Advertisement

خاص

تقرير لـ"The Atlantic": محور المقاومة الناشئ في مواجهة التحالف الليبرالي..

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban

|
Lebanon 24
02-07-2024 | 03:30
A-
A+
Doc-P-1218234-638555127265335135.jpg
Doc-P-1218234-638555127265335135.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
ذكرت صحيفة "The Atlantic" الأميركية أن "الغزوين المزدوجين لإسرائيل وأوكرانيا سلطا الضوء على حقيقة مفاجئة، فما بدا حتى الآن بمثابة تحديات متباينة وغير منظمة للولايات المتحدة وحلفائها هو في الواقع شيء أوسع وأكثر تكاملاً وأكثر عدوانية وأكثر خطورة.على مدى السنوات العديدة الماضية، تحول العالم إلى كتلتين متنافستين. الأولى هي تحالف من الدول ذات العقلية الليبرالية وذات التوجهات الغربية والتي تضم حلف شمال الأطلسي بالإضافة إلى حلفاء الولايات المتحدة في آسيا وأوقيانوسيا. ويقود الكتلة الأخرى الثنائي المكون من روسيا وإيران، لكنها تمتد إلى الدول المناهضة لأميركا مثل كوريا الشمالية، والمجموعات مثل حزب الله، وحماس والجهاد الإسلامي في فلسطين، والمنظمات شبه العسكرية مثل مجموعة فاغنر. وهو في الواقع ما يُسمى بمحور المقاومة".
Advertisement
 
وبحسب الصحيفة، "مع تبني اتفاقيات أبراهام التي أدت إلى تطبيع علاقات إسرائيل مع العديد من الدول العربية، ومع انضمام السويد وفنلندا إلى حلف شمال الأطلسي، نجح التحالف الليبرالي في إقامة علاقات أكثر إحكاما. ورداً على ذلك، تبنى محور المقاومة موقفاً أكثر هجوماً. في الواقع، لا يملك محور المقاومة أيديولوجية موحدة، لكن لديه هدف مشترك يتمثل في تقليص نفوذ الولايات المتحدة، وخاصة في الشرق الأوسط وأوراسيا، ودحر الديمقراطية الليبرالية. وبدلاً من هيكل رسمي أشبه بمنظمة حلف شمال الأطلسي، فإنها تعتمد على التنسيق الفضفاض والتعاون بين دولها الأعضاء وشبكتها من الوكلاء. ومن الناحية العسكرية، لا يمكنها مجاراة الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي في مواجهة مباشرة، لذا فهي تسعى بدلاً من ذلك إلى إنهاك وإحباط معنويات الولايات المتحدة وحلفائها من خلال مضايقتهم بلا هوادة".
 
وتابعت الصحيفة، "لا تستطيع أوكرانيا ولا إسرائيل أن تحافظ على موقفها من دون دعم خارجي، وبالتالي فإن هذا الدعم هو الهدف الأساسي للمحور الذي ينسق عبر الجبهتين. لقد تخلت روسيا عن علاقتها الدافئة السابقة مع إسرائيل لتحتضن إيران، التي تزود الكرملين بالأسلحة والمعدات. وعلى نحو مماثل، تقوم كوريا الشمالية بدعم المجهود الحربي الروسي، وقد أبرمت مؤخراً اتفاقية أمنية مع روسيا. كما وأعلنت الصين، رغم بقائها على مسافة معينة من الصراع في أوكرانيا عسكريا، عن "شراكة غير محدودة" مع روسيا، وتساعدها في التغلب على العقوبات الاقتصادية، وتوفر الدعم الصناعي والتكنولوجي للجهود الحربية التي تبذلها روسيا. وفي الوقت نفسه، تدعم روسيا النظام الموالي لإيران في سوريا، وتستخدم المجموعات المتحالفة مع إيران الصواريخ والطائرات من دون طيار لضرب إسرائيل من غزة ولبنان، والقوات الأميركية من العراق وسوريا، والمملكة العربية السعودية من اليمن. وحتى أضعف وأفقر قوات المحور، أي المتمردون الحوثيون في اليمن، يعطلون الشحن الإقليمي حسب الرغبة تقريبًا".
 
وأضافت الصحيفة، "تماماً كروسيا، تدرك إيران أنها غير قادرة على الفوز في مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة، وتعتقد أنها لن تضطر إلى القيام بذلك. وفي الوقت نفسه، فإن الولايات المتحدة، المقيدة بوكلاء إيران الذين لا يمكن التنبؤ بتصرفاتهم، سوف تصبح منهكة وتتطلع إلى الخروج من المنطقة، وهو ما تتوق إلى القيام به على أي حال. ومع ضعف إسرائيل وانسحاب أميركا، فسوف يكون الطريق واضحاً أمام ملالي طهران للسيطرة على المنطقة، وسوف ينكشف عجز الديمقراطية الليبرالية الحديثة. إن أميركا وإسرائيل والدول العربية السنية تدرك جيداً استراتيجية إيران. وأياً كانت التوترات السائدة بين الدول السُنّية وإسرائيل والولايات المتحدة، فإنها تنظر إلى هيمنة إيران الثورية على أنها أسوأ بكثير".
 
وبحسب الصحيفة، "يبدو من المرجح أن تنتهي الحروب التي تشنها إسرائيل وأوكرانيا إلى شكل من أشكال الجمود. إن الجهود العسكرية التي تبذلها إسرائيل للقضاء على حماس سوف تكون منقوصة وغير دائمة. أما أوكرانيا، وعلى الرغم من مهارتها وشجاعتها، تفتقر إلى القوة البشرية والموارد اللازمة لطرد روسيا من كل شبر من أراضيها. حتى لو لم يكن الدعم الأميركي متذبذباً بالفعل، فإن أوكرانيا لم يكن بوسعها أن تلقي بالرجال والعتاد إلى أجل غير مسمى على المواقع الروسية الراسخة، وحتى لو لم يكن الدعم الدولي للحملة ضد حماس قد بدأ يتآكل بالفعل، فإن إسرائيل لن تتمكن من إلقاء قوتها العسكرية إلى أجل غير مسمى في المعارك في غزة".
وتابعت الصحيفة، "عسكرياً، يستطيع بوتين أن يفوز في أوكرانيا من خلال عدم الخسارة. وينطبق الشيء نفسه على حماس وإيران.وعلى الرغم من عدم وجود أمل لديهم في هزيمة إسرائيل عسكرياً، فإن استعراضهم للقوة في إسرائيل وفي مختلف أنحاء المنطقة من شأنه أن يخيف الدول العربية، ويقسم التحالف الليبرالي، ويثبت عدم موثوقية القوة الغربية. ومن خلال التهديد بالعدوان، وإبقاء إسرائيل في حالة حرب دائمة، وزعزعة استقرار المنطقة، يمكنهم خنق اقتصادها ومنع منافسي إيران من تعزيز قوتهم. في الحقيقة، إن الصراعين الساخنين الحاليين، في أوكرانيا وإسرائيل، قد استنزفا بالفعل الوسائل والإرادة الأميركية. ولكن، يدرك المحور جيدًا أن التحالف الليبرالي يسعى لاحتواء سلطته من خلال الاتفاقيات الأمنية والعقوبات والعلاقات التجارية".
 
وبحسب الصحيفة، "إن الأزمات في أوروبا والشرق الأوسط، على الرغم من فظاعتها، كانت سبباً في تحسين احتمالات التوصل إلى نهاية اللعبة حيث تصبح أوكرانيا دولة ديمقراطية تابعة لحلف شمال الأطلسي، وحيث ترتبط الولايات المتحدة وإسرائيل والعالم العربي معًا لاحتواء إيران، وحيث تقلب أميركا وحلفاؤها الطاولة على محور المقاومة. إن هذه النهاية الاستراتيجية، بغض النظر عن أي نتيجة عسكرية معينة في أوروبا أو الشرق الأوسط، هي النصر الذي يجب على الولايات المتحدة أن تسعى إليه".
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك