بعد الإعلان عن إسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد ودخول الثوار إلى العاصمة دمشق، سارعت إسرائيل إلى التوغل في جنوب سوريا، مستغلة الفراغ الأمني الذي تلا سقوط النظام. استهدفت إسرائيل جبل الشيخ والمناطق المحيطة به، ثم شنت أكبر عملية قصف جوي في تاريخها لتدمير قدرات الجيش السوري العسكرية.
وبحسب إذاعة الجيش الإسرائيلي، أشار مصدر أمني كبير إلى أن سلاح الجو الإسرائيلي نفذ سلسلة من الضربات الجوية دمرت خلالها طائرات، سفن حربية، قواعد عسكرية، وأنظمة صواريخ أرض جو، ومواقع إنتاج ومستودعات أسلحة. استهدفت الهجمات أيضاً صواريخ أرض أرض ومنشآت استراتيجية، وذلك لمنع وصول هذه الأسلحة إلى المعارضة السورية.
ووفقاً لوكالة رويترز، نقل مصدران أمنيان سوريان تأكيدات بأن إسرائيل استهدفت عدداً من القواعد الجوية الرئيسية في سوريا. دمرت الطائرات الإسرائيلية بنية تحتية عسكرية حيوية، إلى جانب العديد من الطائرات المروحية والمقاتلات التابعة للجيش السوري.
وعليه، ما نوع الأسلحة التي دمرت؟ وكيف يمكن أن تؤثر هذه العمليات على مستقبل سوريا العسكري؟
تركزت الهجمات الجوية الإسرائيلية على المواقع العسكرية ومستودعات الأسلحة، وكتائب الدفاع الجوي في جنوبي سوريا، مثل دمشق وريفها، ودرعا والقنيطرة، كما استهدفت مراكز الأبحاث العلمية العسكرية، ومطارات عسكرية، بما في ذلك مطار المزة العسكري في دمشق.
كما استهدف القصف الإسرائيلي المطارات والقطع العسكرية المنتشرة في المنطقة الوسطى، مثل حماة، بما فيها قواعد بحرية تابعة للجيش السوري في طرطوس واللاذقية.
وفي شمال شرقي البلاد، استهدف القصف الإسرائيلي مطار القامشلي، وفوج طرطب، ومطار دير الزور العسكري.
ولا يوجد حصر دقيق للأضرار والأسلحة المدمرة جراء الغارات الإسرائيلية، ولكن سلاح الجو السوري كما تفيد البيانات كان يمتلك 330 طائرة مقاتلة وقاذفة روسية من طراز (ميغ 29 وسوخوي 24 وسوخوي 22 وميغ 25 وميغ 21)، إضافة إلى مئات المروحيات الروسية.
كما كان الجيش السوري يمتلك أنظمة دفاع جوي روسية من طراز (إس 200 وإس 300) إضافة لمنظمة (بانتسير-إس1) متوسطة المدى، بالإضافة إلى صواريخ أرض أرض روسية من طراز (سكود-س) يصل مداها إلى أكثر من 300 كيلو متر، وصواريخ (سكود-د) يصل مداها إلى أكثر من 700 كيلومتر.
وكذلك يمتلك الجيش آلاف الدبابات من نوع (تي-90، وتي-72، وتي-64، وتي-55) الروسية.
كما دمرت الغارات الإسرائيلية سلاح البحرية السوري بالكامل، وكان يضم غواصتين من طراز أمور الروسية، وفرقاطتين من طراز بيتيا، إضافة إلى 16 زورق صواريخ روسيا من طراز أوسا و5 كاسحات ألغام روسية من طراز ييفينغنيا و6 زوارق صواريخ تير إيرانية.
هل من بينها أسلحة كيميائية؟
لا توجد أي معلومات موثقة تؤكد استهداف إسرائيل للأسلحة الكيميائية خلال هجومها الجوي في سوريا، ولكن يعتقد بعض الخبراء أنه جرى استهداف جزء من تلك الأسلحة، والتي كانت مخزنة في معسكرات ومعامل عسكرية بمحافظتي حماة وحلب.
وشكل أسراب الطائرات المقاتلة وصواريخ أرض-أرض والأسلحة الكيميائية خطرا مباشرا على إسرائيل، كونها قادرة على استهداف المواقع العسكرية في الجولان السوري المحتل، كما تشكل المعامل والمصانع العسكرية خطرا كبيرا على إسرائيل لقدرتها على إنتاج صواريخ باليستية وطائرات مسيرة وأسلحة كيميائية.
هل بإمكان السلطات الجديدة في دمشق تعويض ما فقدته الترسانة السورية من أسلحة؟
نظريا يمكن للحكومة السورية المقبلة شراء أسلحة جديدة من عدة دول، إضافة لإعادة ترميم وبناء المعامل والمصانع العسكرية، ولكنها ستكون بحاجة ماسة لإقامة دفاعات جوية متطورة حتى تضمن ألا تعيد الطائرات الإسرائيلية استهداف المطارات ومخازن الأسلحة في سوريا.
وفقا لخبراء عسكريين وسياسيين فإن حصول الحكومة السورية القادمة على اعتراف دولي، سيمكنها من شراء أسلحة متطورة بسهولة من عدة دول مثل أميركا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وكوريا الجنوبية، وذلك وفقا لمستوى العلاقات التي ستعقدها مع تلك الدول، وفي حال رفضت الولايات المتحدة الأميركية الاعتراف بها، فيمكن للحكومة السورية أن تلجأ للحصول على أسلحة من دول أخرى مثل تركيا وروسيا والصين وصربيا وباكستان.
كما ستعمل المعارضة السورية التي نجحت في إنتاج وتطوير طائرات شاهين المسيرة وعدة صواريخ محلية قصيرة المدى، إضافة لقذائف المدفعية والدبابات، على تطوير الصناعات الدفاعية. (
الجزيرة نت)