Advertisement

مقالات لبنان24

الإنقلاب الفاشل قوّى اردوغان أم أضعفه؟

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
17-07-2016 | 02:45
A-
A+
Doc-P-179882-6367054087600945581280x960.jpg
Doc-P-179882-6367054087600945581280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
ما حصل في تركيا بالأمس ربما كان بالنسبة إلى البعض مفاجئاً، وقد لا يكون كذلك بالنسبة إلى آخرين، الذين كانوا يتوقعون أن تدخل الامبراطورية التركية في خندق الفوضى، التي تعمّ دولاً مجاورة لها، وبالأخصّ في سوريا والعراق، وذلك بعد الأدوار التي لعبتها من الداخل والخارج معاً. وعلى رغم فشل الإنقلاب العسكري على الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، فإن تركيا لن تكون بعد الخامس عشر من تموز كما قبله، خصوصاً بالنسبة إلى محورية الحركة الإستقطابية التي كان يحاول اردوغان إرساءها، على خط التوتر العالي في علاقاته الدولية والإقليمية، وبالأخص بعد ترطيب الأجواء بين انقره وموسكو، على خلفية ما تمّ تمريره من اتفاق تركي – إسرائيلي، وإن كانت الولايات المتحدة الأميركية لا تزال تضغط لتقليص الدور التركي المتنامي في ما خصّ أزمات المنطقة، وبالأخص لناحية الدور الجديد المعطى للأكراد. وفي اعتقاد أكثر من محلل سياسي فإن اردوغان سينصرف بعد إجرائه عملية تطهير داخل الجيش التركي إلى الإهتمام بالوضع الداخلي، ولو على حساب نفوذه في المنطقة، ما يعنيه ذلك من إنكفاء تدريجي عن الساحة الإقليمية، وهذا الأمر من شأنه أن يدفع بالتطورات الحاصلة في الميدان السوري إلى مزيد من تسجيل نقاط لمصلحة النظام، وبالأخصّ أن الساحة باتت مكشوفة أمامه لتشديد الحصار على حلب، التي يعني سقوطها في يد النظام تقهقراً للنفوذ التركي، ولو أن المعركة على أسوار العاصمة السورية الثانية ليست بالأمر السهل. وقد يكون فشل الإنقلاب العسكري فرصة لاردوغان لتثبيت قدميه من خلال ما يمكن أن يتخذه من إجراءات داخلية تمكنه من "تطويب" نفسه حاكماً مطلق الصلاحية، خصوصاً أن الإرهاب لم يوفر الساحة التركية، مع ما تركته من آثار سلبية على السياحة والإقتصاد، وعلى صورة تركيا خارجياً. وعلى رغم أنه لم يعرف إذا ما كانت للحركة الإنقلابية الفاشلة علاقة بأطراف خارجية أم أنها حركة ذاتية، فإن ثمة اسئلة كثيرة بات من الجائز طرحها على مدى الساحة التركية، في ظل نظرية الإستقطابية الكونية، بما يعزز فرضية حصرية العولمة وتأطيرها في قوالب جامدة. ومن بين الأسئلة المشروعة التي لم تعد محظورة تلك المتعلقة بهوية تركيا المتأرجحة بين المطالبن بـ"التتريك" وتلك الداعية إلى "اوربة" تركيا، مع ما لكل من هاتين النزعتين من تأثيرات مباشرة على وجودية السلطنة التركية مستقبلاً. عل أي حال، فالوقت لا يزال مبكراً على إمكانية الغوص في التحليل حول المسببات والنتائج، مع التأكيد أن هذه الحركة، وإن لم تسقط زعامة اردوغان، فقد خلخلت ركائز عرشه وفتحت شهية المعارضة على كل الإحتمالات، وشرّعت الأبواب على مصراعيها أمام رياح الخارج.
Advertisement
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك