Advertisement

خاص

العلم اللبناني على جدران العرض.. والتكريم

ربيكا سليمان

|
Lebanon 24
21-11-2018 | 09:45
A-
A+
Doc-P-530281-636784159001658783.jpg
Doc-P-530281-636784159001658783.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger

قد لا ينجح كتاب في سرد تاريخ وطن. ولا ينجح في اختصار الكرامة. ولا في محاكاة الهوية. لكنّ العلم يفعل. تحكي الأعلام، في العادة، ما يعجز عنه الحبر. وتكتب، دائماً، ثلاثة حروف لتجعلها منزلاً يتسع الجميع. في الوطن، الجميع.

هكذا هو العلم اللبناني، "جامع اللبنانيين بمختلف انتماءاتهم الحزبية والسياسية والطائفية، دائماً وأبداً"، على حدّ قول رئيسة بلدية بكفيا المحيدثة السيّدة نيكول الجميّل التي تحدثت لـ "لبنان24" عن المعرض الذي تستضيفه سرايا بكفيا طيلة الأيام المتبقية من الشهر الحالي.

تقول إن "لبكفيا علاقة وطيدة مع العلم". كيف لا وهي بلدة أحد رجالات الاستقلال الشيخ بيار الجميّل، وبلدة الشيخة جنفياف الجميّل وهي من حاكت أول علم بأنامل فخر وعنفوان وحب وشجاعة، ومسقط رأس الوزير بيار الجميّل، شهيد الاستقلال الثاني الذي حمل الأبيض والأحمر والأخضر في قلبه وقالبه حدّ أن استُشهد في عيد العلم؟!

هذه محفزّات أساسية. بل قل إنها "مسؤولية شعرنا بها فأردنا تكريم العلم اللبناني في عيده الذي يمرّ عادة سريعاً، تحضيراً لعيد الاستقلال الذي نفتخر به"، تضيف الجميّل.

هكذا وعشية عيد العلم، وقد أصبح في الخامس والسبعين من رونقه، افُتتح أمس معرض عن تاريخ العلم اللبناني في بيت المستقبل - سرايا بكفيا، حضره الرئيس أمين الجميل ورئيس حزب "الكتائب" اللبنانية النائب سامي الجميل إلى جانب شخصيات وفاعليات مختلفة.

تلفت الجميّل إلى أنّ المعرض يضمّ ثلاثة أقسام: القسم الأول يحاكي تطوّر العلم اللبناني منذ أيام الفينيقيين وحتى يومنا هذا. ومن المعروف أنّ لبنان عرف عبر العصور أعلامًا عديدة بدءاً بالعلم الفينيقي الذي كان أزرق اللون، مروراً بعلم المردة، وعلم المماليك، وعلم العثمانيين، وأعلام الأمراء والمقدَّمين والمشايخ، وعلم الجنبلاطيين، وعلم الشهابيين، والعلم اللبناني في عهد المتصرفية، والعلم العربي في بيروت، والعلم اللبناني في الفترة الانتقالية الذي كان يتألّف من نسيج أبيض تتوسطه أرزة خضراء، وعلم لبنان في عهدي الاحتلال والانتداب حيث تمّ اعتماد العلم الفرنسي وقد أضيفت إليه الأرزة الخضراء في وسطه رمزًا وطنيًا للدولة وصولاً إلى علم الدولة اللبنانية الحالي أي علم الاستقلال وهو أحمر فأبيض فأحمر، أقسامه أفقية تتوسطه الأرزة في القسم الأبيض بلون أخضر. ويرمز اللون الأحمر إلى دماء الشهداء التي أريقت في ثورة تشرين الثاني 1943. أما اللون الأبيض فيرمز إلى بياض الثلج الذي يتراكم على جبال لبنان وهو رمز الصفاء والسلام، والأرزة ترمز إلى القداسة والخلود.

القسم الثاني من المعرض يضمّ لوحات وأعمال أنجزها فنانون لبنانيون محاكين العلم كلّ على طريقته الخاصة. أما القسم الثالث فيضمّ قطعاً تاريخية قيّمة من عهد الاستقلال. وتكشف الجميّل أن وزارة الثقافة قامت مشكورة بإعارة المعرض تلك المقتنيات من متحف الاستقلال ومتحف روبير معوّض، شاكرة أيضاً مركز فينيكس للأبحاث في جامعة الروح القدس الكسليك.

وعليه سوف يجد زائرو المعرض المفتوح أمام الجميع من 20 تشرين الثاني ولغاية 30 منه (من 11 صباحاً وحتى السادسة مساء) أول علم رفع في مكتب رئيس الجمهورية في عهد الاستقلال بشارة الخوري. وهنا أيضاً النسخة الاصلية لأول علم لبناني وقد حاكته عقيلة الرئيس المؤسس لحزب الكتائب الشيخ بيار الجميل، الشيخة جنفياف الجميّل. آنذاك، وعندما كان النواب محاصرين من قبل الفرنسيين تمّ تهريب العلم الذي رسموه ووقعوا عليه فأخذه شبان الكتائب والنجادة الذين كانوا يتظاهرون إلى بكفيا وتحديداً إلى منزل الجميّل الذي كان موقوفاً أيضاً، فحاكته الزوجة ومُنح للحكومة الشرعية في بشامون حيث رفع للمرة الاولى. يحمل العلم تواقيع كلّ من رئيس الجمهورية بشارة الخوري، رئيس مجلس الوزراء رياض الصلح، رئيس مجلس النواب صبري حماده، وزير الدفاع مجيد أرسلان، بيار الجميّل وجوزيف ساسين

وأيضاً من معرض روبير معوّض الخاص صورة طبق الأصل عن العلم الذي رسمه النواب ووقعوه وهم: مارون كنعان، سعدي المنلاـ محمد الفضل، صائب سلام، رشيد بيضون، هنري فرعون وصبري حماده.

إذاً هي مبادرة لتكريم العلم وتسليط الضوء على رمزيته ومعانيه وعظمته في زمن القرف السياسي والهموم اليومية. تشدد الجميّل على أنّ تكريمه واجب في كلّ الأزمان والأماكن، فاحترامه هو احترام للمواطنة والوطن. هي التي تكشف أنها قامت بتغيير الأعلام في كلّ الدوائر الرسمية في بكفيا لدى استلامها رئاسة البلدية بسبب اهترائها، تقول إن تكريم العلم لا يكون بالاحتفالات فقط، بل أيضاً بالحرص على أن يبقى مرتباً، نظيفاً، مصاناً ولائقاً كما هو في الأصل، دائماً وأبداً.

Advertisement
المصدر: لبنان 24
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك