نشر موقع "الخنادق" المعني بالدراسات الإستراتيجية تقريراً جديداً تحدث فيه عن صفات بارزة لدى القائد العسكري البارز في حركة "حماس" والذي أعلنت الأخيرة، الخميس، استشهاده رسمياً خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة.
ويقول التقرير إن الضيف "مثل ظاهرة إستثنائية في عالم الصراعات الحديثة، إذ جمع بين التخطيط الاستراتيجي والقيادة العسكرية والقدرة على التأثير النفسي في العدو والمناصرين على حدّ سواء".
ويوضح التقرير أن القيادي الفلسطيني البارز "صعد إلى الواجهة ليس فقط بسبب دوره العسكري، ولكن بسبب قدرته على التخفي، والمناورة، وإدارة العمليات الكبرى التي غيرت معادلات الصراع في المنطقة".
وذكر التقرير أن الضيف "استطاع تأسيس منظومة قيادة لامركزية، بحيث لا تعتمد كتائب القسام على شخص واحد، مما جعل استمرارها مضموناً رغم عمليات الاغتيال المتكررة".
كذلك، دمج الضيف "بين التخطيط بعيد المدى والتكتيك الميداني، فكان يعتمد على تطوير منظومة تسليحية، وأنفاق استراتيجية، وهجمات نوعية أربكت الجيش الإسرائيلي".
التقرير قال إن "الضيف استخدم الحرب النفسية بذكاء، حيث لم يكن يظهر إعلامياً، مما زاد من هالة الغموض حوله، وجعل الاحتلال في حالة ارتباك دائم حول موقعه الحقيقي وحالته الصحية".
مع هذا، فقد عمل الضيف على "تطوير أساليب حرب الأنفاق، فقد أدرك أن إسرائيل تمتلك تفوقًا جويًا وتكنولوجيًا، لذا لجأ إلى بناء شبكة أنفاق ضخمة مكّنته من تحريك القوات والمعدات بعيدًا عن أعين العدو".
كذلك، شن الضيف "هجمات نوعية مدروسة من عمليات أسر الجنود إلى ضرب تل أبيب بالصواريخ، فكان يخطط لعمليات تضمن التأثير الكبير بأقل التكاليف البشرية الممكنة".
أيضاً، أجاد الضيف، بحسب التقرير، "استخدام تكنولوجيا محلية الصنع"، وأضاف: "رغم الحصار، نجح في تطوير منظومة صاروخية قادرة على تجاوز القبة الحديدية الإسرائيلية، مما جعل إسرائيل غير آمنة حتى في أكثر مدنها تحصيناً".
وتطرق القرير إلى أسباب عدم إعلان "حماس" إعلان استشهاد الضيف خلال الحرب، ويقول: "لو كانت حماس قد أعلنت عن استشهاد الضيف في ذروة الحرب، كان من الممكن أن يؤدي ذلك إلى ضربات نفسية داخل صفوف مقاتليها، أو حتى إضعاف زخم المقاومة في لحظات حاسمة. لكن الحركة اختارت الإعلان في توقيت كانت فيه تمسك بزمام المبادرة: وقت صفقة تبادل الأسرى، وبعد أن ثبتت قدرتها على مفاجأة إسرائيل وإحراجها ميدانياً وسياسياً".
وأكمل: "هناك 3 أسباب رئيسية تجعل تأجيل الإعلان منطقياً: تجنب انهيار المعنويات الميدانية - إدارة الصراع وفق شروط حماس - التأثير على مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى".
وتابع: "مع هذا، فإن إعلان استشهاد الضيف يضع جميع الأطراف أمام مفترق طرق. فإذا كانت إسرائيل ترى في اغتيال الضيف إنجازاً متأخراً، فإن حماس تعتبره بداية مرحلة جديدة".
وأكمل: "السيناريوهات المحتلة لتلك المرحلة تتصل بالتصعيد في الضفة أو الجبهات الأخرى، فاغتيال الضيف لن يمر بلا تداعيات، وقد تكون هناك عمليات نوعية في الضفة أو حتى هجمات من جهات أخرى، مما يزيد الضغط على إسرائيل".
وأردف: "كذلك، فإن ما حصل يدفع نحو إعادة ترتيب القيادة داخل حماس، وبدلاً من إضعاف المقاومة، قد يؤدي هذا الإعلان إلى بروز شخصيات جديدة أكثر صلابة أو جرأة". (الخنادق)