أثار نهائي بطولة كأس العالم للسيدات الذي أقيم يوم الأحد الماضي بين منتخبي إسبانيا وإنكلترا، جدلاً كبيراً بمختلف أنحاء العالم طغى على إنجاز المنتخب الإسباني بفوزه بلقب البطولة.
وتسبّب لويس روبياليس رئيس الاتحاد الإسباني لكرة القدم في حالة سخط واسعة، بعدما قام بتقبيل جيني هيرموسو لاعبة إسبانيا على شفتيها خلال تسليم كأس العالم للسيدات إلى منتخب "الماتادور"،بعد الفوز على إنكلترا في المباراة النهائية.
العديد من الشخصيات هاجمت روبياليس على ما فعله، وصلت إلى حد اعتبار ذلك "عنفاً جنسياً"، كما ارتفعت الأصوات عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي تُطالب روبياليس بالاستقالة من منصبه، وذلك على خلفية ما حصل في أرض الملعب.
ومع تزايد الجدل حول القبلة، اعتذر روبياليس الاثنين في مقطع فيديو نشر على وسائل التواصل الاجتماعي قال فيه: "بالتأكيد ارتكبت خطأ، وعليّ الإقرار بذلك. حصل ذلك دون أية نية سيئة، في لحظة فرح كبيرة. هنا نراها (القبلة) طبيعية، لكن في الخارج أحدثت فوضى". وتابع: "لا خيار لدي سوى الاعتذار والتعلم من ذلك، وعند تمثيل الاتحاد يجب أن أكون أكثر انتباها"، منتقداً الضجة التي أحدثها هذا الأمر.
وشدد روبياليس على أنه يتمتع بـ"علاقة رائعة" مع اللاعبة هيرموسو التي أبدت انزعاجها من اللقطة، لكنها دافعت نوعاً ما عما فعله روبياليس في وقت لاحق، وقالت إن هذه اللحظة نابعة من "تصرف عاطفي طبيعي"،مضيفة في تصريحات نقلها الاتحاد الإسباني: "كان تصرفا عفويا تماما متبادلا بسبب الفرح الهائل الذي يجلبه الفوز بكأس العالم".
لكن اعتذار روبياليس لم يعجب بيدرو سانشيز رئيس الوزراء الإسباني، الذي قال في مؤتمر صحفي: "ما رأيناه كان لفتة غير مقبولة واعتذارات روبياليس ليست كافية، بل وأعتقد أنها غير مناسبة، وأنه يجب عليه الذهاب إلى أبعد من ذلك لتوضيح ما رأيناه جميعاً على الشاشات".
حالة الطوارئ التي دخلت فيها إسبانيا بسبب رئيس اتحادها الكروي، دفعت بالاتحاد الإسباني لكرة القدم، الى الدعوة بشكل عاجل لجمعية عمومية استثنائية يوم الجمعة المقبل، بمقره في مدينة لاس روثاس، لمناقشة موقف روبياليس. وهذا الاجتماع العاجل سيتم فيه مناقشة التصرفات غير الأخلاقية التي قام بها رئيس الاتحاد في أثناء حفل توزيع جوائز نهائي كأس العالم للسيدات.
وإن التوقعات في إسبانيا حسب النقّاد، تشير إلى أن هذا الاجتماع سيكون شاهداً على قرار من إثنين لا ثالث لهما: إما إقالة روبياليس من منصبه، أو أن يقدّم الأخير استقالته حتى يخرج بصورة جيّدة من الاتحاد، ومن المستبعد بقاؤه أو حتى دعمه عطفاً على حالة الغضب العارمة التي سيطرت على الجميع، من بعد تصرفاته غير الأخلاقية في نهائي مونديال السيدات.