مع ضرب مبرح، وكان عندما يخرج من المنزل يقفل عليها الباب ويحتجز أوراقها الثبوتية وجواز سفرها ويجبرها على تعاطي مادة الكوكايين المخدرة، التي،مع الوقت، إعتادت على تعاطيها.
وتبيّن أنها شاهدت في إحدى المرات خلال محاولة اصطياد أحد الزبائن في محلة الحمرا زوجها مع إحدى الفتيات، التي تبيّن لاحقاً أنها طليقته، فاقتربت منه لتعاتبه فما كان منه إلا أن إنهال عليها بالضرب المبرح ثم فرّ هارباً بعد أن شاهده عناصر من الدرك الذين لم يتمكنوا من توقيفه.
وقد لجأت المدعى عليها الى فصيلة رأس بيروت وتقدمت بشكوى في حق زوجها بجرم ضربها وإيذائها، وخلال الإستماع اليها أشارت الى أنها تمارس الدعارة وأن زوجها هو مَن يجبرها على ذلك، فتمّ التوسع بالتحقيق معها من قبل مكتب حماية الآداب حيث أكدت على ما سَلَف من وقائع، مضيفة أن زوجها أجبرها على ممارسة الجنس مع رجال ومنهم أصدقاءه الذين كان يحضرهم الى المنزل وذلك بمعدل مرتين في الأسبوع.
وفي التحقيق الإستنطاقي، نفى المدعى عليه ما نُسب اليه مصرحاً بأنه لم يتزوج من المدعى عليها وأنه لم يعقد قرانه عليها عند أي من رجال الدين، فيما أكدت شيرين بأنها لم تكن تمارس الدعارة قبل تعرفها الى هشام وأنها كانت تحبه كثيراً وتغار عليه، وعندما كانت ترفض الخروج من المنزل لممارسة الدعارة كان يهددها بعدم العودة، وهذا ما كان يشكل ضغطاً معنوياً كبيراً عليها، وأن المدعى عليه استلم منها ٢٠ ألف دولار أميركي وهو المبلغ الذي جمعته من عملها خارج لبنان، وأنها كانت ترسل المال بأسماء أصدقاء له لأنه كان يستعمل بيان قيد مزوّر.
الهيئة الإتهامية قررت بالإتفاق إتهام المدعى عليه هاشم.و بجناية المادة ٥٨٦ المضافة الى قانون العقوبات، وإصدار مذكرة إلقاء قبض بحقه، وإحالته على محكمة الجنايات في بيروت لأجل محاكمته بما إتهم به، كما قررت الظنّ بالمدعى عليها شيرين بجنحة المادة ٥٢٣ من قانون العقوبات وإتباعها بالجناية للتلازم.