Advertisement

عربي-دولي

ضرب إيران ليس بين أولويات ترامب

Lebanon 24
04-02-2025 | 22:53
A-
A+
Doc-P-1315908-638743317177933807.jpeg
Doc-P-1315908-638743317177933807.jpeg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
كتب عبدالوهاب بدرخان في" النهار": مرحلة التحوّلات في الشرق الأوسط على وشك أن تبدأ، بناءً على المحفّزات التي تبلورت من جرّاء حربَيْ غزة ولبنان، وسقوط النظام الأسدي في سوريا، وانكفاء الميليشيات الإيرانية في العراق، واقتراب لحظة الحقيقة بالنسبة الى تقرير مصير سيطرة الحوثيين في اليمن.
Advertisement

لم تكن حرب غزّة و"طوفان الأقصى" كالحروب الأربع التي سبقتها، لكنها شكّلت على الفور مواجهةً استراتيجية، إسرائيلية-إيرانية. سرعان ما تجنّد محور أميركي-غربي داعمٌ لإسرائيل، أما "محور إيران" فاقتصر على الميليشيات التي زرعتها هنا وهناك ولم تكن له مؤازرة روسية أو صينية، وبالنظر الى صراع عربي-إيراني لا يزال متفاعلاً.

عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض محفّزٌ مستجدٌّ حاسمٌ بالنسبة إلى التحوّلات المرتقبة، وإن كان تحالفه مع بنيامين نتنياهو أنتج سابقاً "صفقة القرن"، فإن ترامب الجديد يبدو حليفاً أكثر قرباً إلى قادة اليمين المتطرّف الذين يضعون أهدافاً توراتية لـ"الصفقة" ويريدون دماراً شاملاً و"تطهيراً عرقياً" كاملاً في غزة لتصبح جاهزة لمشاريع استيطانية كبرى تتلاءم مع "العقيدة" الترامبية للتطوير العقاري. ربما يرغب ترامب وصقور إدارته في تلبية كل الأطماع الإسرائيلية، ما دامت الفرصة سانحة للبناء على الهزائم والخسارات التي مُنيت بها إيران و"محورها" ونفوذها الإقليمي، وسانحة أيضاً لـ"تغيير وجه الشرق الأوسط"، كما يدّعيه نتنياهو.

وفي حالٍ كهذه سيكون على الولايات المتحدة أن تحسم موقفها من جملة استحقاقات تاريخية من شأنها أن تغيّر "وجه أميركا" نفسها: كأن تعترف رسمياً وعملياً بـ"حق إسرائيل" في الإبادة الجماعية لفلسطين وشعبها، أو أن تكرّس الشرق الأوسط منطقة نفوذ تديرها إسرائيل بالإنابة، وما على العرب سوى الخضوع للأمر الواقع الذي يمليه مجرمو الحرب.

النتيجة المباشرة للتحوّلات التي تقترحها إسرائيل-نتنياهو وحلفائه، ويفترض أن يدعمها ترامب، هي أن الصراع لم ينتهِ، لا في غزّة، ولا في لبنان، ولا في سوريا، ولا مع اليمن، ولا مع إيران نفسها. لأسباب سياسية شخصية يتحفّز نتنياهو لضرب المنشآت الإيرانية، مستنداً الى الضربات التي نفّذتها إسرائيل بالتنسيق مع الإدارة الأميركية السابقة، وإلى إفراج ترامب عن شحنات القنابل الثقيلة. لكن أجندة الحليفين تبدو متوافقة "مبدئياً" وغير متطابقة في الأولويات، فهناك مراحل وخيارات يريد ترامب تجاوزها أو تجريبها، ومنها وقف حرب أوكرانيا، تركيز المواجهة مع الصين، حلّ الإشكالات أمام التطبيع العربي-الإسرائيلي، وحتى التوصّل إلى اتفاق جديد مع إيران (على أساس تضاؤل نفوذها) قبل الوصول إلى خيار ضرب منشآتها.  
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك