في الثامن من كانون الأول الجاري سقط نظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، ولاحقا شنت السلطات الجديدة في سوريا، حملة من الملاحقات الأمنية ضد العديد من شخصيات النظام السابق المتهمة بارتكاب جرائم وانتهاكات إنسانية بحق مواطنين، مما أدى إلى مقتل بعضهم واعتقال آخرين.
ومن أبرز تلك الشخصيات، اللواء علي محمود، الذي كان يشغل منصب مدير مكتب ماهر الأسد، شقيق الرئيس المخلوع.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد تم العثور على جثة محمود في التاسع من كانون الأول، مقتولا في "ظروف غامضة" داخل مكتبه بريف دمشق.
ولعب محمود دورا بارزا في العديد من العمليات العسكرية التي قادها ماهر الأسد، وأسفرت عن مقتل العديد من السوريين.
كما تولى قيادة عدة حملات عسكرية في عدد من المناطق السورية، بما في ذلك حملة درعا عام 2018، التي انتهت بسيطرة قوات النظام على المدينة.
"جزار الحولة"
ومن الشخصيات المتهمة بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، المدعو شجاع العلي، الذي لقي حتفه، يوم الخميس الماضي، عقب اشتباكات في ريف حمص الغربي بين إدارة العمليات العسكرية و"فلول من النظام السابق".
وكان العلي شخصية بارزة بين أتباع النظام السوري السابق، إذ حظي بعلاقات قوية مع قيادات الفرقة الرابعة ، حسب وسائل إعلام محلية.
وفي حزيران 2012، أكد تقرير صارد عن لجنة تحقيق دولية تابعة للأمم المتحدة ضلوع نظام الأسد في المجزرة المروعة التي ارتكبت بمنطقة الحولة بريف حمص.
وحسب التقرير المذكور، فقد قامت قوات النظام السوري آنذاك، وبالتعاون مع مجموعات مسلحة غير نظامية تُعرف باسم "الشبيحة"، بمحاصرة المنطقة وقصفها بشكل مكثف قبل اقتحامها وارتكاب مجزرة مروعة مستخدمة فيها الأسلحة البيضاء والنارية، حيث راح ضحيتها 109 مدنيين، من بينهم 49 طفلاً و32 امرأة.
"مجرم سيئ السمعة"
أوقفت السلطة السورية الجديدة، أمس الجمعة، مسؤولا سابقا لدى نظام الأسد، متهما بارتكاب عدد كبير من الجرائم بحق مدنيين.
ونقل مراسل وكالة الأنباء السورية "سانا" في اللاذقية، أن إدارة الأمن العام بالمحافظة ألقت القبض على "المجرم الخارج عن القانون، حيان ميا، سيئ السمعة والمسؤول عن عدد من الجرائم الكبيرة ضد السوريين".
ونقلت "شبكة شام" أن ميا يعد مسؤولا مباشرا عن عمليات دهم واعتقالات نفذتها مخابرات الأسد، حيث نشط خلال سنوات الثورة الأولى في تقديم التقارير الاستخباراتية بحق الثوار المشاركين بالمظاهرات، وصولا إلى الإشراف على اعتقالهم.
"سفاح صيدنايا"
وأسفرت الحملة الأمنية، الخميس الماضي، عن اعتقال رئيس القضاء العسكري السابق محمّد كنجو الحسن، المعروف بـ"سفاح صيدنايا"، الذي يُعدّ أبرز المسؤولين عن عمليات الإعدام داخل سجن صيدنايا.
وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى "توقيف السلطة الجديدة الحسن مع 20 من عناصره" في قرية خربة معزة، بريف طرطوس، حيث خاضت قوات أمنها، الأربعاء، اشتباكات ضد مسلحين مقربين منه، خلال محاولتها توقيفه في مقر إقامته، مما أسفر عن مقتل 14 من عناصرها".
ويرتبط اسم الحسن الذي كان يرأس إدارة القضاء العسكري في سوريا، ارتباطا وثيقا بسجن صيدنايا، الواقع شمال دمشق، والذي أصبح رمزا للفظاعات التي ارتكبتها سلطات الأسد ضد معارضيه، بعدما شهد على إعدامات خارج نطاق القضاء وعمليات تعذيب وحالات اختفاء قسري.
"عميد في الأمن السياسي"
وأعلنت إدارة العمليات العسكرية، أمس الجمعة، إلقاء القبض على رياض حسن "المسؤول عن الأمن السياسي" في دمشق، لدى نظام الأسد، ذكر مزيد من التفاصيل.
وفرع الأمن السياسي هو فرع أمني كان يتبع لوزارة الداخلية خلال عهد الأسدين، ويتهم المسؤولون فيه بارتكاب جرائم كثيره بحق السوريين.(الحرة)