تناولت صحيفة "تيليغراف" إنسحاب بايدن من السباق الرئاسي الأميركي ودعم القادة الديمقراطيين ترشيح كامالا هاريس، ووسط الحماس المتزايد يبرز بشكل واضح اسم ميشال أوباما، والدليل هو إمتناع الرئيس السابق باراك أوباما عن تأييد هاريس، وعلّق بالقول: لدي "ثقة إستثنائية بأن قادة حزبنا سيكونون قادرين على خلق عملية يخرج منها مرشح بارز".
"وتابع: "في الوقت الحالي، ترغب ميشيل وأنا فقط في التعبير عن حبنا وإمتناننا لبايدن لقيادته لنا بكفاءة وشجاعة خلال هذه الأوقات الخطرة ولتفانيه في مبادئ الحرية والمساواة".
وبحسب الصحيفة، فإن إمتناع أوباما عن دعم هاريس أثار تكهنات بأن زوجته، ميشيل، تستعد للترشح.
وأشارت إستطلاعات الرأي، إلى أن ميشيل أوباما هي الوحيدة بين المرشحين المحتملين الذين يمكنهم هزيمة ترامب.
ووفقًا للتقرير، تتصدر ميشيل أوباما أيضًا جداول التفضيل بين الناخبين، حيث تتفوق على ترامب وبايدن بأكثر من 10 نقاط مئوية لكل منهما".
وقال بن بيدغ، الرئيس التنفيذي لشركة "إبسوس"، إن ميشيل ستكون الخيار الواضح والبديهي للديمقراطيين".
"ووفق إبسوس، ستحفّز ميشيل الناخبين الديمقراطيين على التصويت أكثر بكثير من كامالا هاريس، لأن الفرق بين الأخيرة وبايدن ليس كبيرًا، وهناك 39٪ من الناخبين راضون عنها، ولكن 48٪ غير راضين".
ووجد إستطلاع أجرته "التليغراف" لأكثر من 70,000 قارئ أن ميشيل كانت الخيار الساحق للمرشحة التي يمكن أن تهزم ترامب، حيث حصلت على 64٪ من الأصوات، بينما جاءت هاريس ونيوسوم في المرتبة الثانية بحصول كل منهما على 5٪ فقط.
وبحسب الصحيفة، هناك عدة أسباب لأن تكون ميشيل مرشحة قوية، فهي شخصية شعبية توازن بين مهنة قانونية وبين كونها السيدة الأولى سابقًا.
على وجه الخصوص، يمكن أن تكون شهرة ميشيل مفيدة بالنظر إلى الحملة الإنتخابية القصيرة مع بقاء أربعة أشهر فقط حتى الإنتخابات، هناك القليل من الوقت للديمقراطيين لتقديم مرشح جديد للناخبين.
"ووفقًا لإبسوس، كان الناخبون يعتبرونها سيدة أولى ناجحة".
وقال بيدغ: "لديها جمهورها، جمهور أكبر بكثير من كامالا هاريس، وجميع المرشحين الآخرين المحتملين لديهم معدلات تفضيل أقل من ميشيل، بما في ذلك نيوسوم، وحاكمة ميشيغان غريتشن ويتمير، وحاكم كنتاكي آندي بشير، وحاكم إلينوي جي. بي. بريتزكر.
"وأضاف مدير عام إبسوس: "التحدي الذي يواجهه المرشحون الآخرون هو أنهم غير معروفين، ومحاولة حصد الشعبية في هذا الوقت المتأخر من الحملة هو تحد حقيقي".
وعلى الجانب الجمهوري، أظهر رونالد ريغان وترامب أن الشهرة الموجودة بالفعل يمكن أن تكون قوة قوية في السياسة.
والديمقراطيون لم يجربوا بعد مرشحًا من مجال خارج السياسة نفسها، على الرغم من أن جورج كلوني وحتى تايلور سويفت قد تم إقتراحهم كمرشحين محتملين، إذا كانوا يرغبون في تجربة مرشح ذو شهرة عالية فإن ميشيل قد تكون الخيار الأمثل للبدء.
وفي السياق، كشف مساعد سابق لبايدن لصحيفة التليغراف: "من غير المحتمل ولكنه ليس مستحيلًا أن تترشح ميشيل أوباما للرئاسة".
وتابع المساعد: أعربت ميشيل بإستمرار عن عدم إهتمامها بالترشح. وحالياً، يتجه الدعم المالي الكبير نحو هاريس، رغم أن بعض الإستراتيجيين يأملون سراً في ترشح ميشيل أوباما.
وبحسب الصحيفة، يخشى بعض الجمهوريين ترشيح ميشيل، وفي مقابلة مع مجلة نيويورك، قال كيفين كريمر، السيناتور الجمهوري عن ولاية نورث داكوتا: "لا أعتقد أنني سأكشف عن أي أسرار إستطلاعات إذا قلت إن ميشيل أوباما ربما تكون الشخص الوحيد الذي يمكنه الحفاظ على وحدة الحزب وربما يوفر بداية قوية بسبب شهرتها".
ومع ذلك، لا يزال هناك العديد من العقبات الأخرى أمام أوباما، وقال محللون إن باراك لم يسحب دعمه لهاريس لأنه يفضل بقاء الصراع لأطول فترة ممكنة، ويقدم نفسه كمرشد موحد بدلاً من مشجع، وهو قام بهذا عام 2020، منتظرًا حتى اللحظة الأخيرة لتأييد بايدن.
"فكرة أن ميشيل أوباما ستترشح خيالية"، قال ريتشارد غودشتاين، إستراتيجي ديمقراطي ومستشار سابق لكلينتون، وباراك تحفّظ عن تأييده هاريس عن قصد، بل سيدعمها رسميًا عندما تصبح الصفقة منتهية، حتى لا يبدو أنه يتدخل.
والعقبة الأكبر هي أنه على الرغم من مشاركتها في السياسة، ليس لدى ميشيل أيضًا خبرة في كونها مرشحة بنفسها، كما وأنها لا ترغب بالترشح.
وكانت ميشيل قد صرّحت سابقًا: "إذا كنت مهتمة بالترشح، سأقول ذلك"، وعام 2018، أوضحت إنه لم يكن لديها "شغف بالسياسة"، ولكن تم "جرها إلى الحلبة" بسبب زوجها، معتبرة أن "السياسة صعبة ويجب أن تكون في روحك، لأنها مهمة جدًا، وهي ليست في روحي".