Advertisement

عربي-دولي

ترامب وصناعة السلام.. صفقات سريعة أم رؤية مستدامة؟

Lebanon 24
21-01-2025 | 02:38
A-
A+
Doc-P-1309289-638730493081103775.jpg
Doc-P-1309289-638730493081103775.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
في ظل عودة دونالد ترامب إلى المشهد السياسي، يتجدد الحديث عن قدرته على لعب دور في صناعة السلام العالمي.

خلال فترة ولايته الأولى، اتسمت سياساته الخارجية بمزيج من القرارات المثيرة للجدل والصفقات المفاجئة. لكن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة اليوم هو: هل يمتلك ترامب الأدوات والنية لصناعة السلام في عالم مليء بالصراعات؟
Advertisement


سلام أم صفقات.. نظرة إلى فلسفة ترامب

منذ دخوله عالم السياسة، عُرف ترامب بأسلوبه غير التقليدي. اعتمد على منطق الصفقات الذي نقله من عالم الأعمال إلى البيت الأبيض.

يقول المحلل السياسي في "سكاي نيوز عربية"، عماد الدين أديب: "ترامب لا يتعامل مع السياسة بمنطقها التقليدي، بل كوسيط تجاري. بالنسبة له، السلام ليس هدفا إنسانيا بقدر ما هو صفقة رابحة لجميع الأطراف".

ومع ذلك، هذا النهج أثار تساؤلات بشأن ديمومته. فبينما أطلق ترامب اتفاقيات مثل "الاتفاقيات الإبراهيمية" التي عززت التطبيع بين إسرائيل وعدد من الدول العربية، يرى مراقبون أن تلك الاتفاقيات لم تعالج الأسباب الجذرية للصراعات في الشرق الأوسط.

هل يتكرر مشهد الشرق الأوسط؟

في الشرق الأوسط، يعتبر ملف الصراع الفلسطيني الإسرائيلي أحد أبرز التحديات أمام أي مبادرة سلام. خلال فترة ولايته الأولى، اعتُبر ترامب أحد أكثر الرؤساء الأميركيين انحيازا لإسرائيل، من خلال قرارات مثل نقل السفارة الأميركية إلى القدس.

يرى إياد الجغبير، مراسل "سكاي نيوز عربية"، أن "ترامب يتبنى مقاربة تحاول تحقيق مكاسب سياسية واقتصادية سريعة، لكن بدون معالجة القضايا الجوهرية مثل حق الفلسطينيين في دولة مستقلة". ويضيف: "أي سلام لا يقوم على أسس عادلة لن يكون مستداما".

من جانبه، يشير مجدي يازجي، مراسل "سكاي نيوز عربية"، إلى أن هناك فرصة أمام ترامب لتعزيز مكانته كصانع سلام حقيقي إذا ما قرر تبني مقاربة شاملة. لكنه يستدرك: "ترامب قد يفضل التركيز على تعزيز علاقاته مع دول الخليج وإسرائيل بدلا من التورط في صراعات مستعصية الحل".

أوكرانيا وروسيا.. مساحة جديدة للمناورة

على الجانب الآخر، تُمثل الحرب في أوكرانيا تحديا جديدا أمام أي محاولات لصناعة السلام. حيث يرى محلل الشؤون الأميركية في "سكاي نيوز عربية"، موفق حرب، أن ترامب يمتلك فرصة لتقديم نفسه كوسيط دولي لإنهاء الحرب، لكنه قد يواجه معارضة داخلية ودولية بسبب مواقفه السابقة تجاه روسيا.

يقول حرب: "ترامب يتبنى خطابا يتجنب المواجهة المباشرة مع روسيا، وهو ما قد يمنحه مساحة للمناورة في هذا الملف. لكنه قد يواجه انتقادات من الديمقراطيين والجمهوريين إذا ما فُسرت مواقفه على أنها تهاون مع بوتين".

الصين.. محور السلام والتوتر
الصين، باعتبارها الخصم الاقتصادي الأول للولايات المتحدة، تُمثل اختبارًا آخر لقدرة ترامب على تحقيق التوازن بين المنافسة وصناعة السلام. يقول عماد الدين أديب: "السلام مع الصين ليس بالضرورة إنهاءً للتوترات الاقتصادية، بل قد يكون وسيلة لإعادة ترتيب المصالح المشتركة".

لكن أديب يحذر من أن "نهج ترامب الصدامي قد يعيد إشعال حرب تجارية تضر بالعلاقات الثنائية وتؤثر على الاقتصاد العالمي بأسره".

ما الذي يميز ترامب؟

يشير موفق حرب إلى أن ترامب يختلف عن الرؤساء التقليديين بقدرته على اختراق الملفات الشائكة بطريقة غير تقليدية.

ويضيف: "ترامب قد لا ينجح في تحقيق السلام بمعناه المثالي، لكنه قد ينجح في التوصل إلى تفاهمات تحقق الحد الأدنى من الاستقرار".

وفي ذات السياق، يعلق إياد الجغبير بأن "ترامب يُتقن لعبة الرمزية. حتى لو لم يحقق نتائج ملموسة، فإنه ينجح في خلق انطباع بأنه الرجل الذي يمكنه تغيير قواعد اللعبة".


فرصة أم مخاطرة؟

صناعة السلام ليست مجرد شعارات انتخابية، بل اختبار حقيقي لقدرة القادة على التعامل مع تعقيدات الواقع الدولي. ترامب، بشخصيته الجدلية ونهجه البراغماتي، قد يكون لديه القدرة على تحقيق إنجازات محدودة، لكن التحديات أمامه تتطلب رؤية أبعد من الصفقات المؤقتة.

كما يقول عماد الدين أديب إن السلام الحقيقي لا يُصنع بالإعلانات والاتفاقيات الجزئية، بل بالتفاهمات العميقة التي تُعالج جذور الصراعات. فهل يمتلك ترامب هذه الرؤية؟

العالم يراقب، والفرصة متاحة، لكن هل يستغلها ترامب ليُسجل اسمه كصانع سلام؟ أم أن إرثه السياسي سيبقى مرتبطا بالانقسام والصراعات؟ (سكاي نيوز)
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك