قال مستشار الأمن القومي الأميركي الأسبق، الجنرال هربرت ماكماستر، لقناة "الحرة" إن الرئيس المنتخب، دونالد ترامب، "يفهم جيدا ما يحدث في الشرق الأوسط، ويدرك الكارثة الإنسانية في غزة"، مؤكدا أن إيران "تقف وراء معاناة الشرق الأوسط، ويجب طردها من اليمن".
وأضاف ماكماستر الذي خدم في إدارة ترامب الأولى، أن "الشرق الأوسط يشهد حربا إقليمية، ويفهم ترامب الأمر بشكل جيد"، إذ أن الرئيس المنتخب قال سابقا إنه "حيثما يوجد مشكلة في الشرق الأوسط يرى إيران".
وأوضح أن إيران مستمرة في "حربها بالوكالة في المنطقة ضد الولايات المتحدة ودول عربية وإسرائيل، وهي تريد عزل أميركا لخارج المنطقة حتى تدمر إسرائيل، ولذلك تنخرط طهران في نزاعات حتى تهيمن على المنطقة".
ماكماستر الذي ألف كتاب "في حرب مع أنفسنا: جولتي في الخدمة بالبيت الأبيض في عهد ترامب"، يعتقد أن لدى ترامب "فرصة لمقاربة مختلفة مع إيران، وتعزيز العلاقات الأميركية مع الدول العربية، خاصة الخليجية وإنهاء الحروب".
ويؤكد أن إيران "هي من تصعد النزاع في المنطقة من خلال وكلائها في عدة دول، سواء عبر حماس أو حزب الله أو الحوثيين أو الحشد الشعبي وغيرهم".
وانتقد ماكماستر تعامل الإدارة الأميركية الحالية مع التصعيد الإيراني من دون رادع. ويرجح أن هذه السياسات بالتعامل مع التصعيد الإيراني من دون عواقب قد انتهت مرحلته "ليس من منظور عسكري، إنما من منظور مالي واقتصادي، إذ ستبذل الجهود لتقييد" الإمدادات المالية لطهران.
الحرب في غزة
ويعتقد أن ترامب يفهم تماما الأزمة الإنسانية في غزة، وأن سبب ما حصل هو الدعم الإيراني لحماس، وقال إن السلام الدائم بين الفلسطينيين والإسرائيليين يعتمد على هزيمة حماس.
وزاد أن "حماس ما تزال تمتلك الأسلحة في غزة"، وهو ما يتطلب قيام إسرائيل بالمزيد من العمليات لمواجهة ذلك، وقد يكون هناك حل بإيجاد قوة دولية لتدير الأمور في غزة بدلا من حماس.
الحوثيون
وبشأن التهديدات التي يسببها الحوثيون للبحر الأحمر، أكد ماكماستر أن الولايات المتحدة "لديها القدرة على وقف الهجمات على السفن"، مشيرا إلى وجود "تعقيدات في اليمن".
ونوه إلى أن تعاظم الأزمة في الداخل اليمني سببها الدعم الإيراني للحوثيين، وهو ما يتطلب "ردا إقليميا لوقف الحرب الأهلية في اليمن".
أوكرانيا
ويرجح ماكماستر أن إدارة ترامب ستسمر في دعم جهود أوكرانيا بمواجهة روسيا، وذلك إلى أن "نوايا وأفعال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تجعل من هذا الأمر الخيار الوحيد".
وقال "هناك هواجس أمنية تجاه طموحات بوتين" إذ أن الرئيس الروسي يريد إيجاد واقع جديد في أوروبا ليستعيد أمجاد روسيا، ناهيك عن إدخال قوات من كوريا الشمالية في المعادلة.
الإنفاق العسكري
ويؤكد أن إدارة ترامب "منسجمة" مع نفسها بشأن الأعباء الدفاعية، وقد نرى زيادة في الإنفاق الدفاعي وقدرة القوات المسلحة الأميركية إلى جانب لتنشيط القاعدة الصناعية الأميركية.
إلى جانب قدرات أميركا في قطاع الطاقة، وقدرتها على تقليل نفوذ أنظمة تستخدم الطاقة كسلاح، وتنشيط سلاسل الإمداد.
ويقيم ماكماستر أن الإنفاق العسكري في الولايات المتحدة يعتبر متواضعا إذا ما تم مقارنته مع الإنفاق على برامج أخرى في البلاد، وهو ما يتطلب موازنة مهمة مع المشاكل المرتبطة بالمالية العامة وزيادة النفقات الدفاعية. (الحرة)